Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أهم العناوينسينماسينما مصرية

كمال رمزي.. 74 شمعة في محراب سحر السينما

لا شيء يسحره  في هذا العالم مثلما تسحره السينما، ولا متعة يشعر بها مثل متعته وهو يشاهد فيلما، ثم يصر على أن يشاركه تلك المتعة كل الناس، فيكتب لهم، يشرح ويحلل كل لقطة وكل جملة حوار بأسلوب لاينافسه فيه أحد، وتزداد سعادته حين يجد صدى كتابته عند قارئ مهتم أو عاشق مثله لتلك الشاشة الساحرة.

هو صاحب الذاكرة المليئة بالمشاهد، واللقطات، والحوارات، والألوان، ووجوه الممثلين، هذه العناصر السينمائية التي استقرت في وجدانه، فكلما انطفأ ضوء في صالة عرض، راح يبحث في تلك العتمة الباهرة عن وهج الإبداع الذي يغزله عباقرة الفن السابع.

كمال رمزى، اسم كبير تفخر به السينما المصرية والعربية، وتاريخ سينمائى ممتد من آلاف المقالات التى سطرها فى حب السينما، وعشرات الكتب التى صارت مرجعا لكل دارسى الفن السابع، ومهرجانات عربية ومصرية ودولية شهدها وشارك فى تأسيسها، منذ تعلق فى فترة مبكرة بتلك الشاشة الفضية، فمنحها عمره، واليوم تحتفى «سينماتوغراف» بعيد ميلاد ناقدها الكبير الـ74 ، الذى تحمس لها منذ كانت مجرد فكرة،  وأضاء لها بكتاباته النقدية عوالم مبهرة وأضاف لها الكثير من أفكاره المهمة.

كمال رمزى هو أحد النقاد الكبار الذين كرسوا جهودهم لإبراز التجارب السينمائية المتميزة والجادة، ومحاربة تلك الأفلام التي يصفها بـ(السخيفة) عبر نقده الذي لا يعرف أي نوع من المجاملة.

ويستحق كمال رمزى بجدارة لقب «شيخ النقاد السينمائيين» فهو صاحب رصيد كبير من الكتب والمقالات السينمائية والأبحاث التي شارك بها في العديد من لجان تحكيم المهرجانات الدولية، ولذلك فهو بحق ناقد يملك الرؤية والخبرة معاً.

تتميز مسيرة رمزي النقدية بالتحرر من سطوة ونفوذ مؤسسات وصناع السينما، ونزاهته في الحكم على الأفلام والأعمال السينمائية قادته لأن يكون ودودا ودافئا في علاقته مع صناعها حيث لا يتصيد أخطاء بقدر ما يشير إلى ايجابيات ومواقف ويتعرض للسلبيات وفق منظوره ومنهجيته النقدية برقة وألفة تبغي الاشارة للخطأ بعيدا عن أساليب الهجوم والصراخ والإيذاء اللفظي أو المعنوي.

ويعترف كمال رمزي بأن لكل ناقد طريقته أو منهجه، وبالنسبة له يترك نفسه مع الفيلم، فإذا أحبه بحث عن الأسباب المنطقية التي جعلت هذا العمل يرضيه، وإذا وجد انه أزعجه بحث كذلك عن الأسباب التي أدت الى ذلك، هل السبب في السيناريو، أم في الإخراج، أم التصوير، أم التمثيل؟!.

وعما إذا كان غضب البعض بسبب مقالاته، قال كمال رمزي : نعم هناك مخرجون تضايقوا مني بسبب نقدي لهم، وقد انتقدت أحد أفلام المخرج خيري بشارة، وفوجئت به يسلم علي ببرود، وواجهته وقتها بأنه يجب ألا يتضايق من قولي لرأيي بصراحة، ولكنه كان منزعجاً جداً.

لامست مقالات رمزي المولود عام 1944 وخريج المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1968 موضوعات جريئة تتعلق بنتاجات السينما المصرية الجديدة وتيارات السينما العربية التي تقدمها كل من الأفلام السورية والتونسية والجزائرية والمغربية واللبنانية والفلسطينية والبلدان الإفريقية معرفا بسماتها الإبداعية الجمالية والفكرية.

وقد تناولت كتاباته التي نشرت بالعديد من الصحف والمجلات المصرية والعربية ونشرة نادي سينما القاهرة قضايا ساخنة في فضاءات الفن السابع الرحبة مثل البحث عن صيغة للتمويل والإنتاج المشترك والبحث عن أسواق جديدة للفيلم العربي وخطوات التكامل السينمائي بين مخرجي البلدان العربية والتنسيق بين المهرجانات مثلما يعرف المتلقي بأفضل الأفلام العربية وهي تطرح مسائل شائكة مثل إظهار لحظات الكبرياء وصورة المرأة العربية على شاشة إلى جانب تغطيته اللافتة لفعاليات الكثير من المهرجانات السينمائية العربية والعالمية.

 ويؤمن كمال رمزي بقدرات الأجيال الجديدة من صناع السينما العربية الشباب على تحقيق منجزات إبداعية تنهض بالفيلم العربي وتثريه استنادا إلى رؤى وأساليب وتجارب مبتكرة من القصص والحكايات التي تعصف بالحياة اليومية في أكثر من مجتمع وثقافة إنسانية.

وبعد سنوات من عشق السينما، يبوح الناقد الكبير كمال رمزي، بأنه لم يندم يوما على مقال كتبه، حيث يؤكد قائلا: أسعى باستمرار لأكون صادقاً مع نفسي، وخصوصاً أنني لا أنتمي إلى مؤسسة معينة، وقد صدق الناقد مارسيل مارتن حين قال: «على الناقد السينمائي أن يسكن بعيداً عن المدينة، وألا يحضر حفلات النجوم، ويذهب لمشاهدة الفيلم مع الناس وليس بدعوة العرض الخاص، وذلك حتى لا يضطر للمجاملة، فيحسب عليه أنه كذب، في حين أنه كان يجامل من باب الواجب»، درس مهم يعلمنا إياه أستاذنا القدير، وهو يتعامل بعين الناقد، كيف يكون محترما، لأنه ليس من الضروري كما يقول أن يكون محبوبا، ورغم ذلك كان ولا يزال كمال رمزي ـ أطال الله في عمره ـ ناقدا محترما ومحبوبا.                                                          «سينماتوغراف»  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى