فوسي و معركة العلمين.. حكاية الرجل الطفل الذى أنقذه الحب
القاهرة ـ «سينماتوغراف»: زكريا حسن عثمان
ضمن أفلام المسابقة الرسمية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته السابعه والثلاثين يشارك الفيلم الايسلندى “فوسى” الذى عرض أمس وهومن انتاج ايسلندا والدنمارك وهو سيناريو واخراج داجور كاري، ومن أول لقطة بالفيلم يتم رسم شخصيه فوسي بشكل تدريجي وهو داخل كابينة صغيرة في عربة، يضع فوق اذنيه سماعات لمنع الضوضاء في لقطة قريبة منه ،هذه اللقطة توضح حيز حياته و شخصيته و تدريجيا تظهر طبيعه عمله في لقطه أخرى للعربة فهي لتحميل وتفريغ الحقائب والخدمات الأرضيه بالمطار، ثم يليه مشهد يُظهر جزء آخر من شخصيته عند شرائه لُعبه لنفسه عباره عن سيارة لاسلكية فطريقة شرائه و نظرته للألعاب وطريقه حديثة وتبادله اللعب مع الطفلة ابنه جاره كلها تكشف عن الطفل الذى بداخله حياته ليس بها غير والدته وعمله وصديقه، ورغم أن فوسى بلغ الثالثة والأربعين الاأنه غير متزوج فهو شخص غير اجتماعي وانطوائي و حتى أصدقائه بالعمل يعاملونه بطريقه سيئة حتى اذا كان بها بعض المُزاح , الى أن يظهر من يغير حياته وهو صديق والدته الذى نجح فى أن يحرك ما بداخل فوسي ويخرجه من وحدته وانطوائه وينصحه بتغيير طباعه ،وفي يوم عيد ميلاده يهديه اشتراك في مدرسة لتعليم الرقص ، أيضا الطفلة التي تسكن بجواره تكشف لفوسي شخصيته وتخبره أن والدها يقول عنه أنه شخص غريب الاطوار لأنه في هذا السن ولم يتزوج، ولكن الطفله لا ترى ذلك ،وكان رأيها دافع ومحفز آخر له للذهاب الى مدرسه الرقص . وعند ذهابه لأول يوم نرى كيف تعامله والدته كطفل فهي من اختارت له ملابسه التي لا تتناسب مع تدريب الرقص كما اخبره صديق والدته الا انه عبر عن رضاه عن تلك الملابس . يتردد فوسي عند فتح باب مدرسه الرقص وينظر الى الناس ويقرر عدم الدخول ،ويخرج ليظهر له صديق مذيع بالراديو يتحدث معه فقط من خلال الهاتف المحمول وهو جالس بسيارته ويطلب منه بعض الأغاني ،تهُب فجأة عاصفه قوية فيخرج من بالمدرسة الى سياراتهم وتطلب منه فتاة ( ألما ) أن تركب معه ليوصلها لمنزلها، لتبدأ مغامرة تقلب حياته،اذ تنجح آلما فى جذبه اليها فيتعلق بها وهو الذى لم يرد اي إمرأه فى حياته الى حد أن أصدقائه وضعوه في موقف مع فتاة ليل ليمارس معها الجنس ولكنه رفض ،فهو يريد المشاعر المتبادلةب التي وجدها مع آلما و ظن أنها تبادله نفس المشاعر ،ولكن مع الوقت تظهر شخصيه آلما المصابة الاكتئاب ،فهي في وقت تُشعر فوسي بأنها تبادله نفس المشاعر، ثم تصدمه مرة أخرى بأنهم مجرد اصدقاء، يقف فوسي بجانبها في محنتها من الاكتئاب حين حبست نفسها في خزانة فيقوم هو بتظيف المنزل والطبخ لها ويأخذ نوبة العمل الخاصه بها لكي لا تُطرد منه و تتحسن حالة آلما وتتقرب من فوسي وهو بالتالي يغير من نفسه ففي درس الرقص يظهر بملابس مناسبة , الى أن تطلب منه الانتقال والعيش معها في منزلها يوافق ،ويقع فى حيرة ، ماذا يفعل مع والدته ،تغضب آلما وتخرج من المطعم هنا تظهر حركه الكاميرا المحموله العنيفة من خلف فوسي وهو يركض خلفها ويخبرها أنه على استعداد أن يفعل ما تريد وعند الانتقال ترجع آلما في رأيها و يتفهم فوسي حالة ألما بدون اي اتفعال . حرب العلمين وبدايه الرحلة ،أحد الألعاب التي كان يهتم بها فوسي ،رقعة كبيرة عبارة عن أرض لمعركة عليها مجسمات ودمى صغيره تمثل جيشين على مدى الفيلم تظهر اللعبة وهو وجاره يلعبان بها وفي أحد الأيام تسأله الطفله عنها فيخبرها بأنها تُمثل معركة العلمين العظيمة هذه اللعبة كانت من ضمن تكوين شخصيته التي ظهرت بنهايه الفيلم فهو كالمحارب لا ييأس , لم ييأس من تقلب مزاج آلما واصر على اكمال حلمها بتجهيز المحل الذى كانت تريده وارسال مفتاحه لها، ويقرر السفر الى مصر كما كانوا يخططون و لكنه سافر بدونها ليبدأ مرحلة جديدة فى حياته.