أهم العناوينأوسكارنجوم و أفلام

19 وجها لميريل ستريب.. في تاريخ الأوسكار

خاص ـ «سينماتوغراف»

الأرقام لا تصنع المعجزات، وإنما تجسدها فقط، وترشيح أعظم ممثلة حية على وجه الأرض «ميريل ستريب» لنيل جائزة الأوسكار للمرة التاسعة عشرة، ليس مجرد رقم يذكر للفخر، وإنما هو تجسيد لقدرتها الهائلة على التعبير بصدق عن شخصياتها، فهي الأم المسنة المريضة سليطة اللسان، ورئيسة التحرير القاسية، وهى أيضا المعذبة بالحب على جسور ماديسون، إنها ميريل ستريب صاحبة الـ 19 وجها في ترشيحات أفضل ممثلة.

واصلت النجمة العالمية ميريل ستريب تحطيم الأرقام القياسية فى مسابقة جوائز الأوسكار، حيث حصلت أمس الخميس على الترشيح رقم 19 لنيل جائزة أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم « Into the Woods» وهو رقم غير مسبوق، ولم تصل إليه أى من الفنانات أو النجوم العالميين بشكل عام، متفوقة بذلك على الممثل جاك نيكلسون الذي رشح للجائزة 12 مرة.

داخل الغابة
داخل الغابة

وسبق أن نالت نجمة هوليوود ميريل ستريب جائزة الأوسكار ثلاث مرات عن أدوارها في أفلام «كرامر مقابل كرامر» (1979) و«اختيار صوفي» (1982) و«المرأة الحديدية» (2012)، وكان آخر ترشيح لها للفوز بالأوسكار عام 2014 عن فيلم «أغسطس : مقاطعة أوساج».

وستريب، واحدة من أقوى الممثلات الموجودات حاليا في العالم، وليس في الولايات المتحدة فقط، عمرها 65 عاما، وتعرف بقدرتها الكبيرة على إتقان عدد من اللغات، وهو ما تبرره بأن مساعديها يعاونونها في ذلك. وإلى جانب ترشيحها 19 مرة للأوسكار، فإن «ستريب» رشحت 26 مرة لجائزة الغولدن غلوب التي يمنحها اتحاد الصحفيين الأجانب في هوليوود، وفازت بها ثماني مرات.

كرامر ضد كرامر
كرامر ضد كرامر

وتمتاز «ستريب» بقدرة رائعة على التلون بين الشخصيات، فقدمت الكوميديا والاستعراض في «ماما ميا»، كما تستطيع تقمص الشخصيات الحقيقية مثل رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر، وهو ما تحدثت عنه في تصريح لها مع برنامج «إن سايد»: “يبدو أنني أفلت من قاعدة حبس الممثلات في لون محدد، فلا تسألوني مثل هذا السؤال واتركوني حرة على الأقل في تنويع أدواري السينمائية، بما أنني لست حرة في الانتقال على مزاجي بين السينما والمسرح، صحيح أن الدور الذي أطلقني حقيقة هو من النوع الدرامي في فيلم «كرامر ضد كرامر»، لكنني اتجهت بسرعة نحو الكوميديا من خلال فيلم «مانهاتان»، ثم المغامرات الرومانسية الكبيرة في كل من «عشيقة الملازم الفرنسي» و«جسور ماديسون كاوتي»، فهل يعتبرني جمهوري فنانة متقلبة؟ هذا ما لا أعرفه أبدا”.

وتبقى أدوارها التي تنتقيها، وتبرع في تقديمها، علامة فارقة عبر تاريخ سينمائي طويل يستحق الرصد، فقد حققت ميريل ستريب نجاحا كبيرا وأشاد بها النقاد عن دورها في فيلم «The Deer Hunter» “صائد الغزلان” عام 1978 حيث رُشحت لجائزة الأوسكار للمرة الأولى كأفضل ممثلة مساعدة عن هذا الفيلم، ولكنها حازت الجائزة من ثاني ترشيح عام 1979عن دورها الرائع في فيلم «كرامر مقابل كرامر أو Kramer vs Kramer»، بعدما قدمت دور الأم الشابة التي تتنازع على حضانة ابنها الوحيد مع زوجها وقام بدوره النجم داستين هوفمان.

امرأة الملازم الفرنسي
امرأة الملازم الفرنسي

ولم تنتظر ميريل كثيرا لتحصل على مقعدها مجددا ضمن المرشحات للأوسكار، ففي عام 1981 كانت على موعد مع «الآنسة مأساة» أو سارة بطلة أحداث «امرأة الملازم الفرنسي ـ The French Lieutenant’s Woman»، الفيلم المقتبس عن الرواية الشهيرة للكاتب جون فوليس، إلا أن الممثلة الكبيرة «كاترين هيبورن» خطفت الجائزة منها عن دورها في فيلم «فوق البحيرة الذهبية». ولكن يبقى لهذا الدور رقم غير مسبوق في عالم السينما فقد حصلت ميريل على أول مليون دولار كأجر.

هل يمكنك ان تختاري من بين ابنيك من ينجو ومن يذهب للمحرقة؟ هذا هو «اختيار صوفي أو Sophie’s Choice» الذي منح ميريل ستريب جائزة الأوسكار عام 1983.

وفي العام التالي مباشرة كانت على القوائم نفسها بعد بطولتها فيلم «سيلك وود Silk wood»، وقدمت فيه قصة واقعية لسيدة اسمها كارين سيلك وود، وهي مهندسة تقنية لدى محطة نووية وناشطة في اتحاد العمال تحتج على مستوى السلامة في المفاعلات النووية، وتثور ضد النظام الذي يستهتر بصحة العمال، وتموت في حادث سير غامض، ولكنها خسرت الجائزة أمام المعجزة شيرلي مكلاين التي فازت عن دورها المميز في فيلم “شروط المحبة”.

وفي عام 1985 وهى على مشارف عامها الأربعين كانت ميريل على موعد مع شخصية البارونة الدنماركية كارين بيلكسن في فيلم «Out of Africa» «خارج أفريقيا»، المقتبس عن مذكراتها الحقيقية أثناء تواجدها في مزرعتها بكينيا في الفترة من 1914الى1931 وتحكى فيه قصة حيرتها بين غرامها بالصياد الذى يعشق الحرية وعدم الارتباط والبساطة في الحياة من جهة، والزوج المشغول في ملاحقة النساء من جهة ثانية، وقد حاز الفيلم على 7 جوائز أوسكار من بينها أفضل فيلم لعام 1985، أفضل مخرج، سيناريو وموسيقى، كما حاز على 3 غولدن غلوب.

وأهلت القصص الواقعية ميريل مجددا لقوائم ترشيحات الأوسكار في العام 1988 عن فيلم «صرخة في الظلام ـ a cry in the dark»، حيث قدمت دور أم أسترالية تفعل المستحيل لتثبت براءتها من تهمة قتل طفلها الوحيد، وقد نالت جائزة مهرجان كان كأفضل ممثلة عن هذا الفيلم، ولكنها خسرت الأوسكار.

أجادت في أدوار الكوميديا
أجادت في أدوار الكوميديا

ولم تكن الكوميديا غائبة عن مسيرة أعظم ممثلة على وجه الأرض، وأهلتها أيضا للترشح لنيل الأوسكار عن شخصية الكاتبة مادلين أشتون في فيلم «الموت تجسد فيها ـ Death Becomes Her»، الذى انتج عام 1992، ومن بطولة النجم بروس ويلز، وتدور أحداث الفيلم حول امرأتين تشتعل الغيرة بينهما منذ الصغر وتتصارع كل منهما كي تصبح أفضل من الأخرى إلى أن تسرق إحداهما (ميريل ستريب) من الأخرى (غولدي هون) خطيبها (بروس ويليز) وتغريه حتى تتزوج منه، ولذلك يزداد الصراع بينهما، ولكن بعد أن يتقدم بهما العمر تحاول كل منهما أن تكون الأجمل حتى تعثر إحداهما على دواء سحري يجعلها تعيش للأبد، ويحافظ على شبابها. وبعد ذلك تعود غولدي لخطيبها السابق وتخطط معه لقتل ميريل ولكنهما يقتلانها وهي لا تموت!.

الشيطان يرتدي برادا
الشيطان يرتدي برادا

أجمل قصص الحب قدمتها ميريل عام 1996 في شخصية فرانشيسكا السيدة الإيطالية التي تقع في غرام خاطف مع مصور صحافي عابر سبيل، في فيلم الدراما الرومانسية «The Bridges of Madison County أو جسور مقاطعة ماديسون»، وهو مأخوذ من رواية تحت نفس الاسم للكاتب روبرت جيمس ولر، وقد رُشحت لجائزة الأوسكار أفضل ممثلة.

 أما فيلم «The Manchurian Candidate أو المرشح المنغولي»، والذي جمع ميريل ستريب ودينزل واشنطون عام 2004 فقادهما معا للترشح للأوسكار، وقدمت فيه شخصية السيناتور إيلينور برينتس شو التي تعد لترشيح ابنها لمنصب نائب الرئيس مستخدمة كل الأكاذيب والحيل لصنع بطولات عسكرية وسياسية له.

وفي عام 2006 ومن كواليس عالم الموضة تخرج ميرندا بريستلي أقوى امرأة في مجال الأزياء والموضة، الشخصية القاسية المقتبسة عن القصة الحقيقية لرئيسة تحرير مجلة فوغ آنا وينتور، لتدفع ميريل لقوائم الأوسكار عن فيلم «الشيطان يرتدي برادا The Devil Wears Prada»، ولكنها هذا العام تكتفي بجائزة الغولدن غلوب كأفضل ممثلة دور رئيسي عن الفيلم نفسه.

وفي العام التالي مباشرة تغير ميريل ستريب من جلدها في فيلم «أسود في مواجهة الحملان ـ Lambs for Lions»، لتقدم دور صحافية مجتهدة ترافق الرئيس الأميركي في جولاته، وتبحث عن أسباب الحرب على أفغانستان، وعلاقته بالنفط وترشحت كالعادة ولكنها خرجت من حفل الأوسكار خالية الوفاض.

ماما ميا
ماما ميا

وجذبت أفلام الموسيقى هي الأخرى ميريل ستريب التي تألقت وحازت كالعادة على ترشيح للأوسكار عام 2008 عن فيلمها «Mamma Mia» المقتبس عن قصة رومانسية كوميدية للكاتبة البريطانية كاثرين جونسون، تدور أحداثها حول امرأة اسمها دونا قضت ريعان شبابها تخرج من كل تجربة حب فاشلة أكثر رغبة في استخدام جسدها في الحب، وبعد شهر صاخب من العلاقات العابرة تصبح حاملاً، وتنجب فتاة اسمها صوفي لا تعرف عن أبيها شيئاً وعندما تكبر الفتاة وتقرر أن تتزوج باكراً تتذكر أنها بحاجة لمعرفة أبيها ولقائه، فتفتح مذكرات أمها السرية وتدعو كل من عاشرتهم الأم لحضور زواجها، لعل أحدهم يكون الأوفر حظاً في حملها إلى مذبح الزواج، المشكلة هنا أنهم أو الفتاة أو الأم لا يعرفون من هو الأب المتوج لهذه الفتاة اليافعة فعلاً، والمفارقة أن ميريل هي من طلبت القيام بدور الأم، وكانت المرشحة الأولى النجمة نيكول كيدمان.

الشك
الشك

وفي العام نفسه كانت ميريل مرشحة للجائزة نفسها، عن دور بوفير الراهبة القاسية في فيلم «الشك ـ Doubt»، المقتبس عن نص مسرحي يحمل نفس الاسم للمؤلف والمخرج الأيريكي جون باتريك شانلي.

جولي وجوليا
جولي وجوليا

وعام 2010 قادت شخصية السيدة جوليا تشايلد زوجة الدبلوماسي الأميركي في باريس، التي تحولت الى طباخة فرنسية ماهرة ميريل ستريب لقوائم الترشيحات عن فيلمها الكوميدي أيضا«Julie and Julia»، والفيلم مقتبس عن قصة مدونة حقيقية اسمها جولى استعارت وصفات السيدة جوليا، وقد ذهبت الجائزة وقتها للنجمة ساندرا بولوك عن فيلمها «الجانب الآخر The Blind Side».

المرأة الحديدية
المرأة الحديدية

ثم استطاعت عام 2012 ببراعة منقطعة تجسيد الحياة الشخصية والمهنية المركبة لرئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر، في «المرأة الحديدية ـ The Iron Lady» كان نهاية طابور انتظارها الطويل في موقف الترشيحات، فعن هذا الدور حصدت جائزتها الثالثة والثانية كأفضل ممثلة دور رئيسي.

أغسطس: مقاطعة أوساج
أغسطس: مقاطعة أوساج

وفي عام 2014، رشحت عن فيلم «أغسطس: مقاطعة أوساج»، والتي قدمت خلاله دور السيدة الأرملة فايلوت المصابة بسرطان الفم ومع هذا تدمن التدخين والمهدئات، الحريصة على تصفية حساباتها مع بناتها الثلاث وتخشى على حفيدتها من أي مكروه، العنصرية حتى النخاع والمحبة أيضا لخادمتها السمراء.

 كل هذه التناقضات تجسدها ميريل ستريب ببراعة وتجعلها تحجز لها دائما مكانا في ترشيحات الأوسكار، فهل تحصد الجائزة الرابعة عن دورها كساحره في فيلم عام 2015 « Into the Woods»؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى