أفلام عيد الفطر.. أشرس المواسم السينمائية في مصر
القاهرة ـ محمد جابر
لا مبالغة إذا قلنا إن موسم أفلام عيد الفطر المقبل سيكون من أكثر المواسم تنافسيةً في تاريخ السينما المصرية، حيث تقرر حتى الآن عرض ستة أفلام، يمثّل في بعضها خمسة من أهم النجوم وأكثرهم حصداً للإيرادات، وما زال الرقم مرشحاً للزيادة، وهو أمر إيجابي عموماً للصناعة، حيث ينبئ بإيرادات تاريخية هي الأخرى خلال الموسم، ودفع الإنتاج للأمام وللتزايد.
محمد رمضان الأكثر ربحاً
الحصان الأكثر ربحاً في السينما المصرية حالياً هو النجم محمد رمضان، الذي لم يعد يكتفي فقط بالظهور في أكثر من فيلم خلال العام إلى جانب مسلسله الرمضاني، بل وصل الأمر للمنافسة بفيلمين في موسم سينمائي واحد، وهو أمر لم يحدث في السينما المصرية –أن ينافس الممثل نفسه- منذ ربع قرن على الأقل.
الفيلم الأول الذي سيعرض لرمضان هو “جواب اعتقال”، الذي أجل عرضه من عيد الأضحى الماضي، وهو فيلم أكشن درامي من تأليف وإخراج محمد سامي، ويشارك في بطولته إياد نصار ودينا الشربيني، ويدور حول “خالد”، قائد عمليات العنف المسلح في إحدى الجماعات الإسلامية، والذي يقرر الانقلاب عليها بعد قتل الجماعة لأخيه، في نفس الوقت الذي يصدر فيه “قرار اعتقال” له من جهاز الأمن الوطني، فيحاول النجاة من الجانبين. وعلى الأغلب فإن نجاح هذا الفيلم مضمون نظراً لحركته ضمن بيئة أفلام الأكشن التي يتميز فيها “رمضان” مع بعض الصلة بمواضيع حاضرة جداً كالجماعات الإرهابية وأمن الدولة.
أما الفيلم الثاني فهو “الكنز”، وهو تجربة مختلفة في السينما، حيث تبلغ مدته أربع ساعات، وتقرر تقسيمه إلى جزأين، يصدر الأول منهما في عيد الفطر، والثاني في عيد الأضحى. ويدور في إطار دراما تاريخية وسياسية في أربعة عصور من تاريخ مصر، ويحاول مناقشة تاريخ الفساد والسطوة وعلاقة رجال الدين بالسلطة. ويمتاز هذا الفيلم عن عمل رمضان الآخر بعنصرين قد يمنحانه جمهوراً مختلفاً.. الأول أنه من تأليف عبد الرحيم كمال، السيناريست التلفزيوني الكبير في عمله السينمائي الأول من تسع سنوات كاملة، وإخراج شريف عرفة بعد 3 سنوات من الغياب، أما العنصر الثاني فهو مشاركة عدد كبير من النجوم والفنانين لرمضان في أدوار رئيسية، ومن بينهم محمد سعد وروبي وهند صبري وأحمد رزق وغيرهم.
السقا ينافس بـ هروب اضطراري
لن يكون محمد رمضان هو المنافس الوحيد لنفسه في الموسم، على العكس، سيكون هناك مقاسمة رهيبة في كعكة الإيرادات من قبل ثلاثة أفلام أخرى كبيرة. أهم الأفلام الثلاثة من ناحية أسماء النجوم وميزانية الإنتاج هو “هروب اضطراري”، الذي يتصدر بطولته أحمد السقا بصحبة عدد كبير من الممثلين، تماماً كما فعل في آخر أفلامه “من 30 سنة”، حيث يشاركه غادة عادل ومصطفى خاطر وفتحي عبد الوهاب مع أمير كرارة الذي حقق جماهيرية تلفزيونية مقبولة جداً في الأعوام الأخيرة. والفيلم هو إثارة حركية عن مقتل نجل رجل أعمال ورحلة البحث عن الجاني واضطرار البطل للهروب بسبب كونه المتهم الرئيسي. العمل من تأليف محمد سيد بشير وإخراج أحمد خالد موسى، وكلاهما يقدم فيلمه الأول، وهو سلاح ذو حدين فربما يثبتان موهبة وطزاجة في الشكل والحكاية، وربما تنقصهما الخبرة فيفشل الفيلم ويكون ضربة قوية للسقا.
عودة المطرب تامر حسني
أما الفيلم الرابع من الأفلام المتنافسة فهو “تصبح على خير”، ويمثل عودة للمطرب تامر حسني إلى السينما بعد عامين من آخر أفلامه “أهواك”، الذي حقق نجاحاً كبيراً عام 2015. الفيلم من تأليف وإخراج محمد سامي (الذي سينافس نفسه هو الآخر مع فيلمه الآخر “جواب اعتقال”)، ورغم عدم وضوح معلومات عن قصة الفيلم حتى الآن إلا مشاركة أربع ممثلات في بطولته (درة، نور، حورية فرغلي ومي عمر) يشير إلى أنه على الأغلب سيكون رومانسياً وليس كوميدياً كأفلام “حسني” الأخيرة.
محمد هنيدي وحظ “عنترة”
الفيلم الخامس الكبير فهو “عنترة ابن شداد”، من بطولة محمد هنيدي، والذي رغم ابتعاده عن قمة الإيرادات خلال السنوات الأخيرة، ومروره بفترات متعاقبة من الترنح، إلا أنه يظل واحداً من أهم نجوم الكوميديا في مصر خلال العشرين عاماً الماضية، ولا يمكن استبعاده من المنافسة، خصوصاً مع النجاح النسبي الذي حققه فيلمه الأخير “يوم ملوش لازمة”، وإن كان يظل “عنترة” أقل الأفلام الخمسة الكبرى حظوظاً في هذا الموسم.
نجوم جدد وأفلام متنافسة
أفلام أخرى من إنتاج “محمد السبكي” بـ”خلطته” المعتادة (حيث مطرب شعبي وراقصة وممثل كوميدي من الصف الثاني) تدخل المنافس، وهي أفلام يكون لها جماهيرية عادة مع صخب الأعياد، مما قد يعني وصول الأفلام المتنافسة إلى عشرة، وليؤكد “عيد الفطر” أنه أشرس المواسم السينمائية في مصر منذ سنوات طويلة.