الوكالات ـ «سينماتوغراف»
أضافت منصة بثّ المحتوى الترفيهي والأفلام عبر الإنترنت “ديزني بلس” 11.8 مليون مشترك في أنحاء العالم كافة، في الربع السنوي الأخير، ليصل إجمالي عدد مشتركيها إلى 129.8 مليوناً، متجاوزة بسهولة توقعات المحللين، مدفوعة بنمو خدمتي “هولو” و”إي إس بي إن بلس” اللتين تملكهما شركة “والت ديزني”.
وأدى الإفصاح الفصلي عن أعداد المشتركين لشركة “والت ديزني” على الفور إلى تخفيف مخاوف المستثمرين بشأن تباطؤ نمو منصة “ديزني بلس” التي غابت عن توقعات المحللين في نوفمبر الماضي. وارتفعت أسهم “ديزني” بأكثر من ستة في المائة في تعاملات ما بعد الإغلاق، إلى نحو 157 دولاراً أميركياً.
قدمت متنزهات “ديزني” الترفيهية أيضاً نتائج لافتة في الأشهر الثلاثة ما قبل الأول من يناير/كانون الثاني الماضي. يشكل البث عبر الإنترنت الفرصة الأكبر للنمو في مجال الترفيه.
شهدت المنصات طفرة في أعداد المشتركين خلال الفترة الماضية، وتحديداً منذ تفشيفيروس كورونا وفرض إجراءات الإغلاق والحجر الصحي حول العالم. لكن التراجع أخيراً في هذه الإجراءات، سيترك أثراً على هذا النمو. في يناير الماضي، أعلنت منصة “نتفليكس” أنها أضافت 8.3 ملايين مشترك في ربعها الأخير، بدلاً من 8.5 ملايين شخص، وتوقعت تباطؤاً في الربع الحالي مقارنة بالعام السابق.
انخفضت أسهم “نتفليكس” بنسبة 20 في المائة، وسحبت “ديزني” وغيرها من شركات وسائل الإعلام معها. تضم “نتفليكس” 222 مليون مشترك في أنحاء العالم كافة.
وقال المحلل مايكل ناثان، الأسبوع الماضي، إن “هناك الكثير من القلق في سوق البثّ حالياً. الأشخاص أكثر سلبية مما كانوا عليه”، وفق ما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز”. وأضاف ناثان أن على منصة “ديزني بلس” أن توفر محتوى أكثر للمشاهدين غير المهتمين بأعمال “مارفل”، ولغير المعجبين بسلسلة “حرب النجوم”، وللأكبر سناً، ولمن ليس لديهم أطفال.
وتجدر الإشارة إلى أن أحد أفضل ما قدمته “ديزني بلس” في الربع السنوي الأخير كان السلسلة الوثائقية “ذا بيتلز: غِت باك” The Beatles: Get Back للمخرج بيتر جاكسون. السلسلة وحدها جذبت 209 آلاف مشترك جديد في “ديزني بلس” في الأيام الثلاثة الأولى لطرحها، وفقاً لشركة الأبحاث “أنتينّا”. وقال الرئيس التنفيذي لـ “ديزني” بوب تشابيك للمحللين، في مؤتمر عقد بعد الإعلان عن نتائج الربع السنوي الأخير، إن “ديزني بلس” ستزيد برمجيتها الترفيهية. وعلى سبيل المثال، بدأت المنصة بتقديم السلسلتين الكوميديتين “بلاكيش” black-ish التي بدأ عرض مواسمها الثمانية عام 2014 و”ذا ووندر ييرز” The Wonder Years التي بدأ عرض مواسمها الستة عام 1988. السلسلتان كانتا متوفرتين سابقاً على منصة “هولو”.
وأفادت “ديزني” أيضاً بأنها سجلت 4.7 مليارات دولار أميركي، في إجمالي إيراداتها عن البث التدفقي (streaming) في الربع السنوي الأخير، بزيادة 34 في المائة عن العام السابق. يعود السبب في ذلك جزئياً إلى رفع “هولو”، المملوكة لــ “ديزني” و”كومكاست”، كلفة اشتراكاتها. ومع ذلك، خسر قسم البث التدفقي (streaming) في “ديزني” نحو 600 مليون دولار أميركي، بسبب التكاليف التي تضمنت إنتاج المحتوى والتسويق والبنية التحتية للتكنولوجيا.
وبلغت الأرباح التشغيلية في “متنزهات ديزني والتجارب والمنتجات” 2.45 مليار دولار أميركي، مقارنة بخسارة قيمتها 119 مليون دولار أميركي في العام السابق، عند إغلاق بعض ممتلكات “ديزني” بسبب جائحة كوفيد -19. وأشارت كبيرة المسؤولين الماليين في “ديزني”، كريستين إم. مكارثي، إلى أن الحضور كان قوياً في “عالم ديزني” على الرغم من “أننا لم نشهد بعد عودة ضيوفنا الدوليين”. شكل الزوار الأجانب حوالي 20 في المائة من إجمالي الزوار قبل الوباء.
وفي الإجمال، ربحت “ديزني” 1.15 مليار دولار أميركي في الربع السنوي الأخير، مقارنة بمبلغ 29 مليون دولار أميركي في الربع نفسه من عام 2020. وبلغ إجمالي الإيرادات 21.82 مليار دولار أميركي، بزيادة قيمتها 34 في المائة، من 16.2 مليار دولار أميركي في العام السابق.
إلى ذلك، يُتوقع أن تنفق الشركات التسع الأضخم في القطاع (ديزني، وفياكوم سي بي إس، وديسكفري، ووارنر براذرز، ونتفليكس، وآبل، وباراماونت بلس، وكومكاست، وإن بي سي يو)، أكثر من 140 مليار دولار أميركي على إنتاج المحتوى خلال العالم الحالي.
ووفقاً لبيانات أعدتها مؤسسة “ويلز فارغو” المالية، ومقرها سان فرانسيسكو، فإن إجمالي إنفاق المؤسسات الإعلامية وشركات التكنولوجيا الـ 9 الأضخم سيصل إلى 140.5 مليار دولار أميركي خلال عام 2022، بارتفاع بنحو 10 في المائة على أساس سنوي.
وتوقعت المؤسسة نفسها ارتفاع هذه القيمة إلى نحو 172 مليار دولار أميركي بحلول عام 2025. وكانت “ديزني” قد أعلنت أنها تخطط لاستثمار 33 مليار دولار أميركي في المحتوى، خلال سنتها المالية التي بدأت في أكتوبر الماضي، بارتفاع قيمته 25 مليار دولار أميركي عن سنتها المالية في 2021
