تقرير: فيلم وثائقي عن المسيرة المضيئة لشنايدر وحياتها المأساوية
باريس ـ الوكالات: «سينماتوغراف»
تتواصل مفاعيل السحر الذي كان يحيط بالممثلة الكبيرة رومي شنايدر التي كانت لتحتفل بعيد ميلادها الثمانين في 23 أيلول (سبتمبر) الحالي، مع صدور فيلم وثائقي وآخر سينمائي روائي وكتب عدة تتناول مسيرتها المضيئة وحياتها المأساوية.
الممثلة الفرنسية من أصل الماني صاحبة الوجه المشرق والموهبة الواسعة التي اشتهرت في سن السابعة عشرة بفضل فيلم “سيسي”، طبعت السينما بمسيرة ضمت أكثر من 60 فيلما مع مخرجين كبار من أمثال كلود سوتيه ولوكينو فيسكونتي وأندريه جوافسكي. ومن بين هذه الأفلام “لا بيسين” و”لو فيو فوزي” و”سيزار ايه روزالي” فضلا عن “ليمبورتان سي ديمي” و”أون إيستوار سامبل” اللذين نالت عنهما جائزة سيزار السينمائية الفرنسية.
إلا أن مصير هذه المرأة الشغوفة المأسوي يبقى راسخا في الأذهان خصوصا وفاتها في سن الثالثة والاربعين في باريس في ليل 29 ايار(مايو) 1982 اثر إفراطها في تناول الحبوب المنومة والكحول بعد عشرة أشهر على وفاة ابنها دافيد العرضية في سن الرابعة عشرة.
وكانت نهاية حياتها نقطة انطلاق فيلم صدر هذه السنة بعنوان “تروا جور كيبيرون” لإميلي أتيف، يروي اللقاء المضني بين رومي شنايدر التعيسة وصحفي ألماني في العام 1981.
ويرى برنار باسكويتو الذي وضع كتابا بعنوان “لا درنيير في دو رومي شنايدر” في نيسان(ابريل) الماضي، “ما يسحر فيها هو جمالها والنور المشع منها وموهبتها الرائعة كممثلة وصوتها فضلا عن حياتها الخاصة أكانت قصة الحب الشهيرة التي جمعتها بالممثل الان دولون أو وفاة ابنها المأسوية التي لا تزال تثير التعاطف”.
وهو يؤكد أن “الهالة المحيطة بها لم تبهت. ثمة اهتمام كبير بها، بهذه الهشاشة التي تجعل منها هدفا لحب الجمهور” مضيفا “هذه المرأة كانت تملك كل شيء لكنها اصيبت بشتى انواع المآسي طوال حياتها”.
عانت الطفلة روزماري ماغدالينا الباخ وهذا اسمها الاصلي من إهمال والديها الممثلين اللذين انفصلا عندما كانت في سن الرابعة وكان زوج والدتها يلاحقها بمضايقاته الجنسية. وقد هجرها الان دولون في العام 1963 بعدما انتقلت إلى فرنسا لتكون معه قبل خمس سنوات على ذلك.
وقد تزوجت مرتين وكانت نتيجتهما الطلاق مع الممثل والمخرج المسرحي الألماني هاري ميين والد دافيد ومع دانييل بيازيني والد ابنتها ساره.
وتقول اليس شفارتزر واضعة سيرة لرومي شنايدر صدرت حديثا “كانت شغوفة جدا بمهنتها. وكانت شغوفة بالحب أيضا وكانت منقسمة بين الاثنين”.
وأضافت “هذا الصراع هو صراع نساء اليوم. كانت تمثل كل دور كما لو أنه حياتها الفعلية. كانت تعطي كل ما لديها وكان هذا مصدر عذاب”.
وأكدت “انها راسخة في ذهن الالمان في دور سيسي”. وكانت الكاتبة المدافعة عن حقوق المرأة التقت رومي شنايدر مطولا في كولونيا العام 1976 لإجراء حوار لمجلة “إيما”.
وخلال المقابلة قالت الممثلة خصوصا أن والدتها التي كانت قريبة من النازيين أقامت علاقة مع هتلر. وتحدثت كذلك عن علاقتها بالان دولون.
واستند باتريك جودي على تسجيلات هذه المقابلة لاعداد وثائقي بثته مساء الاحد الماضي محطة “ارتي” الفرنسية-الالمانية التي تكرس أمسيتين للممثلة.
وختمت شفارتزر بالقول إن رومي شنايدر “لطالما عانت من الصورة الخاطئة التي تعكسها او الأحكام المسبقة. كانت تريد أن ينظر إليها وأن يتم الاصغاء إليها”.