التفاصيل الكاملة للجلسة الحوارية مع هند صبري في «البحر الأحمر السينمائي»
جدة ـ «سينماتوغراف»
أعربت الفنانة هند صبري عن أهمية فيلمها الأول “صمت القصور” الذي قدم عام 1995 كواحد من أهم أفلام القرن الواحد والعشرين وفقا لتقرير نشر في جريدة النيويورك تايمز، وأشارت هند إلى أن عمرها وقتها 14 عاماً فقط ولذا كانت لم تفهم المفاهيم النسوية التي ناقشها الفيلم ولكنها تفهمتها بعد 10 سنوات من إصداره.
وصرحت هند صبري خلال الجلسة الحوارية التي عقدت على هامش مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في دورته الافتتاحية، أنها كانت الاختيار الثاني لفيلم صمت القصور، أما الاختيار الأول فكان الفنانة التونسية درة ولكن أهلها رفضوا تجسيدها للدور، فقامت المخرجة التونسية الراحلة مفيدة التلاتلي باختيارها لتقديم الدور الذي قدمها للسينما.
وأكدت هند صبري أن حب الجمهور السعودي الذي شعرت به منذ المجيء لجدة مختلف، قائلة: “الحمد لله أنا أتلقى الحب والتقدير من جميع البلدان العربية ولكن حب ناس جدة كان غير”.
وأوضحت النجمة التونسية أن فيلم “مذكرات مراهقة ” كان جواز سفرها من تونس إلى مصر، وأضافت: “كنت آتية من ثقافة فنية متحررة، ولم أكن أعلم أنني سأتعرض لكل هذا الهجوم الذي تعرضت له وقتها، ولكني لم أندم بالعكس تعلمت كثيراً من هذه التجربة التي شكلت وعيي الفني”.
وقالت هند صبري: “مصر هي من اختارتني وليس العكس، فدوري في مذكرات مراهقة جاء بالصدفة عندما قابلت المخرجة إيناس الدغيدي في أحد الفنادق، وعرضت علي الفيلم، ولكن الآن أنا ومصر اخترنا بعض”.
وأكدت هند صبري أنه ليس خطأ أن يبحث الممثل عن الأفلام التي تحقق له عائداً مادياً، ولكن في نفس الوقت يقدم أفلاماً مستقلة مع مخرجين شباب لدعم الصناعة.
وأشارت هند أن تاريخها الفني في السينما المصرية خلال الفترة من 2004 إلى عام 2010 كانت أزخم فترة فنية لها، لأنها لم تكن أسست أسرة بعد ولم يكن لديها شيء يعطلها، فعملت مع مخرجين كبار عظام أمثال داوود عبد السيد ومحمد خان، ثم قدمت أعمالاً مع الجيل الجديد من المخرجين على رأسهم مروان حامد فقدمت عمارة يعقوبيان و الجزيرة .
و اعترضت هند صبري على أن حالياً لم يكن هناك أعمال فنية تجمع بين الأجيال مثلما حدث معها في فيلم “ملك وكتابة” و “عمارة يعقوبيان” , بل أصبح كل جيل مغلقاً على نفسه.
ورداً على سؤال حول أهمية فيلم مثل عمارة يعقوبيان تقول: لا أنكر أني محظوظة بأن وضع اسمي على عمل من سيناريو وحيد حامد، الذي لن يعوضه الزمن بالإضافة إلى الكم الكبير من النجوم الذين اجتمعوا في الفيلم.
وتابعت قائلة: “توترت كثيراً في أول يوم تصوير مع الزعيم عادل إمام، فهو من الشخصيات التي تشعر بمسئولية وأنت تمثل أمامها، فلا يجوز إزعاجهم أو خذلهم، وكذلك الراحل محمود عبد العزيز”.
وأوضحت هند صبري أنها قررت العمل مع المخرجات التونسيات الجدد أمثال هند بو جمعة في فيلم ” نورا تحلم” و كوثر بن هنية في فيلم ” بنات ألفة” حتى تحسب علي تونس الجديدة .
وأضافت، أنها عملت مع معظم المخرجين التونسيين الكبار أمثال مفيدة تلاتلي، وسعدت بالعمل معهم و لكنها رفضت أن يتم تصنيفها كجيل جديد، وأشارت إلى أنها أصرت وسعت للعمل مع مخرجات الجيل الجديد من تونس حتى تحسب على تونس الجديدة التي تناقش أفلامها موجة جديدة من القضايا النسائية و الإنسانية.
وعن فيلم “الجزيرة”، قالت” إن الجزيرة فيلم تجاري مصنوع بحرفية شديدة، يشبه بفيلم الأب الروحي في ولكن فى نسخة عربية، خاصة في بناء شخصية اسطورية الملامح ولكنها تعيش بيننا مثل قصص المافيا.
وأضاف أن قصة فيلم الجزيرة، قوية جداً وتجارية، قصة حب وانتقام ومخدرات وملحمة لكنه لا ينتمي لنوعية الفيلم المستقل.
وأشارت هند صبري أن فيلم “جنينة الأسماك” له شفرة خاصة و”مش فاهماه كله ولحد دلوقتي مش فاهمة وبقول للمخرج يسري نصر الله أنا مش فاهمة بس أنا واثقة فيه طالما هو فاهم تمام“.
وتحدثت هند صبري خلال الندوة عن كيفية تأثير وباء كورونا على صناعة الأفلام، حيث وجدت لنفسها وقتًا للراحة ولكن لم تكن فترة سهلة عليها.
وأوضحت خلال حديثها إلى أنها تفضل بلا شك الشاشة الكبيرة وتقصد بها السينما على الشاشة الصغيرة، مشيرة إلى أن الفيلم عملية ابداعية، أما الشاشة الصغيرة معمولة للناس“.
واعتبرت أن شاشات السينما لن تموت والدليل أنه بمجرد إعلان عودة إفتتاح صالات السينما بعد كوفيد امتلأت بالناس الذين عرفوا قيمة الفن هذا وفهموا هذه اللحظة، لحظة مشاهدة فن في وجود صناعه“.
يذكر أن هند صبري اختارتها إدارة مهرجان البحر الأحمر السينمائى المستمرة حتى 15 ديسمبر الجاري، للمشاركة كعضوة في لجنة تحكيم الأفلام الطويلة، التي يترأسها المخرج الإيطالي العالمي الكبير جوسيبي تورناتوري، ويأتى ذلك بعد مشاركتها في لجنة تحكيم أفضل عمل أول بمهرجان فينسيا ومهرجان القاهرة السينمائى الدولي ومهرجان الأقصر للسينما الأفريقية.