أحداث و تقارير

وزيرا الثقافة المصرى والفلسطينى يفتتحان «عام القدس فى السينما»

 «الإسكندرية» ـ انتصار دردير

بحضور وزيرا الثقافة المصرى حلمى النمنم والفلسطينى ايهاب بسيسو والأمير أباظة رئيس مهرجان الاسكندرية السينمائى، بدأت صباح اليوم الخميس ندوة «عام القدس فى السينما» التى انطلقت من الدورة الـ32 للمهرجان باختيار عام 2017 ليكون عام القدس فى السينما والذى يواكب مرور خمسين عاما على الاحتلال الاسرائيلى لمدينة القدس، لتكون محورا وشعارا لعشرة مهرجانات عربية تعقد خلال العام المقبل.

بدأ الاحتفال بعرض فيلم «الطوق الأبيض» للمخرجة حنين جابر الذى يروى قصة شاب من القدس المحتلة يخرج لشراء الخبز ويتعرض للتفتيش والامتهان من قبل سلطات الاحتلال ويجبرونه على خلع بعض ملابسه ثم يقتلونه فى مشهد مهين لانسانيته، وفى بداية  اللقاء تحدث الأمير أباظة رئيس المهرجان مؤكدا على اهمية هذه التظاهرة التى تواكب نصف قرن على الاحتلال الاسرائيلى للقدس، منوها إلي أن عشرة مهرجانات سينمائية عربية تجتمع غدا فى الاسكندرية لإقرار هذه التظاهرة ضمن دورتها المقبلة فى 2017.

وتحدث وزير الثقافة الفلسطينى ايهاب بسيسو مرحبا بهذا الاهتمام من مصر مشيرا إلي ان الدعوة التى تلقاها من وزير الثقافة المصرى هى بمثابة رسالة لكى تكون فلسطين حاضرة بأفلامنا وثقافتنا، خاصة والعام القادم يحمل ذكرى أليمة لاحتلال القدس وهو مايجب ان تطرحه السينما كأداة فعالة فى اظهار الحق الفلسطينى وتأكيده، وأن العام القادم سيشهد أيضا مرور 70 عاما على نكبة 1967، وأن للثقافة عموما والسينما خصوصا دورا فى تأكيد هذا الوعى رغم كل محاولات التشويه الذي يتم من قبل الاحتلال الغاشم، وقال ان ماترونه على الشاشة ليس الا جانبا يسيرا مما يراه الفلسطينى من جرائم الاحتلال الذي الى يسعى لطمس هويتنا ليجعل من حياتنا كابوسا، وان مصر بعروبتها ودعمها الدائم لقضيتنا والمهرجان يوفر منصة جديدة لنا ليسمع الجميع صوت الإبداع الفلسطينى فى السينما، ولهذا نتطلع لدوركم جميعا كمبدعين لكى تكونوا معنا فى مواجهة الاحتلال، ولدعم القضية الفلسطينية ومن الاسكندرية نقول لاتنسوا القدس ولاتنسوا فلسطين.

%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d8%b3-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d9%86%d9%85%d8%a7-2

وقال حلمى النمنم وزير الثقافة المصرى أن العام المقبل سيكون كبيسا بذكرياته حيث يكون قد انقضى مائة عام على وعد بلفور و70 سنة على قرار تقسيم فلسطين و500 سنة على اجتياح مصر والشام من قبل العثمانيين، وكلها تمثل حلقات من الاستهداف الذى شهدته المنطقة العربية وهناك دور مهم للمبدعين لكى نجعل القدس حية فى الضمير العام، ووجه الوزير التحية لمهرجان الاسكندرية لاحتفائه بالقدس قائلا ومع كامل تقديرى لأهمية القدس للمسلمين والمسيحيين واليهود لكن فلسطين كلها لابد ان تعود ونستعيد أرضها.

وأهدى وزير الثقافة درع المهرجان لوزير الثقافة الفلسطينى، كما أهدى الوزير الفلسطينى درع دولة فلسطين إلي وزير الثقافة المصرى ولأمير أباظة رئيس المهرجان الذي أهدى بدوره درع جمعية كتاب ونقاد السينما لحلمى النمنم.

وشهد المؤتمر الصحفى عدد كبير من السينمائيين وتحدث بعضهم خلاله عن كثير من قضايا السينما التى تشغل بالهم، كما أشادوا باختيار مهرجان الاسكندرية لقضية القدس وتظاهرة أفلام المقاومة، وقال المخرج محمد فاضل: أننا نحىي مهرجان الاسكندرية على هذا الاختيار ونطلب من الوزير حلمى النمنم أن يطالب الرئيس عبد الفتاح السيسى بأن تعامل الثقافة معاملة الأمن القومى خاصة بعدما أعلنه فى اجتماع العام للامم المتحدة من أن الثقافة تلعب دورا مهما فى محاربة الارهاب وأنه لابد من الانفاق عليها بشكل أكبر، وقال الممثل سامح الصريطى أن فلسطين ستظل قضية العرب الاولى ولن يستريح العرب الا بحلها وأشار الى غياب دور الدولة عن دعم الثقافة كما ينبغى وتمنى أن يرى دعما حقيقيا للسينما.

وأشاد الناقد طارق الشناوى بالحضور الفلسطينى فى المهرجانات الدولية رغم كل صعوباتها ووصول أفلام هانى أبو أسعد الى تصفيات الأوسكار ووجه سؤال لوزير الثقافة المصرى عن زيادة دعم السينما وتوجسه من عدم وجود آلية لاستخدامه فيعود الى خزانة الدولة، وقال محمد علام من الجزائر اننا حينما نسمع اسم فلسطين يقشعر جلودنا لأن القضية حاضرة دوما، وأشارت الناقدة ماجدة موريس عن مدى اهتمام السينما الفلسطينية برصد التجارب التى يقدمها مخرجون غربيون كما تساءلت عن دعم الأعمال والمشروعات التى أعلن عنها  لفتح مجال لانتاج الأفلام.

%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d8%b3-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d9%86%d9%85%d8%a7-3

وأجاب وزير الثقافة الفلسطينى على التساؤلات التى وجهت اليه مؤكدا أن هناك أفلام وثائقية تنتجها شبكات أوروبية، لكن النظر الى قضايانا من الداخل يعطى أبعادا أكثر عمقا واهمية، وهناك الكثير من القضايا الانسانية فى تدعيات الاحتلال تنعكس على المواطن الفلسطينى، وماعرضه المشهد الأخير لفيلم الطوق الأبيض حدث بالفعل، ونحن نواجه احتلال غاشم يقود حملات تشكيك كبيرة حتى فى رموزنا  مثلما شككوا فى هوية المفكر الفلسطينى أدوارد سعيد وأنه ليس فلسطينيا، وهم يستكثرون علينا كل شئ وكل انجاز نحققه، وهناك الكثير مما يجرى يحتاج لعين السينما لتوثيقه واظهاره للعالم، ونحن ندعم السينما لكننا نسعى لأن تكون هناك صناعة سينما حقيقية ومن الضرورى أن تكون محمولة على أجنحة عربية.

وأجاب الوزير حلمى النمنم حول التساؤلات الموجهة له وقال ان مبلغ الـ50 مليون جنيه المخصص لدعم الافلام ستنطبق عليه نفس شروط الدعم المعتادة وتشرف عليه المركز القومى للسينما، وكل ما أطلبه هو الأهتمام بالفيلم التسجيلى  والقضايا الوطنية، وأضاف قائلا أن الثقافة والسينما بالفعل قضية أمن قومى لدى الدولة لذلك طالبت بالأهتمام بالفنون السمعية والبصرية لوجود نسبة أمية عندنا تتجاوز الـ26 بالمائة، ولابد ان نصل للناس فى أماكنهم ولا يكون اعتمادى فقط على الاعلام رغم مساندته واهميته لكن لابد من الذهاب للجمهور فى كل مكان، فالمتشددون وصلوا للناس بأفكارهم من خلال نزولهم اليهم.

وقال الوزير عندى انحياز للسينما لأنها فن البهجة والجمال فى مواجهة القبح الذى ملأ حياتنا، وقد حصلنا مؤخرا على أصول السينما التى كانت بحوزة وزارة الاستثمار منذ سنوات، وحول أسعار التصوير فى الأماكن الأثرية والسياحية التى طرحها المنتج محس علم الدين قال الوزير انه جرى تخفيضها، ولو كنت مسئولا لدفعت مقابل الترويج الذي تحققه السينما، وقد شاهدت مؤخرا فيلم “لف ودوران” لأحمد حلمى وأقول انه لو تم دفع مليون جنيه للترويج لشرم الشيخ لم يكن ليحقق ربع ماحققه الفيلم من تأثير بعيدا عن الدعاية المباشرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى