أصوات فلسطينية في «أجيال السينمائي»: الفن أحد أشكال المقاومة
الدوحة ـ «سينماتوغراف»
أكد ناشطون ومخرجون فلسطينيون أن مهرجان أجيال السينمائي أتاح نافذة يخبر العالم من خلالها عن محنة الشعب الفلسطيني، ولفتوا خلال مؤتمر صحفي في الدوحة إلى أن الفن “شكل نبيل” من أشكال المقاومة.
وقالت منى الكرد، إحدى أكثر الشخصيات تأثيراً في العالم لعام 2021 بحسب مجلة “تايم”، خلال مؤتمر عقده المهرجان ضم ناشطين وصنَّاع أفلام فلسطينيين في العالم لمناقشة الظلم والاضطهاد الذي يتعرَّض له الشعب الفلسطيني، إن الفلسطينيين يطالبون بدعم دولي وتحرك دبلوماسي “ضد الاحتلال والتطهير العرقي الذي تمارسه إسرائيل”.
وحول الدور الذي لعبته وسائل التواصل الاجتماعي في إيصال صوت الفلسطينيين للعالم، قالت الكرد إن “وسائل التواصل الاجتماعيّ أداة قوية عزَّزت أصواتنا. إننا نتبنى خيار المقاومة الإلكترونية، لنخبر العالم بالحقيقة. نريد من العالم أن يضغط على إسرائيل لاتخاذ إجراء فوري”.
ورأت الكرد أن إسرائيل خسرت الحرب الإعلامية مع الشباب الفلسطيني “الذين ينقلون الحقيقة عبر هواتفهم المحمولة للعالم”، وأكدت أن “الرواية الفلسطينية تغيَّرت، ولم تعد تدور حول إثارة المشاعر، بل نطالب ببساطة باستعادة المنازل (…) جزء من منزلي احتله أميركي إسرائيلي، ترك وراءه منزلاً فسيحاً فاخراً، وجاء إلى فلسطين ليسكن في جزء من منزلي”.
وأشارت إلى أن الفلسطينيين يعيشون حالياً في دولة فصل عنصري ممنهج، “يمكن فيها للصهيوني أن يأتي ويأخذ منزلك ليغزوه”.
كما أوضحت أن معرض أجيال الفني والمهرجان عامة “أتاح نافذة يخبر العالمَ من خلالها عن محنة الشعب الفلسطيني. الفن شكل نبيل من أشكال المقاومة”.
وأكدت فرح النابلسي، مخرجة فيلم “الهدية” الذي وصل للقائمة القصيرة في جوائز “أوسكار” 2021، على قوة الفن باعتباره أداة تواصل “قادرة على تناول الصور النمطية والمفاهيم الخاطئة”. ولفتت إلى أن عليها مسؤولية تتمثل في مخاطبة وجدان الناس من خلال الموضوعات التي تعكس هويتها.
وعبرت عن شعورها بأن وسائل التواصل الاجتماعي غيرَّت المشهد، ولكنها حذرت: “لا نعلم إلى أي مدى ستظل هذه النافذة مفتوحة أمامنا، إذ توجد بعض المحاولات الخبيثة للسيطرة عليها”.
وقال مخرج فيلم “فلسطين الصغرى” عبد الله الخطيب، إن النظام السوري لديه روايته الخاصة “ولكن الشباب الذي يدرك الحقيقة يقدم رواية مختلفة من خلال السينما، وقد ساعد ذلك في تغيير فهم الناس للروايات الخاطئة التي نشرها النظام القمعي”.
ولفت إلى أنه شخصياً واجه العديد من التحديات خلال إنتاج فيلمه، ومنها التصوير من دون كهرباء ومرافق أساسية وفي ظل محيط خطر ينتشر فيه إطلاق النيران والهجمات الصاروخية.
واختتمت فرح النابلسي بقولها: “إن المعتدي وأعوانه نشروا رواية خاطئة لوقت طويل، ولهذا يجب أن يبادر الكثير منا برواية قصصنا. تمنحنا التكنولوجيا اليوم أداة لنشر رواياتنا. الأمر يأتي بالتدريج، ومع النمو الهائل في التكنولوجيا يمكن أن يكون التغيير هائلاً أيضاً. لا نريد استدرار العطف، قصتنا الحقيقية تخدم قضيتنا أكثر من أي شيء آخر”.
ويحتفي “مهرجان أجيال السينمائي” التاسع الذي تنظمه “مؤسسة الدوحة للأفلام” بصمود الشعب الفلسطيني، فقد عرض أمس فيلم “فلسطين الصغرى” للمخرج الفلسطيني عبد الله الخطيب، لأول مرة في الشرق الأوسط، وهو فيلم فائز في مهرجان “فيغيون دو ريل”، ويوثق في الفترة الواقعة ما بين 1957 و2018 يوميات السكان المحاصرين الذين اختاروا مواجهة القصف، والنزوح، والجوع بالتكاتف والدراسة، والموسيقى، والحب، والبهجة.
كما افتتح يوم الانطلاقة معرض “لن نرحل” استلهم فكرته من تجربة عائلة الكرد التي تعيش في حيّ الشيخ جرّاح المُحاصر، ويرتكز على فنّ الغرافيتي الذي استخدمه الفنانون رمزًا للصمود.
ويختتم المهرجان اليوم، وضم على مدار أسبوع مزيجاً متنوعاً من الفعاليات الشخصية وعبر الإنترنت، ومنها عروض الأفلام والنقاشات التفاعلية والمعرض الفني متعدد الوسائط.