أفلام قصيرةالمهرجاناتالمهرجانات العربيةمهرجان القاهرةمهرجانات
أخر أيام برنامج سينما الغد الدولي
أخر أيام برنامج “سينما الغد الدولي”
حب، قتل، حرب، وأمل بمهرجان القاهرة السينمائي 36
“سينماتوغراف” ـ رشا حسني
اختتم أمس برنامج “سينما الغد الدولي” عروضه للأفلام القصيرة لليوم السادس والأخير على هامش فعاليات مهرجان القاهرة الدولي الـ 36 حيث عرضت ستة أفلام قصيرة وهى كالتالى :
1- الملعقة” The Spoon” للمخرج الصربي ملادن مينيتش، وتدور أحداثه حول الجندي ستانكو والذي يبلغ من العمر 60 عاما و يتم تكليفه بإحضار الحليب للجنود وإرسال جندي شاب معه يدعي زوكا لمساعدته ولضمان أن ستانكو لن يشرب من الحليب في الطريق. لم يحب ستانكو فكرة مرافقة زوكا له وبعد مسافة طويلة من السير يشعر كلاهما بالإرهاق الشديد حتي يتوفي الجندي الشاب.
وقد عبر المخرج عن فكرة الحرب والقهر الناتج عنها وعن فكرة الملل في الحياة والتمسك والارتباط بها من خلال رمزيته لعنصر اللبن فهو العنصر الأولي والذى يعتمد عليه أي إنسان للنمو والحياة وهو ما أراد أن يعكسه علي الجنود المحاربين.
2- المدرسة القديمة “Old School” للمخرج الألماني أيلكر تشاتاك، مدة الفيلم قصيرة جداً لا تتعدي 6 دقائق ولكنه يعد من أجمل الأفلام التي عرضت حتي الآن لبساطة فكرته ولحُسن تنفيذها، وتدور أحداثه حول توماس الذي يعمل نشالاً محترفاً يقابل فتاة ويُعجب بها ولكن هذا الإعجاب لا يمنعه من نشلها هي الأخرى.
الفيلم صامت ويخلو من أى حوار بين الشخصيات ولكنه يعتمد علي التعبير بالنظرات وهو ما أعطي للفيلم أهميته وخصوصيته إلي جانب المجهود الواضح جداً في أداء الممثل الذي يقوم بدور النشال والذي أتقن أداء الدور بشكل كبير، وبدا ذلك من خلال لقطات لا تتعد الثواني علي الشاشة منها اللقطات التي كان يستخدم فيها يديه للنشل وحركات أصابعه والتي جاءت متقنة للغاية.
3- التماثيل “Statues” للمخرج المكسيكي روبرتو فيسكو، وتدور أحداث الفيلم من خلال رحلة سيدة تصطحب معها إبنها لمقابلة المحافظ المسؤول عن تلك البلدة بعد أن حملها العديد من أهالي قريتها النائية الصغيرة خطابات توصلها للمحافظ، وبالفعل تصل السيدة عند التمثال المقرر إقامة مؤتمر المحافظ عنده لتجد أن كل شئ قد إنقضي وتتبدد آمالها الشخصية وآمال أهل قريتها في إيجاد نافذة لعرض أبسط حقوقهم في حياة كريمة.
كثف المخرج كل مطالب السيدة والبلدة عموماً من خلال الكلمة أو النشيد الذي قامت الأم بتحفيظه لطفلها كي يقوله أمام المسؤول دون الإغراق في المشاهد الخطابية.
4- الصبية “The Boys” للمخرج البولندي باول أوروات، وتدور أحداثه من خلال قصة ولدين يخططان لإرتكاب جريمة قتل أبعادها غامضة لرجل غير سوي نفسياً هو الأخر.
الفيلم يلقي الضوء بشكل واضح علي الجانب الشرير أو الشيطاني بداخل كل إنسان وكيف أنه من السهل السير خلفه أو كبت جماحه وأي هذين الخيارين أصعب وأيهما أسهل.
الفيلم ينتمي لنوعية الدراما النفسية القاتمة وعبر المخرج عن ذلك بصرياً وبشكل واضح باستخدام عنصر الإضاءة وساعده في ذلك بالطبع مدير تصوير الفيلم. فكثير من اللقطات خاصة التي تركز علي الولد أو الصبي الأكبر تنير فقط عيناه مع لقطات قرر المخرج أن تكون طويلة بعض الشئ يجعل المشاهد يشعر وكأنه يخترق ويري أعماق هذا الصبي العدواني من خلال عيناه فقط.
5- محافظة “Province” للمخرج المجري جيورجي مور كارباتي وتدور أحداث الفيلم حول عامل توصيل المشترىات أوتو الذي تتعطل سيارته أثناء ذهابه لتوصيل بعض المشترىات ليقضي يوماً من أغرب أيام حياته، يتميز الفيلم بوجود بُعد نفسي عند كثير من الناس وهو عدم الرضا عن جزء من الحياة التي نحياها أو حتي الحياة كلها والرغبة في تغييرها سواء كانت هذه الرغبة مُعلنة أو مكبوتة بداخلنا، ففي أول مشاهد الفيلم نجد أوتو مستلقياً داخل العربة يرسم رسومات علي ورقة بيضاء مما يوحى للمشاهد أن هذا الشخص غير مكترث بما يفعل حتي حينما جاء مديره فلم يعره إهتماما، ولكن تتغير نظراته وتعبيراته حينما يجد الشئ الباعث علي الإهتمام وهو مجال الحفريات، فنجد حتي نظرات عينيه تجاه ما يفعله قد إختلفت نتيجة لاكتسابه حق الإختيار حتي وإن كان ليوم واحد وللمرة الأولي والأخيرة.
6- التوازن “Balance” للمخرج البرتغالي روي فالكاو، وتدور أحداث الفيلم حول بار أو ملهي ليلي مخصص للزبائن البدناء بعض الشئ، يتردد عليه شاب بدين يبحث عن فتاة تقاربه فى الحجم، يعبر الفيلم من دون حوار عن حق الإنسان في العيش وفقاً لظروفه التي ربما لم يكن له فيها إختيار وقد عبرت الموسيقي التصويرية بصدق عن أزمة بطل الفيلم فقد جاءت بديلا عن الحوار أو التعليق الصوتي Voice Overبشكل يتفق تماماً مع كل حدث من أحداث الفيلم.