«ثلاثة أغاني لبنازير».. أحدث الأفلام على «نتفليكس» ضمن القائمة القصيرة لجوائز الأوسكار
الوكالات ـ «سينماتوغراف»
تحتل الأعمال الفنية التي تركز على المشاكل الإنسانية للمشردين واللاجئين والمقهورين بسبب الحروب أو ظروف سياسية واقتصادية أو تعرض مشكلات كبرى في العالم مجموعة لا بأس بها من الأفلام المختلفة، سواء روائية أو وثائقية، ومن آخر الأعمال البارزة فيلم “ثلاثة أغاني لبنازير”، وهو وثائقي قصير تدور أحداثه في أفغانستان.
الفيلم من إخراج إليزابيث ميرزاي وجوليستان ميرزاي، يروي قصة حب تحاول البحث عن الأمل بعد الحرب، وبعد فوزه بالعديد من الجوائز في جميع أنحاء العالم، التقطت الشبكة العالمية Netflix الفيلم الذي أنتجه عمر موليك مع هميون نوري وجميل رضائي، للعرض على المنصة كما أدرج في القائمة القصيرة في فئة الموضوعات الوثائقية القصيرة لجوائز الأوسكار، بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال“.
تدور أحداث الفيلم في مخيم للنازحين في كابول، ويتابع الفيلم قصة الحب بين عروسين حديثي الزواج (شايستا وبينزير)، حيث يكافح شايستا لتحقيق التوازن بين أحلامه في أن يكون أول شخص من قبيلته ينضم إلى الجيش الوطني الأفغاني مع مسؤوليات تكوين أسرة وإمكانية جني الأموال بسرعة من خلال السفر إلى هلمند لزراعة الأفيون، وهي زراعة معروفة في أفغانستان ومصدر دخل لعدد هائل من الأسر، وقد عُرض فيلم “Three Songs for Benazir” لأول مرة على Netflix يوم الاثنين 24 يناير الجاري.
يصر مخرج العمل على أنه ليس فيلمًا سياسيًا، حيث يقول جوليستان ميزراي، البالغ من العمر 41 عامًا، والذي أخرج الفيلم مع زوجته الأمريكية إليزابيث، إنه رأى أجزاءً منه في شخصية شايست، حيث اقتلعت الحرب طفولة الرجلين، وقرر كلاهما الزواج من أجل الحب.
وتقول ميرزاي: “أردت أن أظهر أن هناك رومانسية في أفغانستان، ولست مهتمًا بإظهار الحرب، لكني مهتم بتأثيرها على حياة شعبي، وفي هذه الحالة كيف أثرت القوى الخارجية على حياة هذين الزوجين الشابين“.
سواء أكان ذلك بالسياسة أم لا، فإن الاضطرابات في أفغانستان – الحدث السياسي الأكثر دراماتيكية في المنطقة خلال عقد من الزمان – ستكون على الأرجح هي العدسة التي يشاهد من خلالها معظم الناس الفيلم، هذا ما قالته إليزابيث، مضيفة أن سيطرة طالبان تعني أنه سيتم إطلاقه في عالم مختلف عن العالم الذي تم تصوير الأحداث فيه قليلاً، لأن الفيلم يتم تصويره منذ 5 سنوات، وعلى الرغم من انتهاء الحرب الأمريكية في أفغانستان، فإن الفيلم له نفس الأهمية اليوم.
وتستكمل إليزابيث: “قصص الحب عالمية، إذا كنت لا تستطيع أن تتصل بشايستا بصورة إنسانية – شخص نزح من إقليم هلمند الأفغاني وحصل على تعليم في الصف الثالث ويعيش في منزل لا توجد فيه مياه جارية أو كهرباء أو حمام – فيمكنك على الأقل رؤية الحب في عينيه والحب الذي يكنه لزوجته والآمال التي يعلقونها على بعضهما البعض“.
ولد جولستان ميرزاي في قرية جبلية في ولاية بنجشير الأفغانية شمال كابول. قُتل والده عندما داس على لغم أرضي روسي أثناء الاحتلال السوفيتي لأفغانستان في الثمانينيات، وفرت الأسرة إلى إيران حيث بدأ ميزراي العمل في سن الثامنة لإعالة والدته وإخوته.
وعندما أطاح الغزو الذي قادته الولايات المتحدة بنظام طالبان في أفغانستان، عاد ميرزاي إلى البلاد كصحفي وساعد في إطلاق صحيفة تسمى كابول ويكلي، لمدة عامين، وفي عام 2008 ، التقى إليزابيث، وهي أجنبية كانت في كابول للعمل مع وكالة تصوير، وتزوجا.
التقى المخرج بطل فيلمه عام 2010، في إحدى المزارع في كابول، وتولدت صداقة بينهما كان حينها شايستا مراهقًا، وفي عام 2012 ، قرر شايستا الزواج بدافع الحب وليس في زواج مرتب، كما هو معتاد في معظم المجتمعات الأفغانية.
يحاول المخرج تصوير حياة الزوجية بكل ما تحويه من بساطة رغم الظروف التي تحيط بهما في الفيلم الوثائقي الذي تبلغ مدته 22 دقيقة، نشاهد الطيور المغردة في الفناء في الصيف، وكرات الثلج تتقاذف بين أيديهما في الشتاء، ويصور أيضًا معركة شايستا مع الفقر والإدمان.
عادت حركة طالبان إلى السلطة في أفغانستان في عام 2021، يقول جولستيان عن ذلك: “كان العام الماضي أحلك عام في حياتي، وكان من الصعب جدًا بالنسبة لي حتى أن أصدق ما حدث، لكن الآن الناس في أفغانستان ليسوا نفس الأشخاص الذين كانوا قبل 20 عامًا عندما استولت طالبان على السلطة لأن لديهم التكنولوجيا، وأنا متأكد من أن حكومة طالبان هذه ستكون مؤقتة، بحسب مجلة فرايتي.
يقول المخرجان، إن شايستا متحمس لرؤية قصته في جميع أنحاء العالم، ونشعر أنه من المهم حقًا سرد قصة مباشرة من أفغانستان عن الحب، خاصة في وقت تزداد فيه صعوبة هذه الروايات.
وأضافا: “نأمل أن يزيد ذلك من فهم الناس وتعرضهم وتعاطفهم مع واقع الحياة على الأرض في أفغانستان، وهذان الزوجان الشابان، اللذان يعيشان في الحب، وليس لديهما أي شيء سوى بعضهما البعض، ولكن لا يزال لديهم الأمل في قلوبهم “.