استوديو الأهرام .. النيران تلتهم 80 عاماً من الفن
القاهرة ـ «سينماتوغراف»
الحريق الهائل الذي التهم استوديو الأهرام بالجيزة جنوب العاصمة المصرية القاهرة، قبل ساعات من فجر اليوم السبت، لم يكن مجرد حريق مثل أي حريق آخر، لأنه حريق التهم 80 عاماً من الفن والإبداع المصري والعربي.
بلاتوهات استوديو الأهرام أهدت للشاشات العربية أروع الأفلام وأهم المسلسلات في تاريخ الفن العربي، وأبدع بداخله نجوم عظماء من كل الأجيال يعشقهم الجمهور العربي من المحيط إلى الخليج.
ويعد استوديو الأهرام أحد أعرق وأشهر استوديوهات التصوير السينمائي والدرامي في مصر والشرق الأوسط، وتم تأسيسه على يد اليونانيين أفابخلوس أفراموسيس وباريس بيلفيس، في عام 1944 أي قبل ثمانين عاماً من الآن، خلال الحرب العالمية الثانية، على مساحة قدرها 27 ألف متر مربع، شملت 3 “بلاتوهات”، وصالة عرض، وموقع للدوبلاج، ومعمل للتحميض والطبع، فيما صنعت جميع معداته السينمائية من آلات تصوير وعرض وتحميض وإضاءة وصوت في مصر.
واحتضنت بلاتوهات استوديو الأهرام تصوير الكثير من الأعمال السينمائية والدرامية، حيث تم بداخله تصوير ما يزيد عن 500 عمل سينمائي ودرامي.
ومن أبرز الأعمال التي تم تصويرها باستوديو الأهرام أفلام: ابن حميدو، حياة أو موت، والهاربة، ومسلسلات درامية: أرابيسك، حضرة المتهم أبي، الملك فاروق، وحديث الصباح والمساء، وغيرها من الأعمال الشهيرة في تاريخ الفن العربي.
وكان قد اندلع حريق هائل في استديو الأهرام بمحافظة الجيزة جنوب العاصمة المصرية القاهرة، قبل ساعات من فجر اليوم السبت، بدأ بنشوب حريق في موقع تصوير مسلسل “المعلم” للفنان مصطفى شعبان.
وامتد الحريق إلى ثلاث بنايات مجاورة، وأتى على مساحات خضراء محيطة بالاستديو، فيما هرعت قوات الحماية المدنية بمحافظة الجيزة إلى موقع الحادث في محاولة للسيطرة على الحريق ومنعه من الوصول للمزيد من العقارات، مع الدفع بعدد عربات الإطفاء والإسعاف.
وتوجهت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة المصرية، صباح اليوم، إلى موقع حريق ستوديو الأهرام، في حي العمرانية، للوقوف على حجم الخسائر والأضرار التي لحقت بالموقع جراء الحريق الذي نشب فجر اليوم بديكور الحارة الشعبية.
واطمأنت وزيرة الثقافة على سلامة كافة العاملين بالاستديو، كما تفقدت مباني استوديو الأهرام والبلاتوهات الملحقة به.
وأوضحت “الكيلاني” أن الحريق اندلع في ديكور “الحارة الشعبية” الذي يتم تصوير أحد الأعمال الرمضانية به حاليًا، ونجحت جهود رجال الحماية المدنية في السيطرة عليه.
وأكدت وزيرة الثقافة، أن ديكورات “الحارة” التي شبت بها النيران، كانت منشأة في أرض تبعد عن البلاتوهات والاستديوهات والمباني الرئيسية والتاريخية لاستوديو الأهرام، والذي لم يصبه الأذى.
كما أكدت الدكتورة نيفين الكيلاني، أن الوزارة في انتظار نتائج التحقيقات التي تُجريها النيابة العامة، وتقرير المعمل الجنائي للوقوف على أسباب اندلاع الحريق.
وتصدر حريق استوديو الأهرام الترند على موقع التواصل الاجتماعي إكس (تويتر سابقاً) في مصر، من خلال هاشتاج #حريق_هائل أطلقه مغردون مصريون تفاعلاً مع الحريق المروع لأشهر استوديو سينمائي في مصر.