مراجعات فيلمية

«حراس المجرّة».. مزدحم بالأكشن والمؤثرات البصرية

 

ـ  محمد جابر

حين صدر الجزء الأول من فيلم “حراس المجرة” عام 2014، كانت ميزته الأساسيّة هي تقديمه شخصياتٍ، وشكلاً بصرياً مختلفاً تماماً عن بقية أفلام شركة “مارفيل” الأخرى، وأبطالها المعروفين. فيلم مستقل في حكايته وعالمه، ولا ينتمي للصراع الآخر الممتد، ويستعين بكتابٍ مصورٍ أقلّ شهرة.

وبالرغم من أن الأمر كان مغامرة غير مضمونة، إلا أنه نجح بشكل كبير نقدياً وجماهيرياً. ما جعل من الحتمي استمرار الرحلة والحكاية في جزءٍ ثانٍ. في الجزء الجديد، يجتمع “حراس المجرة” الخمسة في مهمة جديدة، بعد أن أصبحوا فريقاً واحداً يتم الاستعانة به في بعض المهمات. والمهمة هذه المرة، تمّ إقرارها من قبل مجموعة تسمى “سوفرين”، والتي سرعان ما تنقلب عليهم، وبدلاً من التعاون، ترسل قائدتهم أسطولاً فضائيّاً ضخماً مهمته الأساسيّة هي قتل “بيتر كويل” و”جومورا” والبقية، وتستعين كذلك بـ”يوندو” الذي كان حليفاً في الجزء الأول، لمحاولة القبض عليهم.

وفي رحلة الحراس في المجرة لمحاولة النجاة وإنقاذ أنفسهم، يقابل “بيتر كويل” أخيراً والده “إيجو” الذي يحمل له أسراراً وخططاً لها علاقة بمستقبل العالم.

 على الرغم من نجاح الجزء الأول، إلا أنه احتوى على بعض العيوب القاتلة التي أثرت كثيراً على الجزء الثاني. أهمها على الإطلاق، هي ضعف تأسيس العالم. ففي الأفلام التي “تخلق” عالماً من الصفر، وعلى رأسها مثلاً سلسلة Star Wars بأجزائها، يكون من المهم أن يعرف المشاهد الحدود والنطاق الذي يتحرك داخله، سواء بالنسبة للمكان أو قدرات الشخصيات. “حراس المجرة” لم يصنع ذلك في الجزء الأول، إذ ارتكز تماماً على شخصياته الخمس، وعلاقات الصداقة بينهم، وصولاً للصراع التقليدي مع الشرير “رونان” الذي يسعى لتدمير المجرة.

في الجزء الجديد يستمر عدم وضوح هذا العالم، المزيد من البذخ البصري والألوان، المزيد من المؤثرات البصرية (أكثر حتى من الجزء الأول)، ولكن، في الجوهر، لا نعرف أبداً ما هي القوانين الحاكمة لتلك المجرة المتخيلة. وعلى الرغم من المحاولة المخلصة في تطوير هذا الجزء عن سابقه، إلا أن ذلك جعله مثقلاً بمشكلته الكبرى، وهي الازدحام. “حراس المجرة 2” هو فيلم مزدحم بكل شيء؛ بالشخصيات الإضافية الكثيرة التي سعى الفيلم في ضخّها والتأسيس لها، وكل منها كان يلهث أحياناً على الشاشة في “مونولوج” حواري طويل، أو لحظة درامية مقتطعة. وهو مزدحم بالكوميديا، والتي زادت في هذا الجزء بصورة كبيرة لدرجة وصلت إلى حد الهزلية. لا يوجد موقف مهما كان جاداً أو محورياً ضمن حبكة العمل، إلا ويحاول صناع الفيلم وأبطاله زرع الكوميديا فيه؛ للدرجة التي حوّلت شخصية عنيفة وحادة مثل “دراكس” إلى مهرج كوميدي في أغلب مراحل العمل. وهو فيلم مزدحم كذلك بالمعارك و”الأكشن”، لدرجة وجود ثلاث معارك ضخمة وطويلة ضمن الأحداث، إلى جانب الكثير من اللهث والهرب والمهمات الصغيرة.

هذا الازدحام أثقل كاهل الفيلم تماماً، وجعل الإيقاع لاهثاً طوال الوقت، من دون أي تطور هادئ لشخصية ما أو حدث، أو مساحة للتأمل. فكل شيء يحدث سريعاً، وتتكدّس المشاهد بمونتاج مرتبك رغم طول المدة الزمنية للفيلم.
على الجانب الإيجابي، هناك بعض العناصر الجيدة بمفردها، وعلى رأسها الاستغلال الرائع لشخصية “بيبي جروت” الذي صنع حضوراً لافتاً جداً في المشهد الختامي في الجزء الأول. ويستمر هذا في إضفاء حيوية وطزاجة شديدة على كل مشاهده من دون استثناء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى