12 مارس.. يوم الاحتفال بهتشكوك أهم مخرج في تاريخ السينما
الوكالات ـ «سينماتوغراف»
يظن كثيرون أن العبقري “ألفريد هتشكوك” (1899-1980)، هو مؤلف قصص الجريمة والغموض المرعب التي خلدتها السينما العالمية في سلسلة أفلام تحمل اسمه، لكن الحقيقة هي أن السير ألفريد هتشكوك هو مخرج هذه الروائع ومنتجها وليس المؤلف. فهو لم يكتب أي نصّ من منتجاته السينمائية، ولكنه أشرف على كتابة السيناريو، ووضع تخيله وتصوراته للأحداث بمنتهى الدقة. أما معظم الروايات والقصص التي تحمل اسمه فلا علاقة له بها سوى محاولة الناشرين استثمار اسمه، ورضاه بجني المال من وراء ذلك!
اختير يوم 12 مارس/ آذار من كل عام للاحتفال بهتشكوك، باعتباره في نظر كثيرين يعد أهم مخرج عرف في تاريخ السينما، حيث مزج الرعب بالتشويق والجنس والكوميديا، وحيث يُعاد تسليط الضوء على العديد من أعماله الشهيرة، مثل فيلم سايكو والطيور وفيرتيجو وغيرها.
امتازت هيئة المخرج الراحل وشخصيته بالطرافة، فكان يفخر بسمنته التي يرى النقاد أنها ساهمت في تكوين شخصيته الساخرة والمنعزلة والعبقرية أيضاً. أخرج هتشكوك أول أفلامه عام 1921، بينما كان آخر أفلامه في عام 1976. تدرج ألفريد في الأفلام ما بين السينما الصامتة ثم الناطقة، وفي عام 1939 انتقل للولايات المتحدة وأقام هناك وأخرج العديد من أفلامه في هوليوود، وتملأ بصماته كل أفلام الرعب التي تعتمد الوحوش أو المسوخ، كما أنه اشتهر بالتشويق والكوميديا السوداء. وقد اعتاد هتشكوك أن يظهر في مشهد من فيلمه ولو لثوان معدودة، وهو تقليد أصبح يتبعه العديد من كبار صناع السينما حول العالم.
وضع هتشكوك أساس مدرسة متميزة في الإخراج عبر إشراك المُشاهد في الأحداث والتشويق عن طريق التصوير بكاميرا تتحرك بطريقة تماثل عيني الممثل أو نظرات الشخصية في الفيلم، ما يدفع المشاهدين إلى أن يلهثوا لمعرفة ما سيقع، مع تزايد قلقهم وخوفهم وتعاطفهم.
امتلأت أفلامه بالدماء، وكان فيلم سايكو من الأفلام التي أثارت الجدل لمشاهد القتل المروعة التي تضمنها. كذلك كان الاهتمام بالجانب النفسي لدى المجرمين والضحايا على حد سواء من الأشياء التي تميز بها الراحل. وعلى مدار ستين عاما قدم هتشكوك أكثر من خمسين فيلما مثيرا للجدل والحيرة، ولم يستطع أحد أن يتنبأ بحل لغز الفيلم قبل أن يصرح به المخرج العبقري في النهاية، وكانت الصحافة تعده أعظم مخرج بريطاني على الإطلاق.
ساهم هتشكوك في الجهود الحربية في الحرب العالمية الثانية بعبقريته الخاصة عندما قدم لبريطانيا فيلمين قصيرين لوزارة الإعلام هما “بون فوياج” و”مغامرة مدغشقر”. وكان هذان الفيلمان الدعائيان يتحدثان عن فرنسا الحرة، وهما الفيلمان الوحيدان اللذان قدمهما هتشكوك باللغة الفرنسية.