«الشارقة السينمائي للطفل» يعرض 138 فيلماً من 31 دولة في دورته السادسة
الشارقة ـ «سينماتوغراف»
كشفت مؤسسة (فنّ) المعنية في تعزيز ودعم الفنّ الإعلامي للأطفال والناشئة بدولة الامارات العربية المتحدة، عن أجندة فعاليات الدورة السادسة من مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل والذي ينطلق في 14 أكتوبر ويستمر حتى 19 أكتوبر في قاعة الجواهر للمناسبات والمؤتمرات. ويشكل المهرجان الذي يحمل شعار “فكّر سينما” ويعرض 138 فيلماً من 31 بلداً، تظاهرة فنية عالمية المستوى تستكشف أحدث الإصدارات في عالم الفن السابع الخاص بالطفل وتستعرض أبرز التوجهات التي تشهدها صناعة السينما حول العالم في تناول قضايا تستهدف الطفل.
وخلال مؤتمر صحفي أقيم اليوم في مركز زيرو 6 بسينما سيتي بالشارقة، أكدت (فن) التزامها الارتقاء بذائقة الأطفال، وإلهام الناشئة لمعرفة المزيد عن التقنيات والمهارات التي تشتمل عليها صناعة الأفلام، وتعريفهم لأهم وأحدث الأفلام السينمائية الموجهة لهم حول العالم من أجل تمكينهم للمشاركة في بناء مستقبل هذه الصناعة على المستوى العربي.
وخلال تقديمها للعرض الخاص بالدورة السادسة من الحدث، قالت الشيخة جواهر بنت عبد الله القاسمي، مدير مؤسسة (فن) ومهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل: “يستضيف المهرجان أكثر من 40 مخرجاً سينمائياً عالمياً، ويجمع على امتداد أيام فعالياته نخبة من المواهب الواعدة من مختلف أنحاء العالم الذين اختاروا المهرجان لتقديم أعمالهم الفنية، وثقافة بلدانهم وحضاراتها العريقة، في إمارة الشارقة الباسمة، التي أصبحت برؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، ودعم قرينة سموه، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، حاضنة للثقافة والفنون، وبيئة خصبة للإبداع والمبدعين، ونتطلع لأن تكون دورة هذا العام مليئة بالخيارات المعرفية والجمالية للأطفال الضيوف”.
وتابعت مدير مؤسسة (فن) ومهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل: “استطاع المهرجان وعلى مدار السنوات الخمس الماضية أن يؤسس لحالة متقدمة من الثقافة السينمائية الموجهة للأطفال، لإيماننا بأن الفنون بجميع مقدراتها هي أساس الارتقاء بذاكرة الأجيال الجديدة وأن السينما تمتلك مضامين مليئة بالأفكار والمقومات التي تعمل على صقل مخيلة الصغار وتنمي قدرتهم على اكتشاف الجمال”.
وأشارت القاسمي إلى أن الدورة السادسة من المهرجان تتميز بتنظيم 6 جلسات حوارية مع نخبة من الخبراء والنجوم والمتخصصين في قطاع السينما، ومن أبرز المشاركين في الجلسات براين فرجوسن، فنان رسوم متحركة عمل مع أبرز شركات الإنتاج العالمية: والت ديزني أنيميشن ستوديوز وسيتحدث عن “عالم ديزني بين الأمس واليوم”، فيما تضم جلسة بعنوان “صناعة الأفلام مع اللاجئين” كلاً من سيمون ميدارد فنان رسوم متحركة في شركة “كاميرا- إتس”، وضياء ملاعب وهو مخرج لبناني.
كما تقام جلسة بعنوان “السينما بين الأمس واليوم” يشارك فيها كل من حمد الشهابي مؤلف وكاتب سيناريو وحوارات تلفزيونية ومحمد إبراهيم مخرج أفلام بحريني، وعضو مجلس إدارة نادي البحرين للسينما ورئيس لجنة العروض الخاصة ومنصورة عبد الأمير صحفية وناقدة سينمائية، وعبدالله الحميري ممثل ومنتج وكاتب ومخرج الإماراتي. وحول صناعة السينما في زمن السوشال ميديا فيتحدث عبدالله الحميري عن تحديات صناعة الأفلام عبر منصات التواصل الاجتماعي وتأثيراتها الإيجابية والسلبية.
ويستعرض المهرجان نخبة من الأفلام القصيرة المستوحاة من قصص اللاجئين في عدد من البلدان مثل: سوريا، ولبنان ومصر والأردن والسودان وأثيوبيا. وبعض هذه الأفلام صنعها بالغون وجازت على دعم من اليونيسيف والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين فيما بعض الأفلام الأخرى صنعها الأطفال اللاجئون أنفسهم.
كما يقدم المهرجان فيلم مسافر: حلب إسطنبول وهو إنتاج تركي أردني مشترك، للمخرجة أنداش هازيندار أوغلو ومن بطولة النجمة الأردنية صبا مبارك. ويجسد الفيلم رحلة لينا ومريم أثناء هربهما من الحرب في سوريا باتجاه تركيا والمعاناة الممزوجة بالحنين إلى الوطن وقلق التهجير والغربة.
ويعرض المهرجان 54 فيلماً من 17 بلداً تُعرض للمرة الأولى ضمن فئات الأفلام الروائية الطويلة، والوثائقية، والرسوم المتحركة، والدولية القصيرة، وفئة أفلام الطلّاب وفئة الأفلام العربية، منها 12 فيلماً يعرض لأول مرة على مستوى العالم، و34 فيلماً تعرض للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، و7 أفلام تعرض على مستوى الإمارات وفيلماً واحداً يعرض على مستوى دول الخليج.
ويقدم المهرجان في دورته السادسة حزمة متكاملة من ورش العمل الخاصة بصناعة السينما أبرزها ورشة تقنية الرسوم المتحركة لذوي الاحتياجات الخاصة تقدمها سحر عبدالله، المتخصصة في مجال ورش العمل التي تستهدف ذوي الاحتياجات الخاصة، وورشة الأفلام الثلاثية الأبعاد يقدمها سيباستيان ريشولد، أحد أفراد طاقم العمل في فيلم الخيال والمغامرة “شائبة في الزمن” (a wrinkle in time) إنتاج والت ديزني ستوديوز ، الذي يشارك هذا العام في جلسة تتضمن تفاصيل تقنية حول صناعة الفيلم.
كما تتناول إحدى الورش أساسيات الفوتوشوب ويقدمها عضو جمعية صقور الامارات للتصوير، محمود الحسن، وورشة خدع التصوير الفوتوغرافي والتي يقدمها رايان باليس وورشة خدع السينما يقدمها المخرج غسان عبدالله، وورشة مكياج المؤثرات الخاصة يقدمها فاروق حسن المتخصص في مجال المؤثرات السينمائية البصرية.
وتصدّرت قائمة الدول المشاركة في المهرجان كلّ من الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وروسيا على صعيد الأفلام التي توزّعت ضمن فئات أفضل فيلم عربي قصير، فئة أفضل فيلم طلبة، فئة أفضل فيلم دولي قصير، فئة أفضل فيلم رسوم متحركة، فئة أفضل فيلم وثائقي، فئة أفضل فيلم روائي طويل، فئة أفضل فيلم من صنع الأطفال.
وفي كلمة ألقاها خلال المؤتمر قال الفنان الاماراتي عبد الله الحميري :”نلتقي اليوم ونحن على أعتاب انطلاق الدورة السادسة لمهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل، الذي يترجم رؤى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، اللذان يؤمنان بدور الفن والسينما في نهضة الشعوب وارتقائها.
وتابع الحميري”: استطاع المهرجان ومنذ انطلاقته في العام 2013 أن يفتح الباب أمام الطفل الإماراتي والعربي، ليتعرف على ثقافات العالم المختلفة من خلال صناعة السينما، باعتباره أول مهرجان متخصص للأطفال في الوطن العربي، يهدف إلى صناعة جيل مبدع قادر على رفد المشهد الثقافي العربي بأعمال إبداعية، حيث واصل ومنذ انطلاقته دوره الريادي في احتضان الأطفال من مختلف أنحاء العالم، ويقدم نفسه كأحد أبرز المهرجانات التي شيدت للأطفال جسوراً إلى عالم الجمال، عالم السينما، وذلك بما ينسجم مع رؤية إمارة الشارقة في تطويع العمل الجمالي والإبداعي، لصالح أحلام وتطلعات الأجيال الجديدة، وتعزيز حضورها عربياً ودولياً”.
من جهتها، قالت مريم السركال رئيسة قناة ماجد للأطفال: “إن أبوظبي للإعلام ممثلة بقناة ماجد للأطفال، أخذت على عاتقها مسؤولية توفير محتوىً إعلامي يحاكي منصاتها الإعلامية الهادفة، مع مراعاة عناصر الابتكار والتنوع والترفيه، في سبيل الوصول إلى مختلف شرائح المجتمع، وبالأخص فئة الأطفال”.
وأضافت السركال: “تنسجم مشاركتنا اليوم مع مستهدفات مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل، من خلال توفير ثلاث مبادرات تدعم نهجنا الاستراتيجي الذي يسعى إلى تحفيز الطاقات الطلابية والشبابية، ليكون لهم مكاناً في عالمنا المتغير بوتيرة متسارعة، وليتمكنوا من مجابهة التحديات الثقافية والفكرية التي انعكست على اهتمامات أبنائنا وبناتنا، وهو ما يستدعي الحاجة الملحة للنظر فيما يدور في هذه العقول، واستخراج الأفضل منها لغد أفضل”.
وأشارت السركال إلى أن قناة ماجد وفرت للجمهور والحضور ضمن المعرض، منصة تفاعلية لتعريف الأطفال والمهتمين بكواليس العمل التلفزيوني، وتقنيات إعداد الرسوم المتحركة، ليتعرفوا على أسلوب رسم الشخصيات الكرتونية وتحريكها وكيفية بناء القصة المصورة.
كما تتيح منصة القناة فرصة التفاعل مع وجوه ماجد الإعلامية من خلال فعالية استوديو ماجد التي ستتيح لهم الحصول تجربة أداء لاختبار قدراتهم الصوتية والمشاركة بتقديم إحدى شخصيات ماجد، إلى جانب فعالية أخرى تقدم لهم فرصة دخول عالم النقيب خلفان المليء بالألغاز في فعالية لغز الماسة الضائعة لمساعدته على حل أحد الألغاز التي تشغل المحققين في عالم افتراضي.
وكان المهرجان قد اختار لجنة تحكيم خاصة تضم أسماء لامعة في المجال السينمائي والإعلامي العربي والعالمي، حيث تتضمن القائمة مخرجة أفلام وثائقية سعودية هناء مكي، والفنانة البحرينية هيفاء حسين، والمخرج والمنتج السينمائي الفلسطيني هاني أبو أسعد، والمتخصص في مجال الرسوم المتحركة برايان فيرجسون، والصحفية والناقدة السينمائية منصورة عبد الأمير، وفنان الرسوم المتحركة سايمون ميدارد.
ويسعى المهرجان الذي انطلقت أولى دوراته في عام 2013، ويقام بشكل سنوي في شهر أكتوبر، إلى تعزيز مواهب وإبداعات الأطفال والشباب وعرض انتاجاتهم السينمائي، بما يضمن لهم الفائدة والنفع والفرص الإعلامية المختلفة، كما أنه حدثٌ فنيّ يشكّل حلقة وصل مهمة بين الأفلام العالمية وكل ما يجد في عالم الوسائط الإعلامية، إلى جانب اسهامه في الأخذ بيد الأطفال نحو اكتشاف المزيد عن ثقافات الشعوب ونشر السلام العالمي، واطلاعهم على أهمية كيف يتعايش جميع الناس بمختلف ثقافاتهم وديانتهم في عالم واحد بسلام وتساوٍ.