«القناص الأميركي» يثير الجدل قبل عرضه
خاص ـ «سينماتوغراف»
رغم أنه لم يعرض في صالات السينما بعد، إلا أن فيلم «القناص الأميركي» أو American Sniper للمخرج الشهير كلينت إيستوود أثار جدلا واسعا، فالفيلم يتناول قصة حقيقية لأكثر القناصين فتكا في تاريخ الجيش الأميركي إبان الحرب على العراق، حيث بلغ رصيده 150 إصابة مؤكدة.
ويستعرض الفيلم مسيرة «كريس كايل»، والذي يلعب دوره النجم الأميركي الشاب برادلي كوبر، على مدى أربع مهمات أرسل فيها إلى مناطق القتال في العراق، وكيف اكتسب سمعة لدى زملائه وقادته على حد سواء بسبب براعته في القنص.
كما يعرض الفيلم أيضا تعقب فصائل عراقية لكايل، الذي يعد أحد قوات النخبة، بسبب براعته هذه ورصدها مكافأة لمن يأتي برأسه.
إلا أن الفيلم يبرز أيضا الجانب الإنساني في حياة هذا القناص، ففي مشهد شديد الدلالة يرقب كايل سيدة عراقية وولدها الصغير ويشتبه بكونهما مسلحين، ويبدو حائرا حول القرار للضغط على الزناد والذي ينبغي أن يتخذه في هذه الحالة.
هذا المشهد تحديدا حظي بحصته من النقاش اذ اعتبر البعض انه يحاول تصنيف الشعب العراقي بخانة «الاجرام» معتبرين انه لا يوجد أم على هذه الارض يمكن ان تعطي ابنها سلاحا ليقتل غيره ونفسه وهي تشاهده.
في المقابل برزت فئة اخرى تدافع عن المشهد معتبرة أن مثل تلك حوادث يمكن حدوثها بالفعل.
كما يناقش فيلم «القناص الأميركي» وضع هؤلاء الجنود لدى عودتهم إلى ديارهم، فالحرب لا تنتهي مع هذه العودة، وإنما تظل ذكرياتها تؤرقهم وتؤثر على حياتهم الشخصية والأسرية.
وقد استعان المخرج بتصوير بعض من لقطاته في لوس أنجلوس، وكاليفورنيا إضافة إلى تصوير بعض مشاهد في الفيلم في مناطق في المغرب.
وبمجرد الانتهاء من تصوير الفيلم، بدأ الجدل حوله، فشهد موقع «آي إم دي بي» السينمائي أراءا متباينة بشأنه، فالبعض وصف الفيلم بإنه مجرد بروباغاندا، أو دعاية أميركية في حين رفض آخرون هذا الوصف مؤكدين واقعية القصة الأصلية.
كما واجه الفيلم انتقادا آخر لما اعتبره البعض «تصويرا غير دقيق» لحياة القناص، مؤكدين أن حياة الجنود في مناطق القتال أصعب بكثير مما أبرزت أحداث الفيلم.
ومن المتوقع أن يبدأ عرض الفيلم في صالات السينما في كل من بريطانيا والولايات المتحدة وأنحاء العالم في يناير المقبل.