تحت عباءه أي دولة تم ترشيح زهرة حلب وعلى حلة عيني لـ «الأوسكار»؟!
«سينماتوغراف» ـ أســـامة عســل
في سابقة غريبه ومريبه، تم الإعلان في تونس عن ترشح فيلمين لمسابقة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي لعام 2017، حيث صرح منذ أسابيع قليلة المخرج رضا الباهي عن ترشيح فيلمه «زهرة حلب» بطولة هند صبري في الأوسكار، ورافق الخبر الذي نشرته وسائل الاعلام أن وزراة الثقافة التونسية هي من كانت وراء هذا الاختيار، والحقيقة أن الباهي اعتمد على التقدم لاكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة الأميركية، من خلال ترشيح (نقابة منتجي الأفلام الطويلة التي يرأسها رضا التركي، ونقابة المنتجين التونسيين والتي يرأسها رمسيس محفوظ، والذي لم ينتج فيلما واحدا في حياته!)، والعجيب في الأمر، أن فيلم «زهرة حلب» لم يعرض نهائيا وصرحت إدراة «أيام قرطاج السينمائية» انه تم ادراجة ليكون فيلم افتتاح دورته المقبلة الـ27، وسيكون هو العرض العالمي الأول للفيلم، وفي محاولة للالتواء وتدارك هذا الأمر من قبل الباهي تم انشاء صفحة للفيلم على الفيس بوك للاعلان عن عرضه للجمهور ابتداء من يوم الخميس الماضي 22 إلى يوم الاربعاء 28 سبتمبر بقاعة السينما الكبرى للمركب الثقافي نيابولـــيس بنـــابل، (أي في ضواحي تونس)، حتى لا يسبب حرجا لمهرجان قرطاج الذي سيعرضه في العاصمة 28 أكتوبر المقبل، ولكن يبقى السؤال، كيف تقوم جهتين بترشيح عمل لم يشاهده أحد، وهناك شك أيضا في انهما (إن كانتا تملكان سلطة الترشيح للأوسكار) قد شاهدا الفيلم الذي وافقا عليه لمسابقة تتنافس فيها مايقارب من الـ80 دولة، والأهم من هذا كله أن إعلان تقديم الفيلم للأوسكار حدث قبل أن يتم عرضه في أي مهرجان أو يراه الجمهور أو حتى يطرح تجاريا في صالات سينما بلده؟!، أو أن الأمر كله كما يتردد حاليا لدى السينمائيين في تونس، هي محاولة رضا الباهي الترويج لموضوع الأوسكار للضغط على وزارة الثقافة للحصول على بقية دعم فيلمه «زهرة حلب»؟!.
أما العمل التونسي الثاني الذي رشح للأوسكار، وتم الاعلان عنه الأربعاء الماضي، فهو فيلم «على حلة عيني» للمخرجة ليلي بوزيد، ورشحه المركز الوطني للسينما والصورة، وصحيح أن هذا الفيلم تنطبق عليه كافة اللوائح التي أدرجتها الأكاديمية الأميركيه، وحظوظه هي الأفضل في الترشح كونه انتاج عام 2015 وحصل على العديد من الجوائز السينمائية في مهرجانات (أيام قرطاج السينمائية، ودبي السينمائي، والسينما المتوسطية ببروكسل) وغيرها من المهرجانات العالمية، وشاهده الجمهور التونسي في العديد من العروض الفنية والتجارية، لكن السؤال الأهم، قد يكون المركز الوطني للسينما والصورة في تونس جهه معتمدة لدى الاكاديمية الأميركية لترشيح الأفلام في الأوسكار، فلماذا اذن لم يرشح في السنوات الماضية أي اعمال، وأين كان ولماذا ظهر فجأة في الصورة ليمارس مهامه؟، واللجنة التي تشكلت وهي (ليست دائمة)، من الذي تولى تشكيلها وعلى أي أساس ومن أشرف عليها، وهل تقدم إليها أعمال تونسية أخرى وشاهدتها ليتم الاختيار من بينها، أم شكلت فقط لتوافق على فيلم «على حلة عيني»؟!، وهل فعلا تم اجتماع هذه الأسماء (فتحي الخراط المدير العام للمركز الوطني للسينما والصورة، إبراهيم اللطيف مدير مهرجان أيام قرطاج السينمائية، ناصر خمير منتج ومخرج، فريد بوغدير ناقد ومخرج، درة بوشوشة منتجة، فارس نعناع مخرج ومحمد بن عطية مخرج)، خصوصا ان بعض هذه الأسماء كانت خارج تونس في هذا التوقيت، أم فقط وضعت لتمنع أي تشكيك حول هذا الاختيار؟، أو كما يردد في الأوساط السينمائية التونسية أن عماد مرزوق منتج «على حلة عيني» كان وراء هذه الطبخة؟!.
كل هذه الأسئلة، وكل هذا اللغط، وكل هذه الشائعات التي واكبت الإعلان عن فيلمين لتمثيل تونس في الأوسكار، جعلت الجميع يسأل، ما الذي يحدث في تونس؟!، ولماذا لا توجد لجنة معترف بها تقوم سنويا بمشاهدة الأفلام المرشحة والاختيار من بينها كما يحدث في كل دول العالم، وهل هناك فعلا رائحة (طبخات مشمومه) أدت الي تضارب المصالح، فظهر الوضع على هذا الشكل الذي أصبح حديث الشارع التونسي، وتعدى الي كل الشوارع العربية، الجميع ينتظر بلا شك أي فيلم ستمرره الأكاديمية الأميركية ليمثل تونس في أوسكار أفضل فيلم أجنبي؟، والعجيب بالفعل أن تونس قبل هذا الحدث لم تكن موجوده كدولة ضمن لائحة الدول التي يحق لها الترشح في منصة «الويب سايد» لأكاديمية الأوسكار، ويمكن الرجوع الي من تقدم بترشيح الفيلمين لمعرفة حقيقة هذا الأمر، وتحت أي عباءه دولة تقدما؟!.
رد صناع فيلم «زهرة حلب».. على مقال تجاوزات ترشحه لـ «الأوسكار»