«من أجل سما».. وثائقي يسلط الضوء على معاناة اللاجئين السوريين
الوكالات ـ «سينماتوغراف»
الحرب الأهلية التي تعيشها سوريا من عام 2011 انعكست على جوانب الحياة كافةً، بما في ذلك الثقافية منها.
الإنتاجات الفنية والأدبية والثقافية لم تكن بعيدةً عن ذلك، فقد تم إنتاج عشرات الأعمال المتنوعة من حيث النوع والشكل والمدة الزمنية وطريقة المعالجة، ضمن محاولات نقل المعاناة التي يعيشها السوريون منذ أعوام.
«من أجل سما» هو أحد هذه الإنتاجات السورية التي تحكي المأساة الإنسانية السورية في إطار فيلم وثائقي، وهو من إخراج الصحافية والمخرجة والناشطة السورية وعد الخطيب، وقد شاركت به في عدة مهرجانات سينمائية.
ومؤخراً، حلّ الفيلم ضيفاً على أسبوع السينما في تركيا.
الفيلم يروي آثار الحرب من وجهة نظر امرأة سورية، ويتناول معاناة وعد الخطيب التي كانت شاهدة على ثورة مدينة حلب السورية، وهي تقصّ ما عاشته لابنتها الصغيرة.
وأعربت عن سعادتها لعرض فيلمها الوثائقي في تركيا، وعن ردود الفعل تجاهه.
وحكت كيف أنها عاشت طوال 5 سنوات في إحدى المستشفيات تحت القصف في رفقة زوجها وابنتها.
ووفقاً لها، شهد آلاف الأشخاص وقتها العديد من الفظائع، مثل الحصار والقصف والهجوم الكيميائي وتفجير المدارس، على يد النظام السوري وداعميه روسيا وإيران و»حزب الله» اللبناني.
وتابعت الخطيب «المشكلة لم تكن بسبب الثورة السورية عام 2011 بل تتمثل في كيف كان نظام الأسد يعيد تشكيل البلاد، وفي الفساد والظلم والاختفاء القسري واعتقالات المواطنين لعدة سنوات، وفوق كل ذلك لم نكن نتمتع بالحرية والاحترام في بلدنا».
وذكرت أن «السوريين تدفقوا إلى الشوارع والميادين عقب اندلاع الثورة طلباً للحرية ولمستقبل أفضل لهم ولأبنائهم وتعرّضوا للضرب والسجن والقصف والقتل، وبعد مدة لم يعودوا قادرون على تحمّل ذلك فاضطر الكثيرون لترك وطنهم والهرب إلى أماكن أخرى حفاظاً على حياتهم وحياة أبنائهم».
لكن فصلاً جديداً من المعاناة بدأ مع اللجوء، حيث لم يكن طريق الهجرة مُعبّداً أمام الهاربين من خطر الموت والأوضاع الاقتصادية والإنسانية الصعبة.
وفي هذا المجال، لفتت الخطيب إلى أن السوريين بعد أن اضطروا إلى اللجوء إلى بلدان أخرى وبدء حياة جديدة، بدأوا يواجهون العديد من المشاكل والأزمات، أبرزها العنصرية.
وتشدد أن «أزمة اللاجئين هي نتيجة ومحصلة لكلّ ما يحدث في سوريا، المشكلة هي ما فعله نظام الأسد في سوريا والجرائم التي ارتكبها بحق الشعب السوري».
وأوضحت الخطيب أنها عقب اضطرارها للخروج من حلب، اعتقدت أنه لا يوجد أمل في أي مكان، وأنها عاجزة عن فعل أي شيء.
وتضيف أنها حاولت بعد ذلك تصوير الفيلم.
ورغم أن الفيلم أنتج عام 2019 إلا أنه يزال يُعرض في العديد من البلدان حول العالم، ناقلاً مأساة التجربة السورية باللجوء القسري إلى مختلف الشعوب والبلدان.