يوميات «القاهرة السينمائي» (1)..
تكريم عمر الشريف يجذب الأضواء في اليوم الأولوحضور دبلوماسي مكثف في اليوم الثاني
القاهرة ـ «سينماتوغراف»: عمرو شاهين
الأربعاء أنتهي حفل افتتاح الدورة السابعة و الثلاثين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لتبدأ قي اليوم التالي فعاليات اليوم الأول من المهرجان والذي شهد عرض 24 فيلما ضمن فعاليات المهرجان المختلفة إضافة إلى تكريم الفنان العالمي الراحل عمر الشريف.
وحضر حفل التكريم الذي اقيم في تمام الساعة الثامنة والنصف في المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية عدد من نجوم الفن وعلى رأسهم ضيفة المهرجان العالمية كلوديا كاردينالي وحسين فهمي و يسرا ولبلبة وإلهام شاهين وخالد النبوي وسمير صبري والمخرج هاني لاشين والمخرج عمر زهران والنجمة الفرنسية أندريا فاريال إضافة إلى وكيلة الفنان عمر الشريف بفرنسا كاترين ماريسكا وصديقه ستيف كينيث والدكتورة ماجدة واصف رئيسة المهرجان.
في بداية الحفل قالت وكيلته بفرنسا كاترين ماريسكا أن الأربعون عامًا التي قضتها في العمل مع الشريف كانت مصدر سعادة بالنسبة لها، وأن أول مرة حضرت فيها تكريم لعمر الشريف كان من خلال المعهد العربي للسينما في باريس، حيث كانت ماجدة واصف رئيسة المعهد في باريس، فقالت “ماريسكا” : شكرا لها بالأمس وشكرًا لها اليوم.
وأضافت في كلمتها : أما كل ما كان يعرض عليه من مصر أو من أجل مصر فكان يوافق عليه دائمًا من أجل تقديمها بشكل لائق، لأن مصر بلد رائعة وشعبها مضياف وكريم.
ومن جانبها قالت النجمة الفرنسية أندريا فاريال والتي كانت تربطها علاقة صداقة بعمر الشريف ” أننا نشعر بالأسى اليوم لحضورنا هذا التكريم الذي يذكرنا اننا فقدنا عمر الشريف، خاصة وأنه لعب دورا رئيسيا في حياتي المهنية من سنة 1984 وحتى عام 2012، ومن يعرفه سيقدر ذكاؤه وروحه الفكاهية فكان رجل مليء بالمشاعر وكثيرًا ما كان يتحدث عن مصر وعن ذكرياته بها، كما كان رجل يتمتع بسحر غير عادي ورقة لافتة، وأنا حزينة جدًا واشعر بافتقاده، فهو فنان السينما أعطته كثيرًا كما أعطاها كثيرًا، وقد رفع اسم مصر في كل مكان ذهب اليه، وأقول له شكرًا. وأنهت “فاريال” كلمتها ملقية قبلة في الهواء لروح عمر الشريف.
أما النجمة العالمية كلاوديا كاردينالي فقد بدأت كلمتها موجه الحديث إلى عمر الشريف ” عزيزي عمر لقد قدمت لي أول فرصة في مستقبلي الفني عام 1958 حينما عملنا سويًا في فيلم “جحا” وظللت ألقبك بجحا، وبعدها بـ 30 سنة تقابلنا وشاركنا في فيلم آخر”.
ومن جانبه قال الفنان حسين فهمي الشريف كان يحب مصر كثيرًا ودائمًا ما كان يريد أن يضعها في أحسن صورة لها أمام العالم، وكان له أهمية كبيرة في السينما العالمية، كما كان شخصية مشرفة لمصر وفنانيها في كل العالم، للشخصيه القوية التي كان يمتلكها.
أما الفنانة يسرا فقالت إن الفنان عمر الشريف رفع اسم مصر في الداخل والخارج، وكان يتمنى الموت على أرض مصر، وهي الأمنية التي تحققت. وأضافت يسرا : عايشين في رحاب فنه وعظمته، ممكن نتكلم عنه سنين لأنه راقي في فنه وخلقه، برئ، قوي، كان لا يحب ان يغضب منه أحد.
وتابعت يسرا : عمر أسطورة لن تتكرر لن يملأ أحد فراغه، فقدنا علم عظيم في الفن والإنسانية، وحشتنا وهنفضل دايما عايشين في رحابك.
أما النجمة لبلبة فقد بكت على المسرح واقتطعت كلماتها بسبب الدموع، حيث قالت: لي مع عمر الشريف كثير من الذكريات لا أعرف أروي أي منها، ولكن حينما عملنا سويًا، كان يأتي قبلنا لموقع التصوير، ويدخل غرفته ليشرب قهوته ويراجع ويذاكر، وكان مهتم بأن يكون شكل كل زملاؤه في أفضل حال في كل المشاهد ومستعد لإعادة أي مشهد من أجل أي زميل له، وكنا أصدقاء وأحكي له كل ما يسعدني أو يحزنني، وآخر مرة قابلته تناولنا العشاء معًا قبل وفاته بشهر في مطعم ابنه طارق، ولم أكن وقتها أعلم أنه سيتوفى.
أما الفنانة إلهام شاهين فقد قضت الكثير من الوقت في مديح النجم الكبير وقالت : مهما قلنا عنه لن نوفيه حقه لأنه قدم للسينما المصرية الكثير، وكنا في أي مهرجان بالعالم نتباهى بأننا من البلد التي انجبت عمر الشريف الذي أصبح نجم ينافس كل نجوم العالم، وحينما كنت ألتقي به خارج مصر كنت أشعر بما قدمه لسمعة مصر، فلا أنسى حينما تقابلنا في مهرجان فينيسيا السينمائي عام 2010 حيث كان يشارك في المهرجان بفيلمه “المسافر” وكنت أعرض أنا فيلمي “واحد صفر”، ورأيت كيف يستقبله الناس ونجوم العالم، وكنت أقف جانبه وأشعر بالفخر وأشعر أن الفنان المصري قيمة كبيرة، وهذا النجم صنع الكثير لاسم مصر.
وختمت الهام كلمتها : عمر الشريف لم ولن يرحل لأنه سيظل باقيًا بأفلامه التي تسعدنا وسنظل نتعلم منها أجيال وراء أجيال.
أما المخرج هاني لاشين فقال : الحب .. الوفاء .. الكرم .. الفروسية .. النبل وحب الحياة والفن واحترام الناس والذات والآخرين .. والحب كان عنوان لعمر الشريف الذي وقف بجانبي في أول أفلامي، وقدم معي الكثير من الأفلام أبرزها فيلم “الأراجوز” الذي نال الكثير من الجوائز، وكان الشريف يرفض أخذها ويطالبني بالاحتفاظ بها لأتذكر نجاح التجربة.
المخرج عمر زهران كانت له كلمة هو الآخر حكى فيها عن أهم موقف يشعره بالدين للشريف راويًا : من السهل أن يتحدث اي فنان عن مصريته ووطنيته وحبه لبلده، ولكن ترجمة هذا الشعور لشيء عملي يعتبر بمثابة اختبار حقيقي لوطنية اي فنان وانا كنت محظوظ بأني عشت كثير من المواقف مع هذا النجم العظيم تعرفت فيها على مدى وطنيته، وروايتي لكل الحكايات التي جمعتني به أفعلها لشعوري بالدين له.
وعاد زهران بذاكرته للوراء : كنت أعرفه حينما كنت مخرجًا صغيرا في قناة نايل سينما وقتما كانت قناة وليدة بسيطة ليس فيها اي امكانات على الإطلاق، ولم تكن هناك أي ادوات تساعدنا على منافسة أي قناة عربية وقتها، ولكن في هذه الفترة جائتني فكرة جريئة ومجنونة وهي أن احتفي بعيد ميلاد الفنان العالمي عمر الشريف من خلال لقاء في القناة، فحصلت على رقم هاتفه في باريس واتصلت به وقلبي يرتجف قبل أن أقول له أنني قناة جديدة وليس لدي ميزانية لتقديم اي مقابل مادي، وبعد مقدمة طويلة مني، رد علي وقال لي انه لم يفهم من مكالمتي سوى انني رئيس قناة سينما مصرية جديدة، ووعدني بمراجعة جدوله الزمني قبل أن يرد علي، ولكن بعدها علمت أن مديرة اعماله في القاهرة قد تفاوضت بالفعل على لقاء مشابه لعمر الشريف مع قناتين منافستين، ففقدت كل أمل وتملكني اليأس، ولكن وطنية ومصرية عمر الشريف حسمت هذا الصراع بيني وبين تلك القنوات، فحينما جاء للقاهرة قال لي أنه اختار التصوير مع قناتي وضحى بمبلغ مادي أقسم بالله أن لا قناة مصرية تستطيع تقديمه لنجم، ولقاءه في نايل سينما روج للقناة بشكل لن تتخيلوه، فولدت هذه القناة وولد اسمها، وعمر الشريف كان الاسم الذي فتح لنا بوابتنا على العالم وأعطانا مشروعيتنا.
وروى عمر زهران عن تخطيطه السابق لجنازة عمر الشريف التي كان يريد اخراجها بنفسه، ورغبته في اقامة صلاة على روحه أمام الاهرامات في دفنة يحضرها نجوم العالم، ولكن يسرا حينما علمت بفكرته قالت له أن الناس لن تفهمه وأنه سيتعرض لهجوم، وهو ما حدث بالفعل على حد قول زهران.
وختم المخرج التلفزيوني كلمته بالتأكيد على انه كان يحاول طوال الوقت تقديم أي شيء لسيرة عمر الشريف .
أما الفنان خالد النبوي فقال أنه يتذكر طوال الوقت جملة قالها له عمر الشريف وهي “اسكن وانت بتبني” وأن عمر الشريف نصحه بأن يعيش حياته خلال مشواره، وشكره لأن نصيحته أتت بثمارها.
أما النجم سمير صبري فقال : كان لي الحظ بأن يكن آخر حوار لعمر معي في ديسمبر السابق في الفندق الذي كان ينزل فيه في الزمالك، وكل ما قالوه زملائي عن بساطته وشهامته وتعليمه وثقافته وعشقه للسينما ومصر حقيقي جدًا، فكنت أقول له انهم ظلموه كثيرا ولكنه كان يرد بأنه يكتفي بشعوره انه مصري ويحب مصر.
وسرد سمير صبري عن رحلة له في الاسكندرية مع عمر الشريف حينما كان الأخير يرغب في تناول أكلة سمك، حيث دخل الشريف في حوار مع صاحب محل السمك المتزوج من أربعة نساء، وطالبه بأن يدعو زوجتين منهم، ودخل في حوار مع واحدة منهن وتسبب هذا الحوار في الايقاع بين الزوجتين ودخولهم في خناقة كلامية، ولكن في النهاية علم عمر الشريف عن أنهن يحلمن بالسفر للعمرة، فقام بتوفير التأشيرة والتذاكر والاقامة كاملة لهاتين السيدتين، لكي يحققن حلمهن، رغم انه لا يعرفهن، ولكنه فعل ذلك لمجرد أن يكونوا سعداء وهو أمر يعكس كرمه وانسانيته وانه انسان لا يستطيع أي ممن عرفوه أن ينسونه.
يذكر أنه في نهاية التكريم تم عرض فيلم “السيد ابراهيم وزهور القران” من بطولة النجم العالمي، انتاج 2003 .
أما في اليوم الثاني من الفعاليات فقد شهدت دار الأوبرا المصرية مقر عرض الأفلام المشاركة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته السابعة والثلاثين عروض 24 فيلما بين المسابقة الرسمية وبرنامج مهرجان المهرجانات وأسبوع النقاد الدولي وأفاق السينما العربية وإضافة إلى أفلام التكريم وبرنامج افلام التحريك اليابانية.
وشهد المهرجان حضور السفير الياباني في افتتاح برنامج أفلام التحريك والذي يديره الناقد السينمائي أحمد شوقي وحضور المستشار الثقافي لسفارة اليابان وتم استعراض فعاليات وعروض برنامج أفلام التحريك واعقبه عرض فيلم الأميرة كاوجيا للمخرج إساوتكاهاتا.
كما حضر السفير البولندي بالقاهرة وذلك لإفتتاح أسبوع النقاد الدولي والذي يديره الناقد والمخرج أحمد حسونة تحت رئاسة الناقد محسن ويفي رئيس جمعية نقاد السينما المصريين وأعقب الإفتتاح عرض الفيلم البولندي التشيكي رحلة إلى روما للمخرج توماس ميلنيك.
وفي سياق متصل عرض الفيلم الجزائري مدام كوراج والفيلم الكرواتي الشمس الساطعة وذلك ضمن إطار المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بينما شهد فيلم “في يوم” للمخرج كريم شعبان والمعروض ضمن فعاليات برنامج أفاق السينما العربية، وفيلم من الماضي إخراج كوثر يونس والمعروض ضمن إطار برنامج عروض خاصة حضورا جماهيريا كبيرا.
وعلى جانب أخر فقد أبدى عدد من رواد المهرجان إستيائهم الشديد بسبب إغلاق شبابيك التذاكر في السادسة مساءا في حين أن العروض تستمر حتى التاسعة و النصف مساءا، إضافة لإستيائهم من نظام دفاتر التذاكر المعمول به في المهرجان.