الفرنسية إيزابيل أوبير «أقوى من القنابل»
كان ـ «سينماتوغراف»: نعمة الله حسين
بعد غياب طال لمدة عشرين عاما عن المسابقة الرسمية لمهرجان «كان»، تعود النرويج بمخرجها جواكيم تريير من خلال فيلمه «أقوى من القنابل»، والذي يسلط الضوء على مراسلي الحروب الذين يجوبون العالم لتغطية النزاعات المسلحة، بكل ما يتخللها من مجازر وبشائع ومدى ما يتعرضون إليه من مآسي نفسية وآلام عميقة خفية تبدو أشد تأثيرا ووقعا وقوة من القنابل التي يتعرضون لمخاطرها خلال عملهم في خطوط المواجهات العسكرية .
تلعب دور البطولة في الفيلم الفرنسية إيزابيل أوبير، والتي تنافس نفسها في دور آخر من فيلم «وادي الحب» للمخرج الفرنسي جيوم نيكلو، ويشاركها البطولة «جيرار ديبارديه»، الذي تخلى عن جنسيته الفرنسية وحصل على الجنسية الروسية، لاعتراضه على الضرائب العالية التي يدفعها في فرنسا، ولذلك فهو يقيم في فرنسا ستة أشهر وفي بلجيكا الستة أشهر الأخرى في مدينه متاخمه للحدود الفرنسية.
وبفيلم «أقوى من القنابل»، تعود السينما الاسكندنافية إلى صدارة «كان» مرة أخرى، بعد أن طرد المهرجان عام 2011 لارس فون ترير وتم اعتباره شخصاً غير مرغوب فيه، نظرا لتصريحاته الاستفزازية التي اعتبرها البعض ضد اليهود وتمجيداً للنازية.
وتتقمص إيزابيل أوبير في فيلم «أقوى من القنابل»، دور مصورة فوتوغرافية فرنسية تقيم في نيويورك وتعمل مراسلة حرب للـ «النيويورك تايمز»، وفي أثناء تغطيتها للاحتلال الأميركي في أفغانستان، تكون شاهدة على الكثير من الفظائع، ومنها فاجعة مقتل طفل في الثامنة في غارة اميركية، وتقوم بتصوير طقوس تغسيله وتكفينه ودفنه على يد عائلته، وتلتقط صوراً تتصدر إحداها الصفحة الأولى في «نيويورك تايمز»، ولكنها تتوفى جراء حادث اصطدام سيارتها، بسيارة نقل، وتقيم الجريدة سنويا معرضا لصورها، وبعد وفاتها يصبح زوجها بعيدا عن ابنه الصغير «14» عاما، والذي اصبح منطويا، بينما يتزوج الأبن الأكبر، وفي الذكرى الثالثة على وفاتها وخلال الاعداد لمعرضها يرى رفيقها الكاتب الصحفي أن من حق القراء أن يعرفوا تلك المرأة الشهيرة وأنها لم تكن سعيدة، وانها تعرضت لحالات اكتئاب دفعت بها دون أن تدري إلي الانتحار، وان ما حدث لها لم يكن حادثا عرضيا.
فيلم «أقوى من القنابل»، استقبل بحفاوة من النقاد والجمهور، وانضم إلي قائمة المنافسين على سعفة كان الذهبيه، في انتظار المقبل من أفلام أخرى داخل المسابقة الرسمية خلال الأيام القادمة.