أحداث و تقارير

ينافس على السعفة: «المربع» .. يحلل المجتمع السويدي الجديد

 كان ـ عبد الستار ناجي

بذكاء شديد يحلل المخرج روبن أوستلوند المجتمع السويدي بكثير من العمق والشفافية العالية المستوى عبر حكاية شخصية كرستيان الذي يحظى بموقفه الاجتماعي العالي المستوى وينتمي الى طبقة ارستقراطية ومكانة مهنية عالية عبر ترؤسه لأحد أهم المتاحف في بلاده والتي تقوده الاحداث الى كم من المواقف .

ان اختيار كلمة المربع The Square بوصفها المنطقة الاكثر أمانا بين بقية الاشكال الهندسية مثل المثلث او المسدس او حتى الدائرة وشخصية كرستيان يختار أحد المشاريع للمتحف على شكل المربع لتكون محطة للتحليل الابداعي والنفسي والفكري.

ورغم اننا امام شخصية محاطة بالامان والضمان والمكانة الا انه في لحظة ما وخلال مروره في احدى الساحات العامة يتعرض للسرقة حيث يفقد جهاز هاتفه ومحفظته ومن خلال فريقه في المتحف يتم تتبع مكان الهاتف ويعرف بانه في احد المباني في أحد الاحياء الفقيرة ويقرر ان يكتب رسالة يشير من خلالها الى ضرورة اعادة المسروقات ويتم توزيع تلك الرسالة على جميع سكان العمارة من خلال وضعها تحت أبوابهم .

وفي اليوم التالي يتم الاتصال به ويتسلم المسروقات ولكنه يفاجأ في اليوم الثاني بمن يتصل به ويخبره بانه يريد ان يقابله حول موضوع المسروقات لنكتشف وجود صبي في العاشرة من عمره من اللاجئين من ذوي الاصول التركية او الغجرية يخبره بضرورة الاعتذار له لأسرته لانه لم يسرق وان أسرته التي هربت من بلادها لم تأت الى السويد لتسرق بل جاءت بحثا عن الامان وفرص الآمان ويخبره بان أهله منعوا عنه مشاهدة التلفزيون كعقاب وعدم منحه مصروفه اليومي .

ورغم حالة الانانية التي تعيشها الشخصية والانتماء الى الطبقات الارستقراطية الا انه يشعر بانه أساء الى ذلك الطفل من حيث لا يدري. ويصور رسالة هاتفية ويرسلها الى الطفل ولكنه لا يجد الرد عندها يقوم كرستيان بمرافقة بناته الى ذلك الحي وتلك العمارة من أجل تقديم الاعتذار للطفل وجميع سكان العمارة ولكنه يعلم بان الطفل وأسرته قد غادروا العمارة لانهم يشعرون بأنهم لم يحضروا الى السويد كي تلصق بهم تهمة السرقة ولهذا يفضلون الابتعاد عن الحي للمحافظة على كرامتهم .

عبر تلك الحكاية وكم من الحكايات يعري المخرج روبن أوستلوند المجتمع السويدي بكافة تفاصيله وان أخذ عن الفيلم شيئا من الاطالة بحيث امتد مدته لأكثر من ساعتين 142 دقيقة بالامكان اعادة مونتاجه لأكثر من 45 دقيقة دون التأثير بالأحداث الخاصة بهذا العمل. في الفيلم كثير من البحث الذي يمزج الفنون التشكيلية والعلاقات الاجتماعية وايضا الطبقات الارستقراطية في المجتمع النمساوي الذي سرعان ما ينهار كل شيء رغم كونهم في ذلك المربع الامن الا ان السويد اليوم غير تلك كانت سابقا.. ومن هنا أهمية هذا العمل وخطورته في الحين ذاته .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى