بالصور: مظاهرة حب لفاروق الفيشاوي في ندوة تكريمه بـ «الإسكندرية السينمائي»
الإسكندرية ـ «سينماتوغراف»: انتصار دردير
تحولت ندوة تكريم الفنان فاروق الفيشاوي بمهرجان الإسكندرية السينمائي إلى مظاهرة حب من زملائه الفنانين الذين تحدثوا عن إنسانيته وشجاعته في مواجهة مرض السرطان الذي أعلن عن إصابته به في حفل افتتاح مهرجان الإسكندرية.
وفي بداية الندوة التي حضرها الأمير أباظة رئيس مهرجان الإسكندرية، وأدارها الكاتب الصحفي عادل سعد مؤلف كتاب فاروق الذي يصدره المهرجان، أكد فاروق الفيشاوي أن الصورة الذهنية عن هذا المرض تخيف البعض، وأنه لم يتردد في إعلان مرضه، ويثق أن حب الناس وإصراره على المقاومة سيجعله يتغلب عليه، وأن كثيراً من المرضي قد برأوا منه، كما منحت جائزة نوبل لاثنين من العلماء الذين توصلوا لعلاج له، وأنه أراد أن يكون مشجعاً لكل من يتعرض لهذا المرض، وقال: أرفص أن نحبط الناس بل نعطيهم الأمل في ضرورة تغلبهم عليه.
وتحدثت الفنانة الهام شاهين مشيرة إلى أنها مثلت مع الفيشاوي عشرين فيلماً، وأن علاقتها به ليست مجرد زمالة، بل تحولت لعلاقة عائلية بين فاروق وأسرتها وبشكل خاص والدتها، ووجهت التحية لفاروق على شجاعته وإنسانيته.
وأكدت الفنانة وفاء عامر أن فاروق عرف بمساندته للممثلين الجدد، وحكت قائلة: كنت طالبة بالمعهد أشارك في مسرحية ووقع على ظلم من بطلة العرض، وكان فاروق نجم المسرحية وحينما علم بالأمر ساندني بقوة برغم عدم معرفته بي، فهو دائماً جدع وشهم وصاحب صاحبه.
وقالت الفنانة لبلبة: أن فاروق يتمتع بحب الجميع، وجمعنا مؤخراً مسلسل (الشارع اللي ورانا) وكان تجربة مختلفة وجديدة في الدراما، وأضافت موجهة حديثها إليه إن شاء الله ربنا سيشفيك وكلنا هنصلي من أجلك.
وروي الفنان محمود حميدة أن الفنان كمال أبو رية علم بمرض محمود، وأخبرني وصدمني الأمر وكنا نخشي رد فعله إذا علم بذلك، لكنني لست مندهشاً من موقف الفيشاوي الذي يعلمنا معني الحياة ويعيش حياته لحظة بلحظة، فالناس يشعرون بالانزواء إذا أصيبوا به، لكن فاروق لم يخش المرض ولا الشعور بالشفقة ولهذا رفع من روحنا المعنوية.
بينما قال كمال أبو رية أنه تردد في إبلاغ فاروق، وذهب يسأل الطبيب وفوجئ بفاروق عند الطبيب وهو في حالة من المرح كعادته، ويقول للطبيب أنا سأعتبر نفسي عندي صداع وليس سرطان، ولن يخيفني هذا المرض، وفي الحقيقة هذا هو فاروق الفيشاوي الذي أحبه وأقدره كفنان صاحب رسالة فهو يحب كل الناس ويتمتع بحب الجميع.
وقالت الفنانة منال سلامة: عملت مع الفنان فاروق الفيشاوي في فيلم “الزمن الصعب” وكنت في بدايتي الفنية، وفاروق نجم الفيلم وفوجئت بحذف عبارات من حواري وقال لي لا تقلقي سنعمل المشهد كما هو، ووجهت منال سؤالها للفيشاوي قائلة إن الفنان حين يمرض يخفي خبر مرضه خوفاً من استبعاد المنتجين له،
وعن نفسي فقد اجريت عمليات عديدة لم أخبر بها أحداً، ألم تتردد لحظة في إعلان هذا الأمر؟
رد الفيشاوي قائلاً: لم اتردد لأنني أرى أن كثيرين أصيبوا به وتحقق لهم الشفاء.
وقال الفنان أحمد عبد العزيز إن فاروق الفيشاوي كان يدفع بالممثلين الجدد الذين يتوسم فيهم الموهبة، وأنه رشحه للمخرج اللبناني سمير نصري كما رشحه لأداء مشهد مهم في فيلم “بيت القاضي”، وأضاف عبد العزيز: أن فاروق يتمتع بنبل إنساني ورقي كبير وشجاعة في مواجهة الأزمات، لذا ليس غريباً اعترافه بمرضه وانني اتمني له الشفاء.
وقالت الفنانة رجاء الجداوي أن شجاعة فاروق الفيشاوي في مواجهة المرض تعد بداية الانتصار عليه. وعلق المخرج مجدي أحمد علي قائلاً: لابد أن نتجاوز فكرة الحديث عن المرض مع فنان مثل فاروق الفيشاوي لأنه أقوي من ذلك، وأن نتحدث عن السينما فنحن نعيش للأسف انتهاء عصر الممثل المثقف إلي عصر النجم الذي يوقع علي بياض ويختار فريق العمل بنفسه، بالإضافة لعدم اهتمام الدولة بها.
ووجه المخرج السوري أنور القوادري التحية لفاروق، قائلاً: كما تقاتل أنت هذا المرض اللعين فإن الشعب السوري يقاتل أيضاً وسينتصر وأنت أيضاً ستنتصر على المرض، وطلب القوادري من فاروق توجيه رسالة للشعب السوري، فقال الفيشاوي: إن سوريا الشقيقة تعرضت لمؤامرة كبيرة أدركنا جميعاً أبعادها ولا زلنا نذكر ما قاله الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. وأاضاف لقد ذهبت مؤخراً والهام شاهين إلي سوريا ولمسنا حب السوريين وإصرارهم على المقاومة فتحية لسوريا وشعبها العظيم.
وبعيداً عن مرض الفيشاوي تحدث الفنان الكبير عن رأيه في السينما والذين أثروا في مشواره، فقال بصراحته المعهودة: السينما تتردي إلي أقصي درجة ويجري هدم تاريخ عريق لهذا الوطن، لقد عانت السينما عثرات عديدة إنما ليس لهذه الدرجة، لقد أصبحت أشعر بالخجل لما وصلت إليه باستثناء تجارب قليلة، وواضح أن الدولة تتخلي عن خط الدفاع الناعم المتمثل في صناعة السينما والتي كانت تمثل المصدر الثاني للدخل بعد القطن، وروي الفيشاوي عن ثلاثة ممن أثروا في مشواره الفني وهم الفنان عبد الرحيم الزرقاني وجهني لكي أكون ممثلاً، وقال أنت ستكون ممثلاً وعلمني أن الفن مسئولية، والمخرج حسين كمال الذي اختارني في أدوار عديدة وحينما عرض علي فيلم “ديك البرابر” في شخصية العبيط اندهشت لذلك فقد شعرت أان الدور لن يناسبني، فقال لي أن الناس ستحب شخصية خلف ومثلت الدور، فإذا به يصبح من أهم أدواري واحصل به علي جائزة أحسن ممثل من مهرجان الاسكندرية مناصفة مع الفنان العظيم نور الشريف، أما محمد فاضل فهو أعظم مخرج تليفزيوني ويهتم بالممثل كثيراً.
وفي مداخلة تليفونية للمخرج محمد فاضل خلال الندوة أشاد فيها بفاروق الممثل والإنسان، مؤكداً أن العلاقة بين المخرج والممثل تدخل فيها اعتبارات عديدة.
وحول مشروع فيلمه “المطران كابوتشي”، قال فاروق الفيشاوي: لقد وجدت في شخصية المطران كابوتشي ما يرد على الدعاية الصهيونية فقد وقف بقوة بجانب الحق الفلسطيني، وكان سفيراً للفاتيكان في القدس، ولا زلت أحلم بهذا العمل، وسأوصي ابني أحمد الفيشاوي بأن يظل هذا مشروعه.