صناع أفلام دوليون يؤكدون على أهمية «أجيال السينمائي» في نشر قيم التبادل الثقافي
الدوحة ـ «سينماتوغراف»
عبّر صناع أفلام دوليون يعرضون أفلامهم في مهرجان أجيال السينمائي الرابع، من تقديم مؤسسة الدوحة للأفلام، عن إعجابهم بمفهوم وتجربة المهرجان الفريدة التي تساعد على نشر قيم التبادل الثقافي بين صناع الأفلام في مختلف أرجاء العالم وكذلك بين مختلف الشعوب والدول.
وقال السيد غوران رادوفانيتش مخرج فيلم “مقاطعة” (صربيا، ألمانيا) والذي عرض في أجيال :”من المهم لنا الحضور في مهرجان أجيال في الدوحة، وهي تجربة فريدة لنا للحضور والمشاركة في هذا الجزء من العالم. فنحن لا نتمتع بتبادل ثقافي كبير بين المنطقتين وشكل أجيال فرصة مهمة ورائعة لهذا الأمر. لقد تأثر الناس كثيراً هنا عندما شاهدوا الفيلم وكانت مشاركة كبيرة وواسعة في الحلقة النقاشية التي جرت بعد العرض”.
ويشكل الفيلم الترشيح الرسمي لصربيا إلى جوائز أوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية ويتحدث عن رؤية الأمل في العالم حيث يتمتع فتى برؤية تتخطى الكراهية. “شهدت منطقة البلقان الكثير من الحروب ولم تحل أي منها المشكلة المتمثلة في الكراهية. لا يزال البلقان يعاني من الكراهية المستشرية. لهذا أردت أن أنظر إلى الحرب الأخيرة في البلقان وأن نتخلص من الكراهية للنظر إلى المستقبل والتفاؤل وأن ننشر ثقافة الفهم المبتادل بيننا”.
وأشار متحدثاً عن مهرجان أجيال بأن الفيلم يرتكز إلى براءة الطفولة “قبل أن يكبروا وأن يتأثروا بالكبار. الأولاد في الفيلم يحملون فكرة الحقيقة والأمل”.
ومن جانبه قال باباك أنفاري مخرج فيلم “في الظل” (إيران، المملكة المتحدة، الأردن، قطر) والذي يمثل المملكة المتحدة في جوائز الأوسكار هذا العام :” أقدر مؤسسة الدوحة للأفلام على دعمها لفيلمي من البداية. وأنا سعيد للغاية بالحضور إلى المهرجان الرائع. فلقاء الأطفال من مختلف أرجاء العالم أمر مهم ومميز للغاية”.
وأضاف :”أردت بأن أقدم قصة صادقة لكن مهمة صانع الأفلام ليست إخبار الناس كيفية تفسيرهم للفيلم. كل مشاهد يفسر الفيلم ويفهمه حسب رؤيته الخاصة. فأنا استلهمت الفكرة من تجربتي الخاصة خلال طفولتي، وصحيح أنه عمل روائي لكنه ينبع من تجربة خاصة. لقد كانت تلك الأيام قاتمة ومتوترة فلا يوجد ما يسر أبداً في الحروب. إذا سألت الإيرانيين الذين عاشوا تلك الفترة فأنا أكيد أنهم سيخبروك القصة نفسها.”
وبدورها قالت الممثلة نرجس رشيدي بطلة فيلم “في الظل”: من خلال الفيلم أردت أن أظهر الشخصية قدر المستطاع. عندما قرأت السيناريو أحببت كيفية التعقيد فيه. كوني ممثلة، وألعب الدور الرئيسي وهذا نادر الحدوث في العالم، لكنها كانت هدية كبيرة. الشخصية التي أؤديها هي امرأة قوية جداً وهو ما دفعني أن أقبل الدور وأحبه. تركت إيران عندما كنت طفلة ولكني أعشق السينما الإيرانية وأود أن أقدم القصص الجيدة بطريقة فريدة”.
أما وتو بيل مخرج فيلم “صائدة النسور” الذي افتتح مهرجان أجيال السينمائي فتحدث عن التحضيرات التي سبقت تصوير الفيلم الوثائقي. وقال “حافظت على أصالة الفيلم بالصبر والتأني. إنه فن صناعة الأفلام الوثائقية الذي يتطلب الكثير من الوقت. كان هناك مشاهد مميزة منها مشاهد النسر ومهرجان الصيد والشتاء. وكانت هناك أوقاتاً هادئة تعرفنا خلالها كيف يأكلون ومن أين يحصلون على الماء وماذا يفعلون في المدارس.”
وتعليقاً على المجتمع الغريب عليه، قال المخرج بيل :”هناك احترام كبير للعائلة والأسرة تشجع أولادها على إطلاق طاقاتهم. ولديهم احترام كبير للطبيعة وتأثرت بمدى إيمانهم العميق”.
وأشار إلى أنه تعرف على المهرجان والمجتمع من خلال صورة نشرت على موقع بي بي سي وأثرت به كثيراً ما دفعه للبحث في هذا الموضوع وصولاً إلى تصويره الفيلم وقيامه بأكثر من سبع رحلات لإنجازه. كما تطرق إلى الصعوبات التي واجهها خلال التصوير خصوصاً في لقطة النهاية حيث كانت درجة الحرارة 50 تحت الصفر ما أدى إلى تصوير المقطع النهائي على مدار 22 يوماً بدل من 5 أيام كما كان مقرراً”.
وقالت الفتاة التي فازت بقلب المسابقة والتي حضرت في أجيال مع والديها : “نحن معتادون على الكاميرات والسياح والتصوير كون منطقتنا تعج بالسياح لمشاهدة مثل هذه المهرجانات وأصبحت معتادة الآن من خلال مشاركتي في أجيال على السجادة الحمراء والمهرجانات السينمائية.”