Boyhood.. عندما ترصد الكاميرا 12 عاماً
خاص ـ «سينماتوغراف»
(Boyhood أو صبا) عمل سينمائي تجلت فيه العظمة رغم بساطته، تميّز بالسردية المطلقة والمُجرّدة من أي تعقيدات ولكنها في ذاتها تحمل التعقيد من عمق المشاعر.
رحلة من ثلاث ساعات تأخذك مع حياة ذلك الشاب بحلوِها ومرّها، فيها تعرف ما قد يؤثر على حياتك المستقبلية من قرارات قد تتخذها في حاضرك، لتتحكم في مستقبلك وتعرف من عليك أن تصاحب.
تبدأ القصة؛ حيث يواجه (ميسون) الطالب المدرسي ذو العينين الحالمتين اضطرابات الحياة.
فأمه أوليفيا (باتريسيا أركيت) مكافحة وغير متزوجة، تكرس حياتها من أجله، وتقرر نقله وشقيقته سامانثا (لوريلي لينكلاتر) إلى هيوستن، بعد ظهور والدهم ماسون الأب (إيثان هوك) الغائب منذ فترة، والذي يعود من ألاسكا ليدخل عالمهم مرة أخرى.
هكذا تبدأ الحياة المتدفقة من دون توقف، من خلال مجموعة من الآباء، الأمهات، زوجات الأب، أزواج الأم، الفتيات، المعلمين، أرباب العمل؛ حيث يتعايش ميسون ليجد طريقه الخاص.
المخرج أبدع في تجسيد تلك الرحلة التي دامت 12 سنة ببساطة حواراتها وعفويتها الممتعة بإيجازها في أقل من 3 ساعات من دون أن يخلّف وراءه أي شوائب من الأخطاء، وواقعية الشخصيات أمتعت إلى حدٍ كبير، بعيداً عن التصنع في القول والفعل.
فيلم المخرج ريتشارد لينكليتر الذي طال انتظاره Boyhood والذي بدأ تصويره عام 2002، واستمر تصويره حتى العام الماضي 2013، يعتبر تجربة سينمائة فريدة من نوعها حيث يجسد 12 سنة حقيقية من حياة عائلة واحدة والتي تركز بشكل أساسي على رحلة “ميسون” وأخته “سامانتا” وحياتهم العاطفية منذ سنوات طفولتهم وحتى وصولهم لسن البلوغ، حيث واظب المخرج على تصوير مشاهد قليلة من الفيلم كل سنة وعلى مدار 11 عاماً متواصلة. كما أن طريقة دمج الموسيقى التصويرية مع الحدث اعطت العمل طابع جمالي فريد.
أُنتج الفيلم بميزانية 200 ألف دولار في السنة، أي نحو 4 ملايين دولار على مدى 12 عاماً. وحاز على جوائز عدة من مهرجانات مختلفة، أهمها مهرجان “برلين السينمائي”، ومهرجان “سياتل السينمائي الدولي”، إذ فاز لينكليتر بجائزة أفضل مخرج في كلا المهرجانين. كما نال جائزة مهرجان “سيدني السينمائي”.
يُشار الى أنّ الفيلم حصل على نسبة 99 من مائة على موقع “rotten tomatoes” المتخصص بالسينما، وضمن مقعده في ترشيحات الأوسكار ومقعده في قلب كل مشاهد يعرف معنى كيف تكون الدراما العظيمة بكل بساطة.