فيلم emancipation صورة تعبر عن توحش العنصرية في أميركا
«سينماتوغراف» ـ متابعات
يتحدث فيلم الحركة والإثارة “emancipation“.. ويعني باللغة العربية “التحرير”، عن نضال العبيد ضد توحش الغرب، حيث يرصد قصة “بيتر” العبد الذي يسعى إلى التحرر بالهرب من صيادين متوحشين يسعون وراءه لإعادته إلى مخيم عسكري حيث كان يعمل في أسوأ ظروف للعيش.
على مر السنين، تعددت الأفلام التي نقلت أو تطرقت إلى قضية العبودية قديمًا في الولايات المتحدة الأمريكية والقارة الأوروبية.
وتنوعت كذلك من حيث الأفكار والبناء الدرامي والرسائل التي يحملها الفيلم للمشاهدين، فيما باتت الجماهير أكثر وعيًا من ذي قبل لتاريخ الاستعباد الأجنبي للإفريقيين أو لأصحاب البشرة السمراء.
وغابت القضية الأساسية عن صنّاع فيلم “emancipation”، حيث يُظهر السيناريو الوحشية بحق العبيد، طوال عقود، كصورة رمزية للتعبير عن الأوضاع المعيشية للعبيد في الولايات المتحدة الأمريكية.
وبقيت المشاهد القاسية والعنف والدموية، التي مثلت صورة الأمريكيين في الفيلم، هي المسار الدرامي القديم الذي كُتبت وفقه سيناريوهات الأفلام المماثلة.
وتجاوز صنّاع الأفلام هذه الصياغة بأعمالهم في وقتنا المعاصر، إذ يبحث المشاهدون عن حبكة درامية لها أثر قوي يتجاوز مشاهد الإثارة والحماسة.
افتقد فيلم “التحرير” للكثير من العاطفة وتحريك مشاعر المشاهدين في سرد قصة الحداد “بيتر”، المملوك لضابط برتبة نقيب، والذي بيع وأُرسل لبناء السكك الحديدة من أجل إيصال الإمدادات العسكرية، في ظل حرب أبراهام لينكولن.
وعلى الرغم من محاولة صنّاع الفيلم إثارة الجمهور عن طريق مشاهد دموية، تمثلت برحلة “بيتر” عبر مستنقعات لويزيانا القاسية المحفوفة بمخاطر الموت، فإنه ظهر بصورة مستهلَكة لم ترضِ جزءًا من متذوقي السينما، لكنه، وعلى الرغم من هذا، فقد صُنّف على أنه من الأفلام الأكثر مشاهدة.
يركّز الفيلم على سرد الأحداث، ومحاولة هروب “بيتر”، المسيحي المؤمن، من المعسكر عبر المستنقع، رغم المخاطر التي يواجهها، ورغم صعوبة الطريق، ولحاق ثلاثة صيادين أمريكيين للإمساك به.
الأبيض والأسود، وهما اللونان اللذان بدأ وانتهى الفيلم عليهما، تركا تأثيرًا في أثناء سرد أحداثه.
وأظهر “التحرير” التعصب للقانون الأمريكي في إعادة الرقيق لمالكيهم بعد هروبهم، وأن للمالكين الحق في الإبقاء على حياة العبيد وإنهائها، دون محاسبة.
مثّل دور الحداد “بيتر” النجم الأمريكي ويلارد كارول سميث جونيور، المعروف بـ”ويل سميث”.
ولعب ويل دور “بيتر” ليس كعبد هارب من مالكه، بل ركّز الفيلم أيضًا على إظهاره كبطل ورمز للمقاومة والتحرر، ومنحه الدور شخصية باهرة، وكأنه يخبر الجمهور أن نهاية الطريق تبدأ بالعزيمة والإصرار.
وتعد شخصية “بيتر” من رموز محاربة تجارة الرق والاستعباد، فهي قصة حقيقية وقعت أحداثها أواسط القرن الـ19.
أخرج الفيلم أنطونيو فوكوا، وكتب قصته بيل كوليج، فيما بلغت تكلفته 130 مليون دولار، وهو رقم متوسط قياسًا بتكاليف أفلام هوليوود.