«الإسكندرية للفيلم القصير» يتحول من المحلية إلى تظاهرة دولية
القاهرة ـ «سينماتوغراف»
تنطلق فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير في حلة جديدة، إذ تحول من مهرجان عربي إلى تظاهرة دولية في فروع مختلفة.
ويشارك في المهرجان الذي من المقرر أن يقام في الفترة الممتدة من العاشر حتى السادس عشر من فبراير الجاري 16 فيلمًا في مسابقة الفيلم الروائي الدولي، ومن بينها أفلام “شخصية” من فرنسا و”سير مع ملك” من بلجيكا و”أونن” من الصين و”الشعور من خلال” من أميركا و”فتوى في البوس” من مصر و”سلوى” من تونس و”حراسة كلب” من النمسا و”كرنفالات جميلة” من البرازيل، وغيرها.
كما أعلنت الإدارة المنظمة للمهرجان عن القائمة النهائية للأفلام التي تم تأهيلها للمشاركة في مسابقة الأفلام الوثائقية، وتضم قائمة الأفلام المشاركة في مسابقة الفيلم الوثائقي 10 أعمال تعرض عالميا لأول مرة، من دول عربية وأجنبية، ونذكر منها “إبادة كورية” من كوريا الجنوبية، و”كل شيء على ما يرام” من الهند، و”البحث عن تايلر” وهو إنتاج مشترك من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، و”سانجاك” من لبنان، و”تاليا” من البرتغال، و”سهرة مع ليلى” من الكويت، وغيرها.
وضمن مسابقة الرسوم المتحركة تم اختيار فيلم “جسر” (الجزائر) و”تمرير” (باكستان) و”تشغيل – إيقاف” (الأرجنتين) و”هناك بالضبط وقت كافٍ” (النمسا)، إلى جانب عرض عالمي أول لأربعة أفلام وهي “مجرد دب” (مصر) و”عامود القوة” (ماليزيا) و”أزرار” و”ذاكرة بديلة” (الأردن).
كما تضمنت القائمة أربعة أفلام أخرى ستكون عرضا أفريقيا أوّل من خلال المهرجان وتضم “موزارت” (إيطاليا) و”مرسوم اتمسح واترسم” (تايوان) و”غير منسي” (كوريا الجنوبية) و”أعماق ليل” (هونغ كونغ).
وأشار المدير الفني للمهرجان موني محمود إلى أن الدورة الثامنة ستشهد حضور 31 دولة، من بينها كوريا الجنوبية والهند ولبنان والولايات المتحدة وإسبانيا وإيطاليا والبرتغال وباكستان والأردن والجزائر والأرجنتين وماليزيا والصين والمجر وتونس ومصر وتايوان والمملكة العربية السعودية وكندا وسويسرا وسوريا وبلجيكا.
ويشمل مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير خمس مسابقات هي مسابقة أفلام الرسوم المتحركة ومسابقة الأفلام الوثائقية الرسمية، ومسابقة الأفلام الروائية الدولية، ومسابقة الأفلام العربية، ومسابقة أفلام الطلبة.
ووقع اختيار إدارة المهرجان هذا العام على الموسيقار خالد حماد لتكريمه نظرًا إلى تاريخه الفني الكبير، فهو ملحن ومؤلف موسيقى مصري، نال العديد من الجوائز المحلية والعالمية والعديد من التكريمات عن مشواره الفني الحافل، حيث قام بإعداد الموسيقى التصويرية لأكثر من 60 عملا فنيا. ومن أشهر أعماله السينمائية أفلام “ضحك ولعب” و”بتوقيت القاهرة”، كما قدم موسيقى لعدد من أشهر الأعمال الدرامية التلفزيونية، نذكر منها على سبيل التمثيل لا الحصر “أوان الورد” و”صاحب السعادة” و”خاتم سليمان”.
وخلال رحلة إبداعه الموسيقي استطاع حماد بأسلوب بليغ أن يعبر عن الدراما الكامنة داخل العمل، ويجعل الموسيقى جزءًا رئيسيًا من العمل، ومعادلًا بصريًا لا غنى عنه، يعبر عن سياقه وشخصياته.
أما الشخصية الثانية التي وقع الاختيار عليها من قبل إدارة المهرجان لتكريمها فهي الممثلة التونسية فاطمة بن سعيدان التي بدأت مشوارها الفني عام 1972 في المسرح، وظلت تعمل فيه حتى عام 1987، وقدمت 13 عملًا مسرحيًا ما بين تونس وباريس وبوسطن وميلانو، أغلبها من إخراج فاضل الجعايبي.
وبداية من عام 1987 بدأت العمل في السينما، وقدمت حتى الآن 47 فيلمًا سينمائيًا أغلبها في تونس، إلى جانب بعض الأعمال في فرنسا والمغرب والجزائر ومصر، ومن أشهر أفلامها “الحلفاوين” 1990 و”صمت القصور” 1994 و”زيزو” 2016، كما قدمت 9 مسلسلات للإذاعة والتلفزيون.
وتواصلت إدارة المهرجان مع المخرج خالد الحجر لتدريب عدد من الشباب السينمائيين على فن الإخراج، حيث سيقع اختيار 10 شباب لديهم أبجديات الإخراج للمشاركة في ورشة حول فن الإخراج، وهي التي شهدت إقبالا كبيرا في عدد الترشيحات.
ومثل تغيير صبغة المهرجان من المحلية إلى الدولية خطوة مفاجئة لجمهوره وللمتابعين، بعد أن اقتصرت دوراته السبع الماضية على الوطن العربي، ونجح في تحقيق سمعة طيبة وسط نظرائه من المهرجانات.
وحول هذه الخطوة قال المخرج محمد محمود رئيس المهرجان “منذ اللحظة الأولى أثناء التحضير لمهرجان ‘الإسكندرية للفيلم القصير’ كان هدفنا أن يكون المهرجان دوليا، ولكن أردنا أن يتم هذا وفقا لخطوات محددة؛ فمن غير المعقول أن نكون عديمي الخبرة في تنظيم مهرجانات سينمائية ونبدأ بداية كبيرة بهذا الشكل، فكان القرار أن يكون المهرجان في بدايته عربيا محليا، ومع اكتساب الخبرة اللازمة نحقق حلمنا ونتجه إلى (الصبغة) الدولية”.
ويدور موضوع بوستر الدورة الجديدة -من تصميم الفنانة سلمى أسامة- حول نبع الفكرة من وجدان الفنان، والتي تتقلب وتعافر فتصل إلى الرأس ولا تهدأ حتى تخرج في صورة عمل فني، والشمس هنا تعبر عن الإلهام الذي لا يأتي من العدم ويكون مستوحى من الطبيعة أو من خبرة سابقة اكتسبها الفنان، فهي تضيء فكرة ما داخل الفنان على صورة شعور فيتراكم حتى يملأ كل كيانه إلى أن يستطيع التعبير عنه ماديا وتخرج كل الخيالات ومفاهيمه ورؤيته الشخصية إلى العامة.