«أجيال السينمائي 2022».. أفلام تبحث عن الهوية وتدهور البيئة
الدوحة ـ «سينماتوغراف»
في اليوم الأول من عروض أفلام الحكام في الدورة العاشرة والخاصة من مهرجان أجيال السينمائي 2022، التي بدأت أمس، طرح حكّام أجيال الصغار والشباب العديد من الأسئلة على صنّاع الأفلام تتعلق بعملية صناعة الأفلام ومصادر إلهام المخرجين، وكانت الهوية والبيئة مدار هذا النقاش.
وبعد مشاهدة الحكام الصغار في فئة 8 إلى 12 عاماً لفيلم “أميرة التنين” (فرنسا/ 2021)، طرح المشاركون أسئلة حول السرد القصصي للأفلام، وأجاب مخرج الفيلم جان جاك دنيس موضحاً أنّ أركان القصة تمثل قصيدة عن الطفولة، حيث بنيت الشخصيات حول البطلة الرئيسية وهي الشابة التي أشرف التنين على نشأتها.
ويدور الفيلم حول بريستل التي تنطلق في رحلة لاكتشاف عالم البشر، فتكتشف سريعاً نفاق المجتمع المخملي وتدخل في صراعات عديدة.
وأشار دنيس إلى أن “الفيلم يدور حول أفراد يحاولون إيجاد مكانهم في الحياة دون المساومة على أفكارهم في عالم يتوقع منهم أن يكونوا على غير حقيقتهم”.
وقال إن الفيلم احتفال بالعمل الجماعي، وإنّ شعاره الخاص هو المضي قدماً في كل مشروع، منذ أن بدأ مسيرته المهنية كفنان للوحات القصص. وقال: “أردتُ أن أصنع فيلماً بسيطاً، ليس فيلماً تبسيطياً، يتضمن رسالة قوية للشباب”.
وشاهد الحكام من فئة 13–17 عاماً الفيلم الوثائقي “المنطقة” (البرازيل، الدّنمارك، الولايات المتّحدة الأميركية/2022) للمخرج أليكس بريتز، الذي يستعرض المعركة الحيويّة والملهمة لشعب أورو-أو-واو-واو الأصليّ البرازيليّ، الذي وقف للدفاع عن أرضه بوجه المزارعين غير الأصليّين، العازمين على سلبه أرضه بالقوّة واستعماره قسراً.
وتلا العرض مناقشات للحكام الذين طرحوا أسئلة مهمة منها دور الفن والسينما في صنع التغيير الإيجابي.
ووفق الفيلم الوثائقي، أقرّ الشباب بقدرة الفن على التأثير، لكنهم في الوقت نفسه لفتوا إلى أنه لا يقود بالضرورة إلى النتائج المرجوة. وأكدوا على الدور الذي يمكن أن يلعبه الجيل الشاب في دفع عملية التغيير، خصوصاً وأنهم أصبحوا أكثر إدراكاً لموضوع تدهور البيئة وتأثيره على المجتمعات الفقيرة.
وناقش الحكام مدى وجوب تضمين المخرج الوثائقي لآرائه الشخصية في التعامل مع الأحداث التي يصورها، واتفقوا على أنّ صناع الأفلام الوثائقية ليس لديهم القدرة دائماً على التأثير أو تغيير الواقع. فيلم “المنطقة”، وفق آراء الحكام، عمل آسر ومشوق فتح أعينهم على قضية تدمير غابات الأمازون.
كما تطرّق الشباب إلى تأثير الأفلام الوثائقية ودور المخرجين في نقل الواقع الحقيقي كما هو أو تبني إبداعهم الخاص لسرد القصة. واستنتجوا أن قوة وتأثير الأفلام الوثائقية ينبعان من المشاعر الحقيقية التي تجسدها، مرددين ملاحظات فيرنر هيرزوغ الذي تعد أفلامه الوثائقية أفلاماً روائية مموهة، وأن المهم فيها هو إظهار الحقيقة الإنسانية وقوة الحقائق، مرددين مقولته: “نحن لسنا ذباباً على الجدار، ويجب أن نفصل بين الأفلام الوثائقية وبين الصحافة الاستقصائية المجردة”.
يعرض مهرجان أجيال السينمائي على مدار ثمانية أيام برنامجاً من الأفلام حول العالم بمشاركة أكثر من 600 حكم من 50 بلداً. يشارك الحكام أيضاً في جلسات أجيال الحوارية ولقاءات أجيال وكذلك في مناقشات حول السينما ونقد للأفلام التي يشاهدونها.