محسن علم الدين.. حريف الإنتاج الذي رحل بعد رحلة عطاء لأكثر من 60 عامًا
القاهرة ـ «سينماتوغراف» : منى حسين
رحل عن عالمنا صباح اليوم المنتج الكبير محسن علم الدين، ويعد علم الدين أحد أشهر المنتجين الذين أثروا الساحة الفنية بعدد من الأفلام الخالدة في ذاكرة السينما فى فترة الستينيات والسبعينيات.
امتلك المنتج محسن علم الدين عقلية إدارية وإنتاجية فذة وضعته في مكانة عالية وسطر اسمه بحروف من ذهب في عالم الإنتاج تاركاً خلفه بصمة لا تنسى في عالم السينما، لم يكن رحيله هيناً على صناع السينما ولكنه ما يهون عليهم تركه إرثاً كبيراً في عالم الإنتاج يضمن له تخليد اسمه والبقاء رغم الغياب.
حبه وعشقه للتجارة جعله يضرب بعرض الحائط بكل المغريات التي عرضت عليه وخاصة بعد فشله في إقناع والديه في رغبته الأولى في الالتحاق بالكلية الحربية، دفعة لتقديم أوراقه في كلية التجارة انتساب من وراء أهله، ليبدأ بعدها دخوله لعالم الإنتاج الذي جاءت شهرته منه بعد ذلك.
كان المنتج الكبير رمسيس نجيب كلمة السر في تغير مجري حياة الراحل محسن علم الدين، وكان بوابته لدخول عالم الإنتاج من أوسع أبوابه، حيث قدم أول فيلم معه والذي حمل اسم “لا تذكريني”، ورغم المغريات التي عرضت عليه قبل الالتحاق بهذه الوظيفة سواء العمل في بنوك أو مؤسسات كبيرة ولكن مغناطيس السينما كان أكثر جذبا له.
أتسم محسن علم الدين بالأصل الطيب والاحتفاظ بالجميل ونسب الفضل لأهله، فلم ينسى الفترة التي قضاها في العمل معه لمدة 17 عاماً والتي بدأت خلال الفترة 1961 حتى 1978، فقام “علم الدين” بإهداء أول فيلم له إلى روح المنتج الكبير رمسيس نجيب الذي ساعده في بداية حياته، وقدم له يد العون، وعلمه فنون الإنتاج وأدواته.
عمل محسن علم االدين كمنتج منفذ لـ 25 فيلماً من أهم الأفلام التي قدمت في تاريخ السينمائي لشركة مراد فيلم وهم “الخيط الرفيع، حب وكبرياء، أختي، دمى ودموعي وابتسامتي، الحب الضائع، إمبراطورية ميم، الرصاصة لا تزال في جيبي، حتى آخر العمر، بعيدا عن الأرض، إمبراطورية ميم، نحن لا نزرع الشوك، بئر الحرمان، شيء في صدري، الخوف، بعيدا عن الأرض، هذا أحبه وهذا أريده، اذكريني، القط أصله أسد، شيء من العذاب، نص ساعة جواز، 7 أيام في الجنة، كرامة زوجتي، أفراح، أه من حواءـ امتثال”.
كان للشاشة الصغيرة نصيب في تقديم مسلسلات مهمة حيث عمل كمنتج منفذ في مسلسل ” حضرة المتهم أبي” مع الراحل نور الشريف، و”لا يا زوجتي العزيزة” و” دموع الغضب” و” امرأة في شق التعبان” وغيرها، وأيضا في عالم المسرح عمل كمنتج منفذ لعدد من المسرحيات مثل (مسرحية 727، حزمنى يا بابا، عالم قطط، سداح مداح).
وكان الجميع يطلب محسن علم الدين بالاسم نظراً لشهرته الواسعة في عالم الإنتاج، فدخل علىى العالمية من خلال عمله في عدد من الأفلام السينمائية الأجنبية التي صورت في مصر مثل الفيلم الإيطالي السهم الذهبي، والفيلم الأمريكي “الإنجيل” والفيلم الهندي “المقامر الكبير”.
رغم رحيله في الساعات الأولى من صباح اليوم نتيجة تعرضه لأزمة صحية، بعد رحلة عطاء طويلة امتدت لأكثر من 60 عاماً وتاريخه الحافل وإسهاماته الكثيرة في عالم الإنتاج لأكثر من 100 عمل فني، ستخلد اسمه لأجيال وأجيال فلا يمكن أن ينسى أحد ما قدمه في السينما والمسرح والتليفزيون.