المخرج الفلسطيني محمد بكري يلغي ذهابه إلى «الجونة السينمائي»
الوكالات ــ «سينماتوغراف»
أعلن المخرج والممثل الفلسطيني، محمد بكري، إلغاء ذهابه لـ”مهرجان الجونة السينمائي” حيث كان من المقرر أن يُكرّم اليوم الأربعاء، احتجاجاً على ما تعرّض له المخرج الفلسطيني المقيم في المملكة المتحدة، سعيد زاغة، في مطار القاهرة الدولي، وترحيله من دون السماح له بدخول مصر.
وأصدر بكري بياناً، مساء أمس الثلاثاء، نقله موقع مجلة “فارايتي”، وقال فيه إنه ألغى زيارته لـ”مهرجان الجونة السينمائي” احتجاجاً على ترحيل زاغة، وعلى ما يتعرض له السينمائيون الفلسطينيون في مطار القاهرة الدولي.
وأكد بكري في بيانه: “قررت عدم الذهاب إلى مهرجان الجونة السينمائي. هذا رد فعل، من حيث المبدأ، على سوء معاملة الفنانين الفلسطينيين، بغض النظر عن جواز سفرهم، سواء أكان أردنياً أم فلسطينياً أم إسرائيلياً أم أيّاً كان. حان الوقت لمنح الفلسطينيين حقوقهم كاملة… هذا لا ينطبق فقط على الفنانين الفلسطينيين. أنا أشير إلى الفلسطينيين كلهم“.
وأضاف: “رأيت أبناء شعبي عالقين في مطارات العالم كله، وتحديداً في الدول العربية، تحت رحمة مسؤول في المطار. شاهدت أطفالاً جياعاً وأهلهم يفترشون أرض المطارات. وأحياناً عليهم الانتظار لأيام. أقول للسلطات كلها حول العالم، وتحديداً العربية منها: هذا يكفي. لقد نلنا كفايتنا! أقوم بما أقوم به الآن احتجاجاً على ما حدث معي سابقاً، وما حدث مع علي سليمان أيضاً. أحتج أيضاً على ما حدث مع سعيد زاغة أخيراً الذي احتجز لـ12 ساعة وتعرض للإذلال في مطار القاهرة، ثم رُحّل في نهاية المطاف. هذه كانت القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة لي. لكنني الآن أعترض نيابة عن كل فلسطيني في هذا العالم“.
كان الممثل الفلسطيني علي سليمان رُحل من مطار القاهرة الدولي عام 2018، حين كان متجهاً إلى “مهرجان الجونة السينمائي” ليكون عضواً في لجنة التحكيم.
وأشار بكري إلى أنه لا يحمّل منظمي المهرجان المسؤولية، لكنه يأمل أن تسعى الإدارة لمعرفة من يقف وراء الترحيل.
وأضاف: “لم تدخر إدارة مهرجان الجونة السينمائي جهداً. وعدوني بتسوية كل شيء عند وصولي (…) لكني لا أرغب في المخاطرة. أحترم المسؤولين عن المهرجان، وأحترم قرار المهرجان بتكريم عملي. لا خلاف على هذا. ومع ذلك، فإن هؤلاء الأشخاص (إدارة المهرجان) ليست لديهم سلطة لحماية واحترام ضيوفهم الفلسطينيين. ليس لديهم نفوذ على سلطات الموانئ. ربما لا تنبغي لهم دعوة الناس في المستقبل، وتجنيبهم الإذلال“.
وشدد: “من الذي يرفض دخولنا (إلى مصر) بغض النظر عن نوع جواز سفرنا؟ سواء كنت أنا أو علي سليمان أو زاغة. يجب أن تعرف إدارة المهرجان المسؤول. إذا لم يكن المهرجان، فمن؟ من يجب أن نتهم؟“.
من أبرز أدوار محمد بكري ذلك الذي أداه في فيلم “واجب” (2017) لآن ماري جاسر الذي فاز عنه بجائزة النقّاد العرب من “مهرجان كانّ السينمائي الدولي”، وجائزة أفضل ممثل من “مهرجان دبي السينمائي الدولي”. وعن دوره في فيلم “خاص” (2004)، فاز بكري بجائزة أفضل ممثل في “مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي”، وفي “مهرجان بوينس آيريس الدولي للسينما المستقلة”، و”مهرجان القاهرة السينمائي الدولي“.
عام 2010، حصل بكري على جائزة التمثيل في “مهرجان برلين السينمائي الدولي“.
واختارته وزارة الثقافة الفلسطينية ليكون شخصية العام الثقافية لعام 2020، كما فاز بجائزة القدس وجائزة فلسطين للسينما وجائزة محمود درويش للإبداع في دورتها الثانية عشرة، تقديراً لجهوده السينمائية والتوثيقية للقضية الفلسطينية، وتحديداً في فيلمه “جنين جنين” الذي يوثق مجزرة مخيم جنين عام 2002.