ميريل ستريب.. تتحدّى نفسها
القاهرة ـ «سينماتوغراف»: مروة أبو عيش
تحت عنوان «ريكي وفرقة فلاش» عرض فيلم النجمة العالمية ميريل ستريب في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي، ومن خلاله يعود المخرج جوناثان ديم بعد ثلاثين عاماً من إخراجه فيلم Stop Making Sense .
«ريكي وفرقة فلاش» من سيناريو ديابلو كودي، ويشارك ميريل ستريب البطولة كيفن كلاين، الموسيقيّ وعازف الجيتار الشهير ريك سبرينجفيلدز، ريك روساس، أودرا ماكدونلدز ومامي جامر ابنة ميريل ستريب في الفيلم وفي الحقيقة.
“ريكي” أو ميريل ستريب امرأة تنفصل عن زوجها وأولادها في خطوة تسعى من خلالها إلى الاستقلاليّة فتقود فرقة موسيقيّة أنشأتها شغفاً للغناء والعزف. تعيش تجربة الأمّ التي من واجبها الوقوف بجانب ابنتها «جولي» أو مامي جامر التي تمرّ بأزمة نفسية بعد خيانة زوج هذه الأخيرة لها وطلبها الطلاق. تنتقل «ريك» لتجد نفسها فى بيت كبير جدّاً يعكس ثراءً فاحشاً يحوي ما لا تستطيع تأمينه لنفسها بسبب الفقر الشديد الذي تعيشه وتواجه كذلك رفض ابنتها لها ولأيّ مساعدة من قبلها. لكنّ «ريكي» تحقق نجاحاً كان من الصعب الوصول إليه وتخرج ابنتها من أزمتها وحالة الاكتئاب التي ألمّت بها.
تظهر ميريل ستريب في شخصيّة مختلفة تماماً ودور بمثابة تحدٍّ آخر في مسيرة هذه النجمة المتفرّدة صاحبة الجوائز العالميّة لتعيش تجربة جسدتها كعادتها ببراعة شديدة ملتفتة إلى أدق تفاصيل هذه الشخصية من نبرات صوت متغيرة فضحكة غريبة إلى حركات جسم تعكس التحرّر والاستقلاليّة.
شخصيّة غريبة مليئة بالمشاعر، الطريقة الوحيدة لترجمتها موسيقاها وأغانيها التي كانت قلب الفيلم وأحداثه، اختيرت بعناية شديدة لتوائم الجوّ العام للفيلم.
امرأة كانت في نظر أبنائها أمّاً جاحدة تخلّت عن أبنائها لتختار حياة غريبة عن تلك التي كانت تعيشها هذه الأسرة، ولكن معركة التحدّي التي قرّرت خوضها «ريكي» مقتنصة أيّ فرصة تكفّر بها عن سنوات مضت لتتفاجأ بأبناء تجهل كل تفاصيل يعيشونها وكأنها في رحلة استكشافية تتعرّف من خلالها على أولاد أنجبتهم ولكن غدوا غرباء بالنسبة لها .
تنجح ميريل ستريب كما في كلّ لقطة ظهرت بها من خلال الفيلم أن تنقل للمشاهد شعورها الداخليّ كأمّ، تعرف أنّها غير مرحّب بها، ولكن تنجح في ترجيح كفة الميزان لصالحها في حفل خطوبة ابنها الذي اخفى على والدته تجنباً لحضورها الحفل ولكن «ريكي» المرأة المغامرة تغامر هذه المرة أيضاً وتتقدم لإلقاء كلمة تهنئة وتطلب الإنصات لها، فتقول :« لا أملك المال لكي أشتري هدية لائقة لابني العريس ولعروسه الجميلة، الشي الوحيد الذي أملكه: الموسيقى والغناء.»
أهو الإيمان ؟ الثقة ؟ القدرة؟ أم ماذا ؟ جعل من هذه المرأة البسيطة غير المتكلفة أن تسخّر كلّ ما تملكه من طاقات كامرأة حالمة، كأمّ ، كمؤمنة بقدراتها بموسيقاها، بصوتها أن تعيد لمن حولها الفرح الذي تحتاجه هي، ربّما أكثر من سواها ومن المحيطين بها.