Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
المهرجاناتالمهرجانات العربيةسينمانامراجعات فيلميةمهرجان القاهرةمهرجاناتنقد

طفل لا أحد.. والتأثر بطفل تريفو المتوحش

يشارك في أسبوع النقاد بـ”القاهرة السينمائي”
“طفل لا أحد” .. والتأثر بطفل تريفو المتوحش
“سينماتوغراف” ـ رشا حسني
 
الطفل البري.. تيمة سينمائية غريبة ولكنها ليست جديدة فقد ناقشها المخرج فرانسوا تريفو من قبل من خلال فيلم الطفل المتوحش عن قصة حقيقية. وعلي قدر ما تشابه الموضوعين علي قدر ما اختلفت طريقة التناول، فلقد تناول تريفو فيلمه محافظاً علي قدر كبير من المساحة بين الفيلم وبين الطفل أما المخرج الصريبي فوك رشوموفيتش “Vuk Rsumovic” فقد تناول فيلمه “طفل لا أحد” المشارك في أسبوع النقاد بمهرجان القاهرة السينمائي 36 من وجهة نظر الطفل ومن خلال نظرته لهذا العالم وكيفية التعامل معه.
 
ظل المخرج وهو نفسه الكاتب يطور فكرته عن القصة الواقعية ويعمل جاهداً لإخراج عمله للنور علي مدار سبع سنوات كاملة نظراً لتخوفه الشديد من الفكرة ورغبته في إخراجها علي أكمل وجه ولكنه إتخذ قراراً بأن ما يعلمه يعلمه وما لا يعلمه من الممكن تخيله.
 
يطرح المخرج من خلال الفيلم العديد من التساؤلات ولكن الأجمل منها هو صداها علي المشاهد، فكل من يشاهد الفيلم يجد نفسه أمام معضلة فهم وإدراك ما وراء القصة فمنذ الدقائق الأولي للفيلم يمكن أن تستشف القصة وتقف علي أبعادها ولكن ما لا يمكنك معرفته والذي يجب أن تبحث له عن إجابة داخلك أولاً هو ما وراء تلك القصة عن الطبيعة الآدمية ومعناها وهل هي مهارة مُكتسبة أم سلوك يُمكن اكتسابه، وفي المقابل ما هي الوحشية والعدوانية وهل يمكن التخلي عنها بمزيد من الإرادة والرغبة.
 
أسهب المخرج في مشاهد الفيلم الأولي في رصد حالة الطفل من خلال حركاته ومراقبة سلوكه وتصرفاته غير الأدمية وذلك بقصد ربط المشاهد بشكل مقصود بالطفل ومعايشته لحالته وإلمامه بكل تفاصيلها كي يتطور لا شعوريا مع تطور حالة الطفل خلال مراحلها المتقدمة، فهذا البناء الأولي سيؤدي بالضرورة لتكثيف مشاعر المشاهد تجاه الطفل سواء كانت سلبية أو إيجابية.
 
 
ينتقل المخرج عبر مراحل فيلمه المتعددة ما بين معني وأخر ، الآدمية والوحشية الحب والكره الخير والشر، وصولاً إلي أن كل البشر يُخلقون بكل الصفات ولكن ما يُحدد للإنسان وجهته في الحياة هي إختياراته، فالحب إختيار، والكره إختيار، والحرب إختيار كما أن السلام إختيار.
 
من اللافت للنظر أن هذا الفيلم هو التجربة الأولي لمخرجه الذي قرر إخراجه بشكل اضطراري لظروف إنتاجية، فالمستوي الذي ظهر عليه الفيلم لا يُنبأ أبداً بأن تلك التجربة هي الأولي لصانعها. إهتمام المخرج بالتفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة منذ مرحلة الكتابة وحتى التصوير أعطي للفيلم أبعاداً متعدده. فقد قسم  سيناريو الفيلم إلي عدة مراحل مرحلة برية الطفل ثم مرحلة إعادة تأهيله ثم عودته وفقدانه لهويته الأولي والثانية.
 
استخدم المخرج عنصر التكوين السينمائي كأحد أهم العناصر الفنية بالفيلم من خلال جعل الطفل دائماً في كادرات عامة وواسعة في البداية لتأصيل فكرة الوحدة والتوحد وتصوير الطفل بجانب حوائط شاهقة الإرتفاع أو من وراء أسوار حديدية للدلالة علي أن الطفل مسجون داخلياُ وخارجياً.
 
ينتهي العمل بنهاية مفتوحة يترك فيها المخرج للمشاهد حرية إختيار أو بمعني أدق تخيل النهاية التي تتفق مع ما وصله من الفيلم، فينتهي الفيلم حينما يخلع الطفل بوتشيكا حذائه ليستلق علي الأرض وينظر أمامه نظرة طويلة للذئب الذي يقف أمامه ليضع المشاهد بين نهايتين هل سينجو بوتشيكا ويستعيد ما تعلمه وأنجزه في تاريخه القصير مع الحياة الآدمية، أم سيعود لما كان عليه في بادئ الأمر من البرية والتوحش؟. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى