يحيي شاهين.. «سي السيد» حلم من سينما الزمن الجميل
خاص ـ «سينماتوغراف»
«سي السيد».. تلك هي الشخصية التي تحلم بها كل امرأة أن تلتقي وتقترن برجل يحمل صفات «سي السيد» أحمد عبد الجواد في ثلاثية نجيب محفوظ «بين القصرين ــ قصر الشوق ــ السكرية» .. الرجل «الحمش» القوي والذي يهتز البيت ساعة دخوله.. بل انه حلم الرجل نفسه أن يجد نفسه بمواصفات «سي السيد» ليعيش كشهريار زمانه!.. تلك الشخصية من سينما الزمن الجميل التي جسدها الفنان القدير يحيي شاهين بدع في أدائها إلي درجة أن الأديب نجيب محفوظ إندهش من أدائه وقال له «أديت الدور أفضل مما كنت أتصور»!.
رائد السينما
الفنان يحيي شاهين من رعيل الزمن الجميل ورائد من رواد السينما المصرية وله بصمات عديدة وبرع في أداء الأعمال الدينية والتاريخية ايضا منها شخصية «بلال مؤذن الرسول» في الفيلم الذي جسد شخصية «بلال» وفي الرومانسية مثل فيلم «هذا هو الحب» مع لبني عبد العزيز والمنتقم في «الغريب» مع ماجدة.. وقدم للسينما ما يقرب من 120 عملاً فنياً منها ما يقرب من 90 فيلماً والبقية في المسرح والمسلسلات التليفزيونية.
ولد الفنان يحيي شاهين في منطقة ميت عقبه 28 يوليو 1917.. وتوفي في القاهرة في مثل هذا اليوم 18 مارس 1994 عن عمر 77 عاماً.. وقد بدأت موهبته الفنية منذ كان طالباً في مدرسة عابدين الابتدائية.. التحق بمدرسة العباسية الصناعية ونال دبلوم الفنون التطبيقية قسم نسيج عام 1933 ثم حصل علي بكالوريوس هندسة النسيج وكاد يعمل في شركة الغزل والنسيج بالمحلة الكبري ولكن حبه للفن جعله ينضم للفرقة القومية للمسرح. ولكنه انتقل سريعاً لفرقة فاطمة رشدي عند بداية تكوين فرقتها الجديدة ولمع في مسرحياتها مثل «مجنون ليلي» و«روميو وجوليت».
جاءت بدايته السينمائية من خلال فيلم «دنانير» عام 1940 بطولة أم كلثوم وهو الفيلم الذي غنت فيه أم كلثوم أغنيتها الشهرية “ياليلة العيد أنستينا».. إلا أنها أصرت بحذفها من الفيلم لتصبح الأغنية مرتبطة بليلة العيد في مصر. وتوالت الأدوار الصغيرة في «المتهمة» و«حبابة» و«لو كنت غني». حتي لعب دور البطولة أمام أم كلثوم في فيلم «سلامة» وببراعة ليكون بدايته الحقيقية في مشواره الفني.. وهو الدور الذي كان سيلعبه الفنان حسين صدقي واعتذر عنه لخلاف مع مخرج الفيلم توجو مزارجي.
ماسأة عائلية
عاش الفنان يحيي شاهين مأساة عائلية عندما وقع في حب سيدة أجنبية. وبالرغم من أنها كانت أكبر منه سناً ومطلقة ولديها طفلان.. إلا أن عاطفته القوية لها أصر علي الزواج منها.. فكان الزواج عام 1959 وأنجب منها إبنتين.. وبعد 6 سنوات دبت الخلافات بينهما بسبب طباعه الشرقية وعاداتها الأوروبية. فإنفصلا وفوجئ بعد طلاقها بهروبها من مصر ومعها الطفلتان.. وحاول أن يتواصل معها من أجل مشاهدة ابنتيه إلا أنها أغلقت جميع الأبواب.. فأصيب بحالة حزن شديدة وإحباط.. وابتعد عن عمله الفني سنوات قليلة حتي أصرت أسرته بأن يتزوج من اخري لكي ينسي قليلاً من مأساته.
داليا.. ومشيرة
وبالفعل وجد أقاربه عروسة في شخصية مشيرة عبد المنعم التي تزوجها بعد فترة خطوبة قصيرة.. وتفهمت الزوجة عمله كفنان.. إلا أنه تأخر في الإنجاب بعد سن الــ 60 عاماً.. وأنجب ابنة وحيدة من زوجته المصرية واطلق عليها اسم «داليا».. والتي أحبها حباً كبيراً.. وكان دائما يطلب من الله أن يطيل عمره حتي يستطيع تربية ابنته أمام عينه إلا أنه فارق الحياة في سن الــ 77 عاماً.. وابنته كانت في سن الــ 13.