مقالات ودراسات

الرواية.. عمقت المشهد السينمائي فكرياً وأثرته إنسانياً

«سينماتوغراف» ـ أحمد الخوجة

الرواية في حياة الأمم والشعوب تأخذ مجالاً رحباً، في تسطير وتدوين وإعادة إنتاج الواقع المعاش إلى تأريخ أدبي وفكري وفني لهذه الأمم، والرواية السورية حاولت جاهدة أن تشغل هذا الجانب في حياة الشعب العربي السوري، فقد أرخ الكاتب الكبير حنا مينة لحياة البحر ومن عارك البحر بكل جبروته وعنفوانه، حتى سُمي بأرنست هيمونغواي العرب.

ومنذ انطلاق السينما تم الاستعانة بكتاب الرواية وهكذا فإن أجمل الأفلام في العالم تلك التي تتكئ على عمل روائي منها رواية (زوربا) للكاتب اليوناني نيكوس كازنزاكي وإخراج كوستا كرافس ومن بطولة الفنان العالمي أنطوني كوين، وفيلم (العراب) للكاتب الأمريكي ماريو بوزو والمخرج العالمي فرنسيس فورد كابولا ومن بطولة عملاق السينما العالمية مارلون براندو، وهكذا دخل هذان الفيلمان التاريخ والذاكرة من أوسع أبوابها.

لقد قدمت الرواية بعداً إنسانياً وعمقاً فكرياً أثرى المشهد السينمائي بدلالات وإشارات تؤسس لخطاب سينمائي يرتقي بالإنسان المتلقي من مجرد المتعة فقط إلى التصدي لمشاكله وأزمات العصر المتفجرة. إن الرواية بما تمتلكه من نضج فكري وأدبي وإنساني صدرته للمشهد السينمائي تغني وتثري الفن السابع، وهكذا استفادت السينما العربية من أعمال الروائي العربي الكبير نجيب محفوظ، وربما يكون الروائي الأول في العالم العربي الذي استفادت منه السينما ومن أعماله التي اتحفتنا بها السينما هي: ثرثرة فوق النيل –الكرنك-ميرامار –قصر الشوق وأعتقد أن أكثر من مائة رواية أثرت السينما وتناوب خيرة المخرجين إخراجها ومنهم صلاح أبو سيف وعلي بدر خان وغيرهما الكثير. وهكذا دخلت الرواية عالم الدراما منذ رواية (لقيطة) للروائي محمد عبد الحليم عبد الله وأعمال الدكتور يوسف إدريس وتوفيق الحكيم إلى رواية (عمارة يعقوبيان) لعلاء الأسواني، وأعتقد بأن الرواية قد قدمت شكلاً ورقياً أدبياً يناسب الإطالة التي تخدم الدراما بحلقات قد تصل لأجزاء.

نعم لقد أعطت الرواية السورية للسينما والدراما دفعاً قوياً وروحاً جددت من رسالة السينما في تبني مشاكل وقضايا تؤرق المجتمع العربي منها القضية المحورية العربية وهي قضية (فلسطين) فكانت رواية الشهيد غسان كنفاني (رجال في الشمس) لتقدم للسينما بعنوان( المخدوعون) للمخرج المصري توفيق صالح والفيلم من إنتاج المؤسسة العامة بسورية، هذا الفيلم صدر قضية فلسطين بوعي وعمق قله نظيره، من خلال الخطاب السينمائي المتميز بحرفتيه العالية وأداء فنانين كبار مثل الفنان الكبير عبد الرحمن آل رشي بدور سيبقى بالذاكرة، دور(أبو الخيزران) سائق الشاحنة.

والسينما تناولت رواية(الفهد) للروائي حيدر حيدر من إخراج الراحل نبيل المالح وبطولة الفنان أديب قدورة والفنانة إغراء وخالد تاجا وأحمد طرابيشي، وفيلم (تراب الغرباء) للروائي فيصل خرتش وإخراج سمير ذكرى، وفيلم (بقايا صور) للروائي حنا مينة، ولن أنسى الفيلم الروائي للمخرج الحموي ريمون بطرس وهو فيلم (حسيبة) للروائي خيري الذهبي، وهذا على سبيل الذكر لا الحصر فهناك أفلام كثيرة بحاجة لبحث مطول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى