محمد رسولوف.. مخرج إيراني لا يتوقف عن العمل وتحدي الضغوط السياسية
كان ـ الوكالات: «سينماتوغراف»
عندما حكمت السلطات الإيرانية على محمد رسولوف بالسجن ربما كانت تأمل أن يتوقف ذلك المخرج عن العمل أو على الأقل تخفيف حدة أفلامه التي تكشف أوجه الظلم القانوني والسياسي في الجمهورية الإسلامية.
وكان رسولوف قبل اعتقاله بصحبة المخرج الذائع الصيت جعفر بناهي في عام 2010 يصنع أفلاما تظهر مشاكل المجتمع الإيراني من خلال الرمزية بدلاً من السرد القصصي المباشر.
ففي فيلمه الكبير الأول (إيرن ايلاند) في 2005، تعيش أسر وتعمل من أجل ديكتاتور حميد الصفات على سفينة شحن يعلوها الصدأ على شاطئ. وفي ثاني أفلامه الذي أنتج عام 2009 (ذا وايت ميدوز)، يجمع رجل دموع أناس يعيشون على جزر من الملح.
وقال رسولوف (45 عاما) في مهرجان كان السينمائي “عندما وقعت هذه المواجهة بيني والأجهزة الأمنية كنت أفكر قائلا: حاولت دائما ألا أسمح بحدوث ذلك لكنه يحث الآن وأنا أريد أن أصنع أفلامي .. أريد أن أظل صادقا مع نفسي”.
لذا كان رد فعله تجاه اعتقاله هو عمل فيلمه (مانيوسكريبتس دونت بيرن) مسقطاً جميع الاستعارات والرمزيات لتصوير قصة اثنين من الحمقى تم توظيفهما لتعذيب وقتل المعارضين السياسيين.
وتم تصوير الفيلم في إطار من السرية بفريق عمل يتألف من ستة أشخاص ودون أي ترخيص. ولم يعرض الفيلم في دور السينما الإيرانية شأنه شأن كل أفلامه الأخرى.
أما فيلمه (مان أوف إنتيجريتي)، وهو أحدث أفلامه الذي ينافس في فئة (نظرة ما) بمهرجان كان هذا العام، حصل رسولوف على تصريح بتصويره لكن ذلك لم يحدث إلا بعد توقيع تعهد بألا يكون الفيلم “قاتماً” بالكامل.
وحظي (مان أوف إنتيجريتي)، وهو دراما عن رجل يرفض استخدام الرشا كطريق للخروج من المشكلات، بإشادة مجلة فارايتي التي وصفته بأنه “دراما مثيرة للتوتر والغضب حيال الفساد والظلم.. ونقد لاذع للمجتمع الإيراني المعاصر.. وهو ما من شأنه أن يكون له صدى على كلا المستويين المحدود والعالمي”.
وإلى جانب الإشادة الكبيرة التي حصل عليها إيرانيون أمثال بناهي وأصغر فرهادي، الذي فاز هذا العام بثاني جائزة أوسكار له، حصل المخرجون الذين ينتجون أفلاماً في إيران في مواجهة الرقابة والاعتقال والسجن على الدعم أيضاً.
وقال رسولوف “الدعم الدولي ساعد حقيقة جميع صناع السينما وخصوصا أنا من خلال وقف الضغط الذي يمارسونه علينا”.
وعلى الرغم من حكم السجن عليه لمدة عام والذي أوقف تنفيذه بعد دفع كفالة، لا يزال رسولوف يواجه خطر التدخل القضائي في عمله. لكنه متفاءل بشكل يدعو للدهشة، قائلا إنه يأمل في أن تعرض أفلامه يوماً ما بإيران.