Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مراجعات فيلمية

«آية والبحر».. أحلام تتجاوز العزلة

انتصار-دردير-7-247x300ـ انتصار دردير

يأتي الفيلم المغربي القصير«آية والبحر» (19 دقيقة) المشارك في مسابقة الأفلام القصيرة بمهرجان أسوان لأفلام المرأة في دورته الأولي ليؤكد أن بإستطاعة الأحلام تجاوز العزلة وإنطلاقها من كل مايكبلها، الفيلم الذي يتعرض لعلاقة مدهشة بين صبية صغيرة تعمل خادمة وامرأة عجوز مقعدة تعيش وحيدة، تعاني كل منهما من عزلة إجبارية، فالطفلة التي لاتلتقط أنفاسها وهي تؤدي مهمتها في تنظيف وترتيب بيت مخدومتها لاتجد فرصة لممارسة طفولتها الا حينما تغيب مخدومتها عن البيت، فتشاهد أفلام الرسوم المتحركة ولامانع من أن تعبث ببعض أشياء السيدة فتقلدها وتضع الماكياج وتقف أمام المرآة تتطلع لوجهها وتترك شعرها حرا في محاولة للتشبث بأي قدر من الحرية التي تتوق اليها.

43199_stills_1000_400_still_99226

وفي المقابل هناك «حبيبة ـ المرأة القعيدة» التي تقدمها المخرجة مريم التوزاني في لقطات من شرفة منزلها وهي تجلس علي كرسي متحرك تتأمل وجوه المارة وتتطلع للخروج من عزلتها التي تنتظرها بقدوم شقيقتها، وتجد في الطفلة الخادمة فرصة لتبادل الحوار معها وتتحول علاقتهما لصداقة رغم التباعد الزمني بينهما، وتجد الطفلة في حديثها للمرأة فرصة للبوح، وتتواصل حوارتهما وحكاياتهما في الشرفة، ومع قدوم العيد تخرج العجوز الي الشرفة بكامل زينتها وهي تقول للطفلة إن علي المرأة الاهتمام بمظهرها في كل مراحل حياتها، وتظل في إنتظار شقيقتها لتذهب بها الي البحر وتعد الطفلة أن تذهب معها لتري البحر لأول مرة ويتواصل الإنتظار منهما بلا جدوي.

43199_stills_1000_400_still_99228

وفي لحظة تتجلي فيها براءة الطفلة تقرر شيئا يتجاوز سنوات عمرها، حيث تصعد الي سطح المنزل وتفتح باب العش أمام الحمام ليطير منطلقا في الهواء، ومع طيرانه تتجه الي صديقتها العجوز لتحررها من عزلتها مثلما حررت الطيور، تدق بابها وتنتظر بعض الوقت حتي تستطيع العجوز أن تفتح لها، وفي مشهد بديع تدفع الطفلة «بحبيبة» علي كرسيها وتنطلق بها في اتجاه الشاطئ لتحقق حلمها في الحرية والخروج من دائرة العزلة التي فرضت علي كل منهما.

43199_stills_1000_400_still_99230

اختارت المخرجة طفلة موهوبة بحق لأداء الدور فأجادت ببراعة في تجسيده وجعلتنا نتعاطف معها ونضحك لبراءتها ونسعد بإصرارها، بينما جاء ايقاع الفيلم يحمل الكثير من الحيوية، وذلك في ثاني تجاربها الروائية القصيرة بعد فيلمها الأول «عندما ناموا» الذي حصد جوائز في عدد من المهرجانات السينمائية، فهل يقتنص فيلم «آية والبحر» جائزة «أسوان لأفلام المرأة»؟، أعتقد أنه ينافس عليها بقوة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى