أنيسة.. الطفلة التى خطفت القلوب
طفلة حادة الذكاء، ممتلئة الحيوية، تسبق سنوات عمرها، موهوبة بالفطرة، خلقت لتكون ممثلة، كان هذا هو الانطباع الاول الذى عبر عنه المخرج محمد كريم حين شاهد الطفلة فاتن حمامة، ليصرخ على طريقة نيوتن «وجدتها»، فقد أعياه البحث عن طفلة بمواصفات خاصة لتؤدى دور أنيسة حتى وجد ضالته بالصدفة حين أقامت مجلة «الاثنين» مسابقة لاختيار أجمل طفلة وكانت والدة الطفلة فاتن حمامة قد أرسلت صورتها لتشارك فى المسابقة والتى فازت فيها بلقب أجمل طفلة وطالع صورتها المخرج محمد كريم والتقاها مع أبيها ليجد نفسه أمام طفلة غاية فى الموهبة والذكاء والحضور ورأى فيها صورة أخرى من الطفلة الأمريكية الصغيرة شيرلى تمبل، كانت مساحة دور أنيسة صغيرة فى البداية لكن موهبة الطفلة جعلته يمنحها مساحة أكبر ولم يبذل جهدا كبيرا فى توجيهها فقد استوعبت الصغيرة الأمر بسرعة، وملأت الاستديو والفيلم حيوية كبيرة طوال فترة التصوير ورأى فيها موسيقار الأجيال موهبة تسبق عمرها، وحين واجهت الكاميرا أدهشت الجميع بقدرتها على الأداء ببساطة وطبيعية وخطفت الكاميرا من بطلتى الفيلم وكانت ذائعتا الصيت حينذاك وهما سميحة سميح والهام حسين، ولاقى الفيلم نجاحا كبيرا وخرج الجمهور يتساءل عمن تكون هذه الموهوبة الصغيرة ويتردد اسم فاتن حمامة بقوة وتعاود العمل مع موسيقار الأجيال مرة أخرى فى فيلم «رصاصة فى القلب» وكانت قد بلغت 14 عاما، ثم يختارها الفنان الكبير يوسف وهبى لتشارك فى فيلم من اخراجه «ملائكة الرحمة» لتنتهى مرحلة الطفولة، وتبدأ مشوارها الفنى كبطلة لنحو مائة فيلم.