38 عاماً على وفاة يلماز غوني الأب الروحي للسينما الكوردية
«سينماتوغراف» ـ متابعات
تمر اليوم الذكرى 38 لرحيل السينمائي الكوردي يلماز غوني، الحائز على جائزة “السعفة الذهبية” في مهرجان كان السينمائي، والذي اضطهدته السلطات التركية وسجنته، قبل أن يتوفى في باريس عام 1984.
ولد يلماز غوني في نيسان سنة 1937 في قرية آينجة التابعة لمدينة أضنا، وسط عائلة فقيرة الحال، لكنه عاش فيما بعد حياة مليئة بالأحداث والجدل والإثارة والنجومية حتى عُرف بالاب الروحي للسينما الكوردية.
اضطر غوني للعمل في مهن كثيرة في طفولته وشبابه، حتى أكمل الثانوية وسجل في كلية الاقتصاد بجامعة اسطنبول، وهناك تبلورت مفاهيمه الثورية ورفضه للظلم وكافة اشكل التعسف.
بدأت رحلته مع السينما عام 1957 كمساعد مخرج لفلم (أبناء هذا البلد) ومن بعدها عمل كممثل في 400 عمل سينمائي منها 110 فلماً بدور البطولة وكان ملقباً بـ (السلطان القبيح) وحقق طوال مساره كمخرج نحو 22 فيلماً، (أخرج ثلاثة منها وهو في السجن)، نال معها نحو 17 جائزة، من بينها السعفة الذهبية من مهرجان “كان” السينمائي عن “الطريق”.
يعتبر واحداً من بين أكثر الأسماء الأدبية والفنية ملاحقة واعتقالاً من قبل السلطات الرسمية، حيث أمضى في السجن حوالي 11 عاماً، خلال فترات متفرقة. لكن لم يمنعه ذلك من متابعة عمله، إن كان في الكتابة القصصية والروائية، أو في النشاط السينمائي.
كتب غوني قصته الأولى الأعناق الملوية 1961 وكانت سبباً لسجنه من قبل السلطات بتهمة أنه “مثقف أحمر”، ومن هناك كتب رائعته “صالبا” والتي طبعت عدة مرات وبلغاتٍ عديدة، وكتب رواية (معادلات مع ثلاث غرباء) وكتب مئات القصائد والمقالات، كما كتب سيناريوهات أكثر من فيلم داخل السجن وكان أكثرها شهرة فيلم (الرفيق. القطيع وآخرها فيلم الطريق).
في عام 1981، هرب من السجن خلال إجازة مراقبة، ومن تركيا إلى اليونان، ثم استقر في فرنسا وفي حينها، جردته الحكومة التركية من الجنسية، وحكمت عليه المحاكم التركية بأكثر من 22 سنة سجن بتهم سياسية.
توفي يلماز غوني في باريس يوم 9 سبتمبر 1984 ليدفن في مقبرة العظماء بعد أن خلف وراءه ارثا غنيا من الأفلام والكتابات الأدبية.