اكتشافات ومنافسات «المهر الخليجي» للأفلام القصيرة في «دبي السينمائي»
دبي ـ «سينماتوغراف»
اكتملت قائمة مسابقة «المهر الخليجي» للأفلام القصيرة، بعد تحديد المجموعة الثانية ليصبح مجموع الأفلام المشاركة خمسة عشر فيلماً. وتضم اكتشافات ومنافساتٍ قوية بين الأفلام التي تُعرض جميعها لأوّل مرة عالمياً، في بادرة تمثل تكريماً للتميز في الإبداع السينمائي الذي اتسمت به هذه الأفلام التي يشارك بها أفضل المخرجين، وتقديراً لهذه المواهب التي تساهم في تقدم صناعة السينما في المنطقة.
وتتناول الأفلام مجموعة متنوعة من القضايا، تجمع بين الصعوبات الاقتصادية والصراع بين الخطأ والصواب، وتقدم هذه الموضوعات على الخلفية الغنية التي تمتاز بها منطقة الخليج العربي، ما يعني أنها تفتح أعين الجمهور المحلي والعالمي على آفاق ثقافية أرحب، من خلال الدورة الثانية عشرة من «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، التي ستنعقد في الفترة من 9 إلى 16 ديسمبر.
أول هذه الأفلام القصيرة هو «كيكة زينة»، للمخرجة السعودية ندى المجددي، في ثاني تجربة إخراجية لها. تروي من خلاله قصة زينة، ذات العشرين عاماً، التي تسعى إلى تأسيس محل لبيع الحلويات، على الرغم من معارضة والدها لهذا المشروع، لكنها تشرع فيه سراً بمساعدة صديق جديد.
ومن السعودية أيضاً، يعرض فيلم «بسطة» للمخرجة هند الفهاد. وتدور أحداثه في سوق شعبي، تحاول النساء أن تجدن فيه مكاناً لكسب الرزق، على رغم التحديات العديدة التي يضطررن لمواجهتها يومياً.
كما يشارك الممثل والمخرج العراقي شوان عطوف، الذي سبق له المشاركة في 18 مهرجاناً محلياً وعالمياً في أفلام مختلفة، يأتي هنا بفيلمه «حديقة أبي» الذي يصوّر الصراعات الداخلية التي تعتمل في نفس «مجاهد»، بين الصواب والخطأ والإيمان بالتصوّف. وهكذا يقدم الفيلم حكاية دينية تناقش الطبيعة الأخلاقية لهذا العالم الذي ينخرط فيه «المجاهد» الشاب.
فنانة الجداريات والرسم الغرافيتي التوثيقي، السعودية رنا جربوع، تستفيد من خبرتها في إبراز القضايا الاجتماعية الجوهرية في تشكيل عملها الجديد «هجولة»، وهو فيلم تسجيلي يتناول ظاهرة “التفحيط” بالسيارات؛ فمن خلال عيني الشخصية الرئيسية في الفيلم، راكان، تستكشف المخرجة الثقافة التي تكمن خلف هذه الظاهرة، ومن خلال عدسة الكاميرا، نتعرّف على مدينة الرياض التي تشهد نمواً متسارعاً.
وفي عرض استثنائي وعالمي أول، يقدّم المهرجان الفيلم الأخير للممثل العالمي عمر الشريف «ألف اختراع واختراع وعالَم ابن الهيثم»، للمخرج والمنتج الحائز على جوائز أحمد سليم في إنتاج بريطاني-إماراتي مشترك. تعيدنا قصة الفيلم الساحرة إلى العالم العربي الشاب، وفيلسوف القرن الحادي عشر الحسن ابن الهيثم، لاكتشاف كيفية الرؤية، وفهم مبادئ نظريات البصريات وخصائص الضوء، الأمر الذي ساعد على وضع أسسٍ للعلوم الحديثة، ومنحه لقب أبو الفيزياء التجريبية وعلم البصريات الحديث والمنهجية العلمية، فضلاً عن كونه أحد أوائل مستخدمي ما يسمى اليوم بـ«الغرفة المظلمة»، الجهاز الذي شكل أساس التصوير الفوتوغرافي والسينمائي.
ويعود المخرج العراقي بهاء الكاظمي، صاحب الفيلم الروائي القصير «أقدام تشنق الورود»، والفيلم القصير «للرجال فقط»، إلى «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، بفيلم «جاري الاتصال…». ويحكي قصة امرأة تتعرض لصدمة إثر فقدان ولدها في زمن الحرب، وترفض أن تتقبل فكرة موته، رغم كل الأدلة الواقعية والمادية التي تثبت ذلك. فنجدها تصرّ على محاولة الاتصال به عبر هاتف محمول تجهل استخدامه.
ومع تأكيد مشاركة هذه الأفلام الست ضمن مسابقة «المهر الخليجي» للأفلام القصيرة، أشاد مسعود أمرالله آل علي، المدير الفني للمهرجان، بالنمو المستمر لـ«مهرجان دبي السينمائي الدولي»، وما يعنيه استحداث هذه الفئة في هذه الدورة من المهرجان للمخرجين على مستوى المنطقة، وتابع قائلاً: «كان ينبغي علينا توفير المزيد من الفرص للمخرجين الخليجيين لعرض أعمالهم. ومع استحداث مسابقة «المهر الخليجي» للأفلام القصيرة في المهرجان هذا العام، والزيادة الكبيرة في عدد الأعمال المتقدمة للمشاركة، فإنه لا شك أننا نضع أمام المخرجين الفرصة ليحظوا بالتكريم على منصة المهرجان العالمية، وكلنا إصرار في إحداث تحول هام في صناعة السينما في المنطقة، وسوف نستمر في العمل بكل طاقتنا لتشجيع ودعم هذه المواهب».
بدوره، قال صلاح سرميني، مبرمج الأفلام القصيرة في «مهرجان دبي السينمائي الدولي»: «لا تقتصر غاية «مهرجان دبي السينمائي الدولي» على دعم المواهب المحلية، وتوفير منصة تتيح لها الانتقال إلى مراحل لاحقة من النجاح، بل تتعدى ذلك إلى تقديم الثقافة والتراث الغني لمنطقة الخليج العربي، ومساعدة الجمهور على اكتساب فهم أعمق لها. وتمثل مسابقة «المهر الخليجي» للأفلام القصيرة المثال العملي على هذه الغاية، لذا فإننا نتطلع بحماسة إلى عرض أفلام هذه الفئة إلى الجمهور في دورة المهرجان هذا العام».