سينما جزائريةسينمانامراجعات فيلميةنقد

“البئر”.. يجسد نضال المرأة الجزائرية

فى إطار الإحتفال بخمسينية الاستقلال
“البئر”.. يجسد نضال المرأة الجزائرية
“سينماتوغراف” ـ الجزائر: وردة ربيع 
 
في إطار الاحتفال بخمسينية الإستقلال شاركت كل من الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، والمركز الوطني للسينما فى إنتاج الفيلم الروائى الطويل “البئر” الذى عرض مؤخرا لمخرجه لطفي بوشوشي، سيناريو ” ياسين محمد بلحاج”، المأخوذ عن نص لـمراد بوشوشي، ويروي الفيلم وقائع محاصرة جنود الإستعمار الفرنسي لسكان قرية نائية بمنطقة الجنوب إبان حرب الحريرية إذ يشتبه جنود من الجيش الفرنسي بأن القرية تأوي مجاهدين قاموا بالقضاء على “كوموندوز” فرنسي، فيجد سكان القرية أنفسهم محاصرين من قبل جنود المستعمر، حيث يحاولون الخروج منها إلا أن كل محاولاتهم تبوء بالفشل وتعرض أصحابها للموت.
 
وبسبب الحصار الممارس عليهم يصاب سكان القرية بالعطش والجوع حتى يصل بهم الحد إلى اختيار الموت للخروج من معاناتهم، وعلى مدى ساعة ونصف تدور أحداث الفيلم الناطق باللغتين العربية والفرنسية حيث يوثق “بوشوشي”- المخرج المعروف بتصوير الإعلانات للفترة الزمنية ما بين 1960 و 1963. ويصور معاناة سكان القرية ومعظمهم نساء وأطفال في الحصول على الماء لهم، ولحيواناتهم، ونباتاتهم بعد أن طوقتهم قوات الإستعمار، وإستحال عليهم إستغلال البئر الوحيدة التي ألقيت بها جثث الجنود.
 
كاميرا المخرج تحركت ببطء مقصود حتى تعطي كل تلك المعاناة بعدا إنسانيا آخر للمرأة الجزائرية المكافحة، الصامدة  فكيف لقرية يغيب عنها الرجال إمّا لإلتحاقهم بجيش التحرير الوطني أو لإستشهادهم. أن تصمد لحماية عرضها وأطفالها وأرضها، وأمام إستمرار الحصار ونفاذ الماء المخزن لدى الأسر وموت الماشية وظهور علامات جفاف على أجساد الأطفال الصغار، تعتزم النساء وفي مقدمتهن “فريحة” –أدت دورها الممثلة نادية قاسي- و”خديجة ” التي فقدت إبنتها خلال الحصار على رفع التحدي ومواجهة رصاص العساكر الفرنسيين هؤلاء النسوة على قرار الخروج  تتقدمهن “فريحة” و”خديجة” اللتين أرغمتا الشيخين “بلقاسم” و” بن عودة” على الإلتحاق بالركب. ورغم إستشهاد الأربعة إلا أن إصرار البقية على المرور أفشل جنود الاستعمار.
 
 
وقدم الأدوار الرئيسية بجوار نادية قاسي كل من ليلى ماتسيستان وزهير بوزرار وأورايس عاشور ومحمد أدرار، إلى جانب مشاركة أجنبية حيث قام بدور الضابط الفرنسي الممثل “لوران مورال” .
جدير بالذكر أن الفيلم سيعرض بقاعات السينما الجزائرية خلال النصف الأول من عام2015 ومن المنتظر أن يشارك  في المهرجانات والمواعيد السينمائية القادمة. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى