أحداث و تقارير

«فرحة» نكبة فلسطين بعيون فتاة في «الشارقة السينمائي الـ9»

الشارقة ـ «سينماتوغراف»

شهد فيلم «فرحة»، عرضه الأول في الإمارات ضمن فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، ولاقى إقبالاً كبيراً من الجمهور، الذي تفاعل مع قصة فتاة يافعة تعيش في فلسطين عام 1948، وتمر بتجربة مؤثرة وهي تشاهد انعكاسات النكبة تدمِّر منزلها من داخل مخزن احتُجزت فيه.

ويصوِّر فيلم المخرجة دارين سلام، التي شاركت به في أكثر من 40 مهرجاناً، أهوال الحرب بعيون «فرحة» التي تشاهد توالي الأحداث من خلال ثقب في الباب الخشبي للمخزن وثغرات بين حجارة جدرانه، في تجربة اضطرتها لتغيير نظرتها للإنسانية، وأرغمتها على الانطلاق في رحلة التحول من الطفولة إلى النضج.

قالت سلام في حوار مع الجمهور بعد عرض الفيلم في «مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات» بالشارقة: «العمل يروي قصة الصداقة والمحبة، والفراق والاغتراب، والتحول والتحرر؛ حيث تقف جميع هذه المفاهيم في وجه الخسارة والفقدان». وأضافت: «لم أكن أنا من وجدت هذه القصة؛ بل هي التي وجدتني»، مشيرة إلى أنها مستوحاة من قصة فتاة يافعة تدعى «رضية»، عاشت تداعيات النكبة في عام 1948، التي أدت إلى هجرة جماعية للشعب الفلسطيني، وانقلبت حياتها في غمضة عين.

 

وذكرت أن القصة رُويت على لسان الأجيال المتعاقبة في منطقة بلاد الشام حتى وصلت إليها، موضحة ذلك بقولها: «بعد أن توجهت رضية إلى سوريا، قابلت فتاة صغيرة وأخبرتها بقصتها، وكانت تلك الفتاة الصغيرة هي أمي».

وأضافت الكاتبة والمخرجة الأردنية من أصول فلسطينية: «لم أستطع أن أمنع نفسي من التفكير في تلك الشخصية منذ أن سمعت قصتها عندما كنت طفلة، فقد رافقتني دائماً وشعرت أن صلة تربطني بها، وأن من واجبي أن أعرّف العالم كله بقصتها».

وتابعت المخرجة الحاصلة على جوائز عالمية عدة: «اخترت أن أروي قصة فرحة لأنها طفلة صغيرة تمتلك أحلاماً وطموحات وتطلعات كبيرة سُلبت منها، وأُجبرت على الكفاح من أجل البقاء، وأريد من المشاهدين أن يتذكروها، لا على أنها عدد ضمن أرقام وإحصاءات، وإنما كطفلة بريئة لطيفة أُرغمت على مواجهة تجارب قاسية، حرمتها من براءة طفولتها في تلك اللحظة المحورية من التاريخ الفلسطيني».

وأشارت سلام، التي شاركت في «قمة مهرجان برلين السينمائي الدولي – Berlinale Talent 2021»، وحصلت على جائزة روبرت بوش للأفلام في عام 2015، إلى أنها تجاوزت كل الحدود الإبداعية، لتتمكن من تصوير المشاهد؛ حيث يصور الفيلم الحياة من داخل غرفة مغلقة، والكاميرا لا تغادر الغرفة أبداً.

وأضافت: «كان من المهم أن أصطحب الجمهور في رحلة مع فرحة إلى تلك الغرفة الصغيرة المظلمة ليختبروا تجربتها، وإحساسها بالاختناق، ولحظات يأسها، وبصيص الأمل الذي تمسَّكت به، حتى إن تفاصيل تصميم الهندسة الصوتية تمَّت كتابتها في السيناريو لمنح المشاهدين هذه التجربة الشعورية العميقة التي عاشتها».

وفيلم «فرحة»، باكورة الأفلام الروائية الطويلة للمخرجة دارين سلام، يمثّل الأردن في حفل جوائز الأوسكار ال95؛ حيث ينافس في فئة «أفضل فيلم بلغة أجنبية» لعام 2023.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى