Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مراجعات فيلمية

عصام زكريا يكتب : علي ربيع ينجو من امتحان الـ «زومبي»

القاهرة ـ «سينماتوغراف» : عصام زكريا

رغم احتلال فيلم «زومبي» لعلي ربيع وفريق ممثلين من مسرح مصر، المركز الثالث والأخير في إيرادات أفلام عيد الفطر، لكن يمكن القول إن ربيع هو الأكثر حظاً وفرحاً بما حققه فيلم «زومبي»، الذي يعد الاختبار شبه الأخير للكوميديان الأكثر إثارة لاختلاف الآراء في جيله.

شارك علي ربيع في عدد من عروض «مسرح مصر» الذي أسسه أشرف عبدالباقي، وهي عروض حققت نجاحاً وأظهرت عدداً من المواهب الشابة التي راحت تصول وتجول في السينما والدراما التليفزيونية بعد ذلك.

وكان علي ربيع من أكثر أعضاء مسرح مصر نشاطاً، سواء مشاركة بأدوار ثانوية، أو بالأدوار الأولى خلال السنوات الخمس الماضية، حيث لعب بطولة أفلام «حسن وبقلظ» و«خير وبركة» و«الخطة العايمة»، بجانب بطولته المشتركة لمسلسل «عمر ودياب» مع مصطفى خاطر وبطولة منفردة لمسلسل “أحسن أب.”

رغم هذه المحاولات المتعددة لم يجاوز سقف نجاح أي من هذه الأعمال حدود «المتوسط»، ومعظمها نال انتقادات وسخرية من قبل النقاد ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، تركزت معظمها على الشكل الذي يظهر به علي ربيع وأدائه الذي يتسم بالمبالغة والاعتماد على النكات اللفظية «المسرحية»، والتي تصل إلى «الاستظراف» في غير محله و«السخافة» أحياناً.

لا يخلو فيلم «زومبي» من بعض الاستظراف والسخافة أيضاً، ولكن يمكن ابتلاعها على مضض بفضل احتواء الفيلم على عناصر وصفات أخرى جيدة، على رأسها الجمع الموفق بين الكوميديا والرعب.

كما يدل عنوانه ينتمي «زومبي» لنوعية أفلام الزومبي، وهو نوع فني منشق عن نوع الرعب الذي تكاثر وتشعب وأصبح يضم أنواعاً ثانوية يصعب حصرها. ولسبب ما فإن نوع الزومبي انتشر بشكل ملحوظ في مصر والعالم العربي خلال العقد الماضي، على الرغم من أنه لا ينتمي للثقافة والمعتقدات الغيبية العربية.

تستمد نوعية الزومبي (أو الموتى الأحياء) فكرتها من اعتقاد شعبي أفريقي قديم انتقل إلى أمريكا اللاتينية، وبالأخص جزر هيتي التي يرجع أصول معظم سكانها لعبيد جلبوا من أفريقيا، أن بعض الموتى يدب فيهم شكل من أشكال الحياة يتحولون بموجبه إلى آكلى لحوم بشر، وكل من يؤكل بواسطة زومبي (أو زونبي وفقاً للنطق الأصلي) يتحول بدوره إلى زومبي.

وقد استخدمت السينما الأمريكية «ثيمة» الزومبي منذ ثلاثينيات القرن الماضي، لكنها انتشرت منذ الستينيات على يد المخرج جورج روميرو الذي استخدمها في عدد كبير من أفلامه الناجحة.

ومثل معظم «ثيمات» أنواع الرعب تخاطب هذه الأفلام مخاوف نفسية واجتماعية «واقعية» لدى الجمهور المعاصر، ويلعب فيلم «زومبي» ( الذي كان عنوانه «زومبي على جنبي» قبل اختصاره) على فكرة مماثلة، حيث يدور حول عالم مجنون (علاء مرسي) مستاء من أن الناس باتوا «يأكلون بعضهم البعض»، فيخترع مصلاً يحولهم إلى آكلى لحوم بشر بدلاً من أن يشفيهم من الطمع والجشع!

يلعب علي ربيع شخصية شاب أحمق فاشل (التي يلعبها في معظم أعماله) يريد أن يصبح مغنياً ويحب فتاة جميلة (هاجر أحمد) تحبه لطيبته رغم فشله، وعندما يذهب بصحبة أصدقائه وحبيبته لإحياء حفل في الصعيد تتعطل سيارتهم بالقرب من قرية مسكونة بجحافل الزومبي الذين أطلقهم العالم المجنون.

يحتوي الفيلم الذي كتبه كل من أمين جمال ووليد أبو المجد على كثير من المواقف والشخصيات الكوميدية النمطية مثل الأم (عارفة عبدالرسول) ووالد الحبيبة (سامي مغاوري) وأصدقاء البطل (حمدي الميرغني ومحمد أوتاكا وكريم عفيفي)، ويتألق بشكل خاص كل من كريم عفيفي بخفة دم مختلفة، وهاجر أحمد بحضور لطيف مبهج.

كذلك يتألق محمد محمود في دور الرجل الصعيدي الذي يأوي البطل وأصدقاءه، والثلاثة لهم الفضل الأكبر في نجاح الفيلم.

على العكس يكرر حمدي الميرغني نفسه و«إيفيهاته» البالية، ولا يستطيع أوتاكا أن يصنع من شخصيته شيئاً مميزاً، وتكرر ويزو نفسها بلا نهاية في دور الفتاة البدينة.

أما عمرو عبدالجليل الذي يلعب دور صعيدي خطير يملك السلاح في قرية مجاورة فلا يستطيع أيضاً أن يفعل الكثير بشخصيته المكتوبة بشكل نمطي ومتعجل.

مع كل هذه الملاحظات يجب الإشادة بدور المخرج عمرو صلاح وبراعته في المزج بين لحظات الرعب والكوميديا، حيث يتنقل بينهما، ومعه المشاهد، بسلاسة وتوازن، فلا يطغى أيهما على الآخر ولا يحدث نشاز بينهما (باستثناء مشهدين أو ثلاثة ربما يتحول التهريج اللفظي فيهم إلى غلظة بالنظر لوحشية الصورة).

في كل الأحوال يمكن القول إن علي ربيع نجا من اختبار الزومبي بنجاح، ما يعني أنه سيحظى بمزيد من فرص البطولات القادمة.. عسى أن يجيد استغلالها أيضاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى