كارلوس ساورا.. سينما تنبض بالحياة في «الإسكندرية السينمائي»
القاهرة ـ «سينماتوغراف»
قررت إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط برئاسة الناقد السينمائي الأمير أباظة الاحتفاء بالمخرج الكبير كارلوس ساورا خلال فعاليات الدورة الـ 38 التي تقام في الفترة من 5 إلى 10 أكتوبر المقبل، وتحمل اسم النجم الكبير محمود حميدة .
يشار إلى أن كارلوس ساورا هو مخرج وروائي ومصور فوتوغرافي، وواحد من أهم المخرجين الإسبان الذين شكلوا التاريخ السينمائي لتلك البلاد، وصاحب تاريخ فني امتد لأكثر من خمسين عامًا حافلة بالأعمال التي اكتسبت مكانتها العالمية وحازت على الجوائز الهامة بفضل رؤيته وأسلوبه السينمائي المميز.
ولد ساورا في عام 1932 لأسرة تهتم بالفن وتربية أبنائها على الأفكار الليبرالية، وحظي بطفولة صخبت بذكريات الحرب الأهلية الإسبانية، التي ترسخت صورها في ذاكرته وتجلى تأثره بأحداثها في بعض أفلامه. بدأ حياته مصور فوتوغرافي لكنه سرعان ما اتجه إلى السينما بناء على نصيحة أخيه الأكبر الفنان التشكيلي أنتونيو ساورا.
كان أول أعماله الفيلم التسجيلي (كوينكا) عام 1958، ثم تلاه بفيلم (لوس جولفوس) الذي شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان، ويبدو فيه تأثره بالواقعية الجديدة الإيطالية.. وجاءت إنطلاقته العالمية مع ثالث أعماله الروائية الطويلة (لا كازا – 1965)، الذي يحلل فيه الأضرار التي لحقت بإسبانيا جراء الحرب الأهلية، وحقق الفيلم نجاح ساحقًا وحاز على عدة جوائز من بينها جائزة أفضل مخرج من مهرجان برلين السينمائي الدولي.
وخلال فترة حكم فرانكو استطاع ساورا تمرير وجهة نظره الناقدة للأوضاع السياسية والاجتماعية في بلاده من خلال ميله لاستخدام الرمز، وخاض معارك كثيرة مع الرقابة بسبب منع بعض سيناريوهاته وتعطيل السماح بعرض أفلامه التي تنتقد العنف الإنساني والفساد السياسي، إلى جانب أفلامه ذات الموضوعات الاجتماعية، اهتم ساورا بإبراز ولعه بالموسيقى والرقص الإسباني التقليدي في أعماله، ففي عام 2016 أخرج الفيلم التسجيلي الموسيقي (لا جوتا) أو ما وراء الفلامينكو الذي يحتفي برقصة جوتا التقليدية.. وقبل هذا الفيلم صنع ساورا ثلاثة أفلام عن الموسيقى والرقص الإسباني، أُطلق عليها ثلاثية الفلامينكو والتي حققت نجاحًا جماهيريًا ونقديًا لافتًا، بدأها بفيلم (عرس الدم) المستوحى من مسرحية لوركا الشهيرة عام 1981، ثم تلاه بفيلم (كارمن – 1983) الذي فاز بجائزة أفضل إسهام فني من مهرجان كان، وجائزة بافتا لأفضل فيلم أجنبي. وختم الثلاثية بفيلم (الحب المسحور – 1986).
وفي إطار احتفاءه وتكريمه للمخرج الإسباني كارلوس ساورا، يعرض مهرجان الإسكندرية لدول البحر المتوسط ثلاثة من أهم أفلامه هي:
“مُربي الغربان” إنتاج 1975، وتدور أحداثه حول آنا الحزينة المفتونة بالموت بعد أن شهدت موت والدتها المؤلم وموت والدها في الفراش. وتنشأ مع أختيها في بيت عمتها الصارمة، ويحاولن معًا التألقم على الواقع الجديد. حاز الفيلم على عدة جوائز من بينها جائزة لجنة التحكيم الكبرى من مهرجان كان 1976.
كما يعرض فيلم إليسا حياتي إنتاج 1977، ويروي الفيلم حكاية إليسا التي لم ترى والدها منذ 9 سنوات، في خضم اكتشافها لخيانة زوجها تتلقى برقية من اختها إيزابيل تخبرها بمرض أبيها وسفره إلى ريف مدريد. تقرر إليسا السفر والبقاء مع والدها، وحينها تصير علاقتهما أكثر عمقًا ما يساعدها على اتخاذ قرارات جديدة بشأن حياتها.
ورشح الفيلم للسعفة الذهبية وحصل بطله، فيرناندو ري على جائزة أفضل ممثل من مهرجان كان.
كما تعرض فيلم “آه كارميلا” أنتاج 1990، وتدور أحداثة أثناء الحرب الأهلية الإسبانية، حيث تقوم فرقة كوميدية بالترفيه عن الجنود الجمهوريين. يقودهم القدر إلى منطقة المتمردين، يتم القبض عليهم ويحصلون على عرض من ضابط فاشي محب للمسرح أن يقوموا بتقديم عرض هزلي لجنوده مقابل حريتهم.
وآخر الأفلام التي سيتم عرضها فيلم “ساورا” إنتاج 2017، وهو فيلم تسجيلي، يحاول من خلاله المخرج فيليكس بيسكاريت تقديم بورتريه سينمائي لساورا، محاولًا إبراز الجانب الحميمي والإنساني من خلال حوارات المخرج الكبير مع أبناءه السبعة، لكن ساورا لا يريد الحديث عن الماضي.