«ماسترسين».. عبد الحليم حافظ يروي كواليس صفعة عماد حمدي له في فيلم «الخطايا»
خاص ـ «سينماتوغراف»
مع العرض الأول لفيلم “الخطايا” ليلة 12 أبريل 1962 خرج الجمهور من صالة العرض مستاءاً من تلك الصفعة التى هوت على وجه نجمهم المحبوب عبد الحليم حافظ، لم يتوقف أغلبهم عند مشاهد الفيلم الأخرى ولا أغنياته الخمس التى صاغها لحنياً كبار الموسيقيين، محمد عبد الوهاب “لست أدرى”، و”قولى حاجة”، كمال الطويل “الحلوة”، محمد الموجى “مغرور”، منير مراد “وحياة قلبى وأفراحه”، وقام بتوزيع الأغنيات الموسيقار على إسماعيل، ولا توقف عشاق العندليب عند مشهد النهاية الذى يقبل فيه عبد الحليم فتاته “نادية لطفى” وهو مشهد اعتاده الجمهور فى أفلام تلك الفترة، فقد استحوذ عليهم مشهد الصفعة وتسبب فى صدمتهم إذ كيف يصفع مطربهم ذائع الصيت على وجهه بهذه القسوة.
المشهد جاء على شكل مواجهة صعبة بين الابن حسين “عبد الحليم حافظ” والأب محمود “عماد حمدى” الذى رفض زواج ابنه بفتاته وقرر تزويجها لشقيقه الأصغر حسن يوسف، وبعد لحظات يأس واستنكار يقنعه شقيقه بالزواج من سهير دون علم والده الذى يفاجأ بذلك فى مشهد المواجهة حيث يأمره الأب بالسفر لاستكمال دراسته بالخارج وحينما يشعر بتردده يقول له أنت مش صغير.
يرد الابن فى تردد ووجل : وعشان أنا مش صغير هتكون معايا مراتى يستنكر الأب : مراتك مين؟، فيخبره بخوف : سهير، هنا يصرخ عماد حمدى قائلاً: أنت بتتحدانى ياولد ويصفعه بقوة على وجهه، فيرد عبد الحليم : مرة واحدة استعملت فيها حقى، يرد الأب بعنف : أنت ملكش أى حق عندى، أنت مش ابنى، أخرج من بيتى
جاء المشهد صادماً، فالجمهور حتى اللحظة لا يعرف لماذا يعامل الأب ابنه على هذا النحو ويفضل شقيقه الأصغر عليه وهو مايتضح فيما بعد على لسان الأم مديحة يسرى التى تعترف بخطأها لأبنها.
قبل تصوير هذا المشهد كان الجميع يتحسب قلقاً فقد أصر المخرج حسن الامام على تصويره بشكل واقعى ودون الاستعانة بدوبلير، ووافقه عبد الحليم وطلب المخرج من عماد حمدى أن يصفع العندليب بقوة، لكن عماد اعترض وقال لحسن يوسف : حسن الإمام عايزنى أروح السجن، أنا لو ضربت عبد الحليم بقوة سيموت فيها، وكان معروفاً وقتها ظروف عبد الحليم المرضية.
لكن إصرار المخرج وعبد الحليم نفسه على تنفيذ المشهد كيفما أراده المخرج وطلبه من عماد حمدى أن يصفعه بقوة حتى يصدق الجمهور وقال له: اضرب يعنى تضرب جامد حتى لا نضطر لإعادة المشهد أكثر من مرة.
دارت الكاميرا .. وكان ما كان..
تلقى عبد الحليم الصفعة التى سببت له ألماً شديداً لكنه تحامل على نفسه لاستكمال المشهد إلى نهايته، وهو يخفى الدماء التى تفجرت داخل فمه من جراء الصفعة وكما شهد حسن يوسف الذى كان يراقب المشهد فى الاستديو “شعرت أن وجه عبد الحليم ارتج بقوة، لكنه تماسك وبعدها بقى فى بيته أسبوعاً يضع كمادات الثلج لعلاج آثار الصفعة.
لقد ظل هذا المشهد يطارد الفنان القدير عماد حمدى حتى آخر يوم فى حياته ، وكما قال “فى كل مكان أذهب إليه وفى كل دولة أزورها أجد الناس تسألنى إزاى يهون عليك تضرب عبد الحليم بهذا العنف، وتلك القسوة ، ولما أحاول شرح أن هذا تمثيل وأنه من متطلبات المشهد وأننى وعبد الحليم أصدقاء لايصدقون ويلوموننى على ضربى له ولم أكن أتوقع كل هذه الضجة، لقد كنت أخشى على صديقى من عنف القلم على وجهه فإذا بى أكون أكثر المضارين منه.
المشهد درامياً كان يمثل قمة التطور الدرامى أو لحظة الذروة وقد جاء جيداً ومثيراً على مستوى الصورة والحركة ودرجة الإضاءة ومساحة الإظلام التى تسيطر على المشهد والتى تُنبئ بما هو قادم
“الخطايا” هو الفيلم رقم (13) فى مشوار العندليب ويعد اللقاء الأول والأخير بين عبد الحليم ومخرج الروائع حسن الإمام والقصة لمحمد عثمان الذى شارك فى الحوار مع محمد مصطفى سامى والتصوير لوحيد فريد والديكور لشادى عبد السلام وإنتاج صوت الفن التى كونها عبد الوهاب وعبد الحليم ووحيد فريد
استمع: العندليب يروي كواليس صفعة عماد حمدي له: