الفيلم السوري «مقهى المفاتيح».. رسالة حب إلى الغائبين
دمشق ـ «سينماتوغراف»
دارت كاميرا المخرج والسيناريست السوري علي العقباني معلنة عن بدء تصوير فيلمه الروائي القصير، الذي حمل عنوان “مقهى المفاتيح” في ثاني تعاون له مع المؤسسة العامة للسينما في سوريا بعد فيلم “تساقط”.
وعن فكرة الفيلم يقول “كتبت الفيلم منذ أكثر من سنتين وتمّت إجازته في المؤسسة، لم أرغب في أن أذهب إلى قصص وحكايات ومشاهد حرب وتفجيرات وإطلاق رصاص، رغبت في أن أحكي عن جوانب أخرى من الحرب، أن أطلق رسالة حب إلى الغائبين وأبواب بيوتهم ومفاتيحها، أن نسمع معاً صرخات البيوت الفارغة أو المقفلة أبوابها، أن نسمع معا أصوات العشاق والأهل والأولاد وهم مضطرون لترك أمكنتهم وبيوتهم”.
والفيلم الذي يقوم ببطولته كلّ من رشا إبراهيم ونبراس الملحم وفادي حسن تدور أحداثه في مقهى صغير يضمّ مفاتيح الغياب، مفاتيح الأبواب التي تركها أصحابها لسبب أو لآخر، هو مكان للحب والحكايات، وللوجع والانتظار، وللأبواب التي تنتظر مفاتيحها وللمفاتيح المعلقة على جدار الانتظار، تترقّب من يأخذها ليفتح بها باب روحه وبيته وحياته من جديد.
ويُتابع العقباني في رؤيته للفيلم القصير “أشبه الفيلم القصير بالقصة أو بالقصة القصيرة وربما بالقصة القصيرة جدا، لما تتطلبه من تكثيف للفكرة والعمق وبنية السرد وجعل الفكرة تصل عبر كلمات قليلة وترابطات خاصة، ذلك يحدث في الفيلم القصير الذي يتطلب نضوج الفكرة ووضوحها إضافة إلى البعد الإنساني والفكري والمكاني والزماني، وذاك ينطبق على أنواع الفيلم القصير، الأمر الذي يجعل المخرج في حالة اختصار أو إلغاء لكل ما من شأنه أن يشوّش على الفكرة والعلاقات الدلالية للصورة”.
وهو في ذلك يجرّب كيف يقول حكايات موجعة وأخرى حالمة في دقائق قليلة، ويضيف “نعلم أن الفيلم القصير لا يلاقي حقه من الاهتمام وكأنه ابن غير شرعي للسينما، بالرغم من المهرجانات المحلية والعربية والعالمية التي تُعنى فقط بالفيلم القصير بمختلف أشكاله، والمخرج في الروائي القصير يجرّب أدواته ومعرفته وأفكاره عن السينما والصورة والزمن وكيف تبنى حكاية وتروى في ذات الوقت، وكيف يتعامل مع الممثل والمكان والفريق التقني بشكل يوافق سوية الفكرة المطروحة.
وعن تعاونه الثاني مع المؤسسة العامة للسينما، يقول “هي فرصة ثرية وغنية لي في المؤسسة العامة للسينما أن أخرج فيلما قصيرا كتبته عبر مراحل وعدلته حتى يظهر كما سيراه الجمهور، وفي انتظار أن أتمكّن من تحقيق الفيلم الذي أريد، أشكر كلّ من كان معي ورافقني من الفكرة إلى التنفيذ، أشكر رشا إبراهيم ونبراس الملحم، اللذين كانا جزءا من الحكاية وروايتها”.