أفلام ثرية ومتميزة في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة بمهرجان وهران
وهران ـ «سينماتوغراف»: وردة ربيع
جاءت مجموعة الأفلام الروائية القصيرة التي عرضت بمسابقة الافلام القصيرة على هامش الدورة الثامنة من مهرجان وهران للفيلم العربي ثرية ومميزة وحمل كل عمل بعدا فنيا واخراجيا وانسانيا مختلفا عن الآخر.
وكانت البداية بسينماتيك وهران مع الفيلم القصير من فلسطين والذي يحمل عنوان «مصور حر» من إخراج محمد حمدان المشهراوي، وضح خلاله بصورة جلية معاناة فئة المصورين المستقلين في قطاع غزة، وبدت ملامحمه الفنية وثائقية أكثر من كونه فيلما روائيا قصيرا.
وجاءت التناقضات النفسية لحالة الشاب «سليمان» والذي ذهب للدراسة ليعكس وجهة كاملة من النقيض إلى النقيض ليصبح متطرفا دينيا، وهذه هي قصة الفيلم الروائي القصير «متطرف» لصاحبه سيدي محمد شقير من موريتانيا.
أما في العرض الللبناني الثالث الذي حمل عنوان «رش المي فراق» فقد حاولت المخرجة الشابة «رشا التقي» وعلى مدار 14 دقيقة أن تصور واقعا معاشا وظاهرة بدأت تطفو مؤخرا للعلن في البلدان العربية، وهي إختطاف الاطفال الصغار واغتصابهم والتنكيل بجثتهم الطاهرة. والعمل مأخوذ عن قصة حقيقة لم تخف فيه المخرجة التي عرفت كيف توازن بين الظهور امام الكاميرا والعمل ورائها. وربما ما يؤخذ عن العمل أن يستحق ان يمتد زمنيا أكثر حتى يصبح روائيا طويلا يعطي الموضوع حقه.
وفي الفيلم الجزائر القصير «الممر» للمخرج أنيس جعاد هناك نظرة إخراجية عميقة وإحالات سينمائية تغوص في النفس الإنسانية المتناقضة. وفي حيز زماني عمره 23 دقيقة يحاول المخرج التدقيق في تفاصيل شيخ أعطى حياته وأفنى زهرة شبابه عاملا بممر سكة حديدية يقدم الإشارة الضوئية متى عبر القطار للسيارات العابرة للممر، وأبدع الممثل الكبير «رشيد بن علال» في تصوير شخصية نخرها الإهمال رغم أنها تفانت في العطاء.
وحمل الفيلم الأخير الكثير من الرمزية وهو العمل الروائي القصير «نار» من تونس للمخرجة «نجمة زغيدي» التي جعلتنا نستشرف تونس سنة 2016 والتي ستعيش انتخابات سياسية، ويصور الفيلم في جو درامي مهيب عائلة فقدت ابنها في تفجير سيارة مفخخة، وبعد عامين من الحادثة ولأن الجرح من الصعب أن يلتئم، ولأن الإهمال ينمي الكره، تقرر الزوجة المعذبة وضع نهاية لحياتها وزوجها الخائن.