خمسة أفلام لاتنسى فى مشوار صاحبة العيون الجميلة زبيدة ثروت
«سينماتوغراف» ـ انتصار دردير
رغم مرور أكثر من نصف قرن على انتاج فيلم “يوم من عمرى” لعبد الحليم وزبيدة ثروت الا أنه لايزال يتربع على عرش الأفلام الرومانسية فى السينما المصري، فبطله هو العندليب الأسمر الذى كان ولايزال مطرب الحب بأغنياته وأفلامه، كما أنه قدم هذه الممثلة الاستثنائية صاحبة أجمل عيون عرفتها السينما، بجمالها وأدائها الرومانسى الذى جعلها نموذج وحلم رومانسى لكثير من شباب الستينات، مشاهد الفيلم التى حفظناها وايماءات زبيدة ابنة المليونير أبو عجيلة وهى تختفى داخل “عشة الفراخ”، وهى تتعلق بحب الصحفى دون ان تعرف حقيقته، ثم تكتشف وفائه وحبه، وتعود اليه مع مشهد النهاية، تفاصيل سكنت الذاكرة ومع ذلك لانزال نشاهده باستمتاع كبير لنعيد اكتشافه واكتشاف هذه الجميلة التى لم تتكرر فى السينما.
لم يكن “يوم من عمرى” هو أول أفلام زبيدة ثروت التى اكتشفتها السينما بالصدفة حين ظهرت على غلاف مجلة “الجيل” بعد فوزها فى مسابقة نظمتها المجلة لاختيار أجمل مراهقة لتفوز هذه السكندرية الجميلة بالمركز الأول وتلفت أنظار المخرجين والمنتجين الذين سارعوا بترشيحها لأدوار سينمائية. لتتوالى أفلامها وتقدم على مدى مشوارها نحو 30 فيلما كان آخرها “لقاء هناك” عام 76 والى جانب فيلمها الأجمل “يوم من عمرى” يمكن رصد أربعة أفلام كشفت عن وجهها الرومانسى وحققت نجاحا جماهيريا ونقديا.
فى بيتنا رجل
فى نفس العام الذى قدمت فيه “يوم من عمرى” 1961 أختارها المخرج هنرى بركات لتشارك فى بطولة فيلم “فى بيتنا رجل” أمام عمر الشريف وزهرة العلا وحسين يوسف ورشدى أباظة وحسين رياض، “المفارقة أنه مأخوذ عن رواية الاديب احسان عبد القدوس الذى تزوج ابنه أحمد فيما بعد من احدى بنات زبيدة ثروت”، وكان الفيلم بمثابة تأكيد على أدوارها الرومانسية وأدت من خلاله شخصية نوال التى تتعلق بابراهيم المناضل الوطنى الذى يلجأ لبيتهم هربا من مطاردات الشرطة وتنشأ بينهما قصة حب.
الحب الضائع
فى فيلم “الحب الضائع” 1970 المأخوذ عن رواية الاديب طه حسين، يختارها المخرج الكبير هنرى بركات مجددا لتلعب دورا مهما يكشف نضجها الفنى أمام سعاد حسنى ورشدى أباظة ومحمود المليجى، وتلعب زبيدة شخصية زوجة محبة وام لطفل تعيش حياة هانئة مع زوجها، وتتبدل الاحوال مع وصول صديقتها التى فقدت زوجها، وتكون مهمة سامية أو زبيدة بحكم الصداقة القوية ان تساندها فى محنته وتدفع زوجها لذلك أيضا لتنشأ قصة حب بين الزوج والصديقة تنتهى نهاية مآساوية
وقد نجحت زبيدة فى أن تقف فى مواجهة هؤلاء الممثلين وتؤدى دورها ببساطة تؤكد موهبتها.
زمان ياحب
وأمام المطرب الكبير فريد الأطرش وقفت زبيدة ثروت لتمثل من خلال فيلم “زمان ياحب” من تأليف يوسف جوهر الذى جرى تصويره فى بيروت من اخراج عاطف سالم، لعبت زبيدة شخصية عبير الراقصة بفرقة استعراضية وتسافر مع الفرقة الى بيروت وتدعوهم لزيارة خالها المليونير “يوسف وهبى” الذى يفاجئ بوصولها ويستغل غياب صاحب القصر المطرب الكبير مدحت ليستقبل عبير وصديقاتها حتى لاتصدم بأن خالها كبير الخدم فى قصر المطرب وحينما يعود المطرب ويكتشف الأمر، يقع فى حب عبير رغم فارق السن لكن حبه يصطدم بفارق السن بينهما، ويغنى لها زمان ياحب.
المذنبون
برغم أن هذا الفيلم كتبه الأديب الكبير نجيب محفوظ وكتب له السيناريو ممدوح الليثى وأخرجه سعيد مرزوق وشاركت فيه زبيدة ثروت الى جانب فيه نخبة من كبار الممثلين من بينهم حسين فهمى، كمال الشناوى، سهير رمزى، صلاح ذو الفقار، عماد حمدى، سمير صبرى، وبرغم من الاستقبال الحافل للفيلم عند عرضه فى مهرجان القاهرة السينمائى الا أنه ومع عرضه التجارى قوبل بهجوم كبير بسبب تعريته للفساد وتضمنه مشاهد جنسية مما أدى لوقف عرضه وتحويل مسئولى الرقابة الذين أجازوا عرضه الى التحقيق، ورغم ان زبيد ثروت لم تؤد فيه أفضل ادوارها الا أن الفيلم اكتسب أهميته من الضجة التى أثيرت حوله وصارت تمثل عقدة لدى جهاز الرقابة على المصنفات الفنية.
ويعزى قلة أفلامها اعتزالها المبكر للتمثيل وتفرغها لرعاية بناتها الثلاث التى أنجبتهم من زوجها المنتج اللبنانى صبحى فرحات وهن ريم ورشا ومها، وتنتمى زبيدة ثروت المولودة في 14 يونيو 1940 للأسرة المالكة وتمت بصلة قرابة للسلطان حسين كامل، وكانت قد أعلنت ذلك قبل وفاتها يوم 13 ديسمبر 2016، وأكدت أنها أخفت حقيقة أسرتها عقب ثورة يوليو التى أنهت الحكم الملكى فى مصر.