أحمد راتب لم يقع في فخ النجومية ولايقيس الدور «بالشبر»
«سينماتوغراف» ـ انتصار دردير
لم يكن الممثل الكبير أحمد راتب الذى وافته المنية صباح اليوم نجما سينمائيا يتصدر اسمه أفيشات الأفلام، لكنه كان ممثلا على درجة كبيرة من الموهبة والاجادة، أنه أحد الموهوبين الذين عشقوا التمثيل ولم يكن يقيس مساحة الدور بـ “الشبر” كما يقولون ولا بعدد المشاهد التى يظهر فيها ولا بترتيب اسمه على الأفيش، انما مايعنيه حقا أن يجد نفسه فى الدور وان يستمتع وهو يؤديه ويجد تجاوبا مع الجمهور، ورغم فوزه بجوائز عديدة من بينها جائزة أفضل ممثل من مهرجان الاذاعة والتليفزون عن دوره فى مسلسل “أم كلثوم” الا انه كان يعتبر نجاحه الجماهيرى هو جائزته الكبرى .
راتب الذى عشق التمثيل فى فترة مبكرة من حياته وبسبب تفوقه اتجه لدراسة الهندسة وخلال فترة دراسته قدم عروضا مسرحية جعلته يقرر دراسة التمثيل بمعهد الفنون المسرحية ورغم ان بداته كانت على خشبة المسرح الذى منحه الثقة من خلال رد فعل الجمهور الفورى المتجاوب مع ايفيهاته الا أن السينما خطفته محققا فيها رصيدا كبيرا من الأفلام والادوار المتنوعة وصار قاسما مشتركا فى أفلام النجم الكبير عادل أمام ففى أغلب أفلامه تجد دورا ينادى أحمد راتب، من شعبان تحت الصفر ومرحلة الكوميدية الساخرة، ثم مرحلة أفلام الارهاب مثل الارهاب والكباب، وطيور الظلام، ثم الكوميديا السياسية “الجردل والكنكة، السفارة فى العمارة، اللعب مع الكبار، عمارة يعقوبيان”، والكوميديا الاجتماعية “التجربة الدانمركية، زهايمر” كما شارك ايضا فى بعض المسلسلات التى لعب بطولتها امام مثل “استاذ ورئيس قسم”، وعن مشاركته الدائمة فى افلام عادل امام، قال راتب عادل امام نجم كبير أجد متعة فى التمثيل أمامه ومع الوقت صار بيننا مساحة كبيرة من التفاهم والتلاقى.
غير أن نجاح راتب مع عادل امام لم يمنعه من ان يشارك عدد كبير من نجوم الكوميديا الشبان أفلامهم فشارك مع أحمد حلمى فى أفلام “صايع بحر، مطب صناعى، عسل أسود”، ومع هانى رمزى “نمس بوند”، ومع أحمد عيد “رامى الاعتصامى ،أنا مش معاهم”. وكان آخر أفلامه المعروضة “الباب يفوت أمل”، وقبلها كان قد لمع بأدائه الانسانى لشخصية البواب فى فيلم “نوارة” أمام منة شلبى واخراج هالة خليل والذى بلغ فيه مستوى من النضج والخبرة لايضاهيه أحد، وكان ينتظر دوره في “مولانا” ليعرض في القاهرة بعد مشاركة الفيلم في مهرجان دبي.
ورغم رصيده السينمائى الكبير فى ساحة الكوميديا الا أنه لم يتخل عن عشقه الاول المسرح وقدم عروضا متباينة على مسارح الدولة بل أنه أصيب بأزمته الصحية الأخيرة بينما كان يواصل عرض مسرحيته “بلد السلطان” وفي نفس الوقت يصور دوره فى الجزء الثانى من مسلسل “الجماعة”.
لم يتطلع أحمد راتب يوما الى النجومية بمعناها المعروف بل اعتبرها فخا يقع فيه الممثل مؤكدا ان عمرها قصير مثل الممثل الذى يراهن على اتجاه واحد، مؤكدا انه أحب الكوميديا ووجد نفسه فيها لكنه لم يتوقف عندها فقط بل قدم أدوارا متنوعة وجدت صداها لدى الجمهور وحققت له متعة كبيرة.