هل ينجح «تورونتو السينمائي» في تحديد فيلم عام 2016؟
ـ هناء العمير
يترقب الكثير من النقاد مهرجان تورونتو لأنه آخر المهرجانات المهمة للعام، فهو غالباً ما يعلن بداية الربع الذهبي من العام حيث تعرض فيه أهم الأفلام التي ستحتل مكاناً بارزاً في موسم الجوائز، قبل أن تعرض تجارياً، كما أنه يعيد عرض الأفلام التي لفتت الأنظار في صندانس وبرلين وكان ويعرض الأفلام المتوقع لها أن تكون مهمة في مهرجان فينيسيا -وذلك بسبب تداخل مواعيد المهرجانين-. وأول الأفلام التي ستكون موجودة في المهرجانين هو فيلم «The Magnificent Seven»، فهو الفيلم الذي سيعرض في افتتاح تورونتو يوم الخميس المقبل، كما سيعرض في ختام مهرجان فينيسيا يوم 9 سبتمبر.
فيلم افتتاح تورونتو وختام فينيسيا هو إعادة لفيلم يحمل نفس الاسم «The Magnificent Seven» أنتج عام 1960 وكان من إخراج جورج ستورجس وهو مستمد من فيلم المخرج الياباني الشهير أكيرا كيروساوا «الساموراي السبعة»، أما النسخة الجديدة، فهي من إخراج أنتوان فيوكوا -مخرج فيلم Training Day- وبطولة دينزل واشنطن وإيثان هاوك وجيك جالينهال وفوريست ويتكر. أما الأفلام الأخرى التي ستعرض في المهرجانين، فأهمها الفيلم الذي افتتح فينيسيا «La La Land» وفيلم مصمم الأزياء والمخرج توم فورد «Nocturnal Animals» وفيلم الكندي دينيس فيلنويف «Arrival» وفيلم تيرينس ماليك «Voyage of Time»، وكل هذه الأفلام يتوقع أن تكون ذات مستوى فني عال.
أما ما تميز تورنتو بعرضه، وهي الأفلام التي قد يكون لها نصيب في موسم الجوائز، فهي أولاً فيلم أوليفر ستون المنتظر منذ زمن «Snowden» والمستمد من كتاب «The Snowden Files» الذي ألفه لوك هاردينج ويقوم جوزيف جوردون-ليفيت فيه بدور البطولة. وكذلك سيتم عرض فيلم «Queen of Katwe» وهو من إخراج المخرجة الهندية الأميركية ميرا ناير ومن بطولة لوبيتا نيونجو وديفيد أويلو ويروي قصة لاعبة الشطرنج الأوغندية فيونا موتيسي ومن إنتاج ديزني.
ومن الأفلام المرتقبة أيضاً فيلم «The Promise» والذي يروي قصة مجزرة الأرمن وهو من بطولة كريستيان بيل وأوسكار إسحاق وشارلوت لي بون ومن إخراج تيري جورج مخرج فيلم «Hotel Rwanda».
وهناك الفيلم المستقل «Barry» الذي يتناول قصة حياة باراك أوباما في شبابه عندما كان طالباً جامعياً يعيش في مدينة نيويورك، وهو من إخراج فيكرام غاندي ومن بطولة ديفون تيريل الذي يقوم بدور باراك أوباما.
إلى جانب هذه المجموعة، هناك فيلم «American Pastoral» وهو من بطولة وإخراج الاسكوتلندي إيوان ماكجريجور وتشاركه البطولة جينيفر كونيلي وهو مقتبس من الرواية الشهيرة التي تحمل نفس الاسم للروائي فيليب روث، والتي نالت عند صدورها عام 1997 جائزة «بوليتزر» الأميركية لأفضل رواية، كما عدتها مجلة التايم ضمن أعظم 100 رواية على مر التاريخ.
ومن ضمن الأفلام المرتقبة في مهرجان تورونتو، فيلم الممثل والمخرج جيمس فرانكو وهو بعنوان «In Dubious Battle» وهو مستمد من رواية بنفس الإسم للروائي الأميركي الشهير جون شتاينبيك صاحب رواية «عناقيد الغضب» والحائز على جائزة نوبل للآداب عام 1962، ويحكي قصة ناشط يتورط بالحركة العمالية لعمال المزارع في كاليفورنيا في فترة الثلاثينيات.
هذا بالطبع إلى جانب الفيلمين الأهم في صندانس وهما «The Birth of a nation» الذي يروي قصة الواعظ نات تيرنر ذو البشرة السوداء الذي يقود ثورة من أجل حرية العبيد، وهو من بطولة نيت باركر ومن تأليفه وإخراجه. أما الفيلم الثاني، فهو فيلم «Manchester by The Sea» والذي يروي قصة عم يضطر للعناية بابن أخيه المراهق بعد وفاة والده، وهو من بطولة كيسي أفليك وكايل تشاندلر وميشيل ويليامز ومن إخراج كينيث لونيرجان.
أما من كان، فيعرض في تورونتو الفيلم الفائز بالسعفة «I, Danial Blake» وفيلم جيم جارموش الذي لفت الأنظار «Paterson» و فيلم أصغر فرهادي الفائز بأفضل سيناريو «The Salesman»» والفيلم الألماني «Toni Erdman» والفيلم البريطاني «American Honey» وفيلم بيدرو ألمودفار «Julieta». والفيلم الكوري «The Handmaiden» والفيلم الفرنسي «Elle» والفيلم الأمريكي «Loving».
وكذلك سيعرض الفيلم السعودي الرومانسي الكوميدي «بركة يقابل بركة» والذي لفت الأنظار في مهرجان برلين وهو من إخراج محمود صباغ ومن بطولة هشام فقيه وفاطمة البنوي.
ترى مع كل الأفلام التي سيعرضها تورنتو، هل من الممكن أن يحسم التوقع بفيلم العام، خاصة في غياب أفلام مخرجين هامين، مثل مارتن سكورسيزي الذي قد يعرض فيلمه في أواخر العام وفيلم أنج لي المتوقع أن يعرض في نوفمبر؟. لا شك أنه بعد انتهاء تورنتو سيمكن توقع بعض الأفلام المهمة، أما فيلم العام، فمع غياب هذين الاسمين بالذات، سيظل التساؤل مطروحاً حتى نهاية العام.