بمشاركة عشرة أفلام .. انطلاق الدورة الـ10 لـ «وجدة للسينما والهجرة»
وجدة ـ «سينماتوغراف»
أطلق المهرجان الدولي للسينما والهجرة بوجدة في المغرب دورته العاشرة تحت شعار “السينما قاطرة للوساطة الاجتماعية” بمشاركة عشرة أفلام موزعة على مسابقتين.
وتضم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة أربعة أفلام من المغرب ومصر وروسيا وبلجيكا فيما تضم مسابقة الأفلام القصيرة ستة أفلام من المغرب وتونس وسوريا والعراق وتركيا.
وعرض المهرجان في الافتتاح الذي أقيم بمسرح محمد السادس في مدينة وجدة بشرق المملكة الفيلم الوثائقي “زيارة” للمخرجة الفرنسية من أصل مغربي سيمون بيتون، وهو عمل ينبش في ذاكرة يهود المغرب.
ويستعرض الفيلم الوثائقي “زيارة” رحلة المخرجة سيمون بيتون إلى مسقط رأسها المغرب حيث تلتقي بالأوصياء المسلمين على ذاكرة طفولتها اليهودية ليخبروها بشهادات وبقصص الحياة المشتركة والقائمة على التسامح والتعايش آنذاك بعيدا عن التعصب الديني والكراهية.
وتتجول كاميرا المخرجة الفرنسية – المغربية بين الشوارع والأزقة مستحضرة تاريخًا ليس ببعيد لمن سكن تلك الربوع، من زقاق “سكويلة” إلى زقاق “الشيخ داوود” وزنقة “دافيد كوهين” ثم زنقة “بن عطّار”، وتقدم شهادات لسكان تلك المناطق اليوم، وتخبرهم بأنها تبحث عن أثر عائلة بيتون وعن “أخوّة يهودية مسلمة منسية”.
وسيمون بيتون هي مخرجة فرنسية يهودية من أصول مغربية، تحاكي أفلامها الواقع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتمثل وثيقة تاريخية مهمة، مثل فيلم “جدار”، كما حازت أفلامها عدة جوائز، من بينها جائزة سيزار في مهرجان مرسيليا للفيلم الوثائقي ومهرجان صاندانس السينمائي.
ويرأس لجنة تحكيم المهرجان المخرج المغربي المقيم في فرنسا محمد عهد بنسودة وتضم في عضويتها المخرج المغربي محسن بصري والمنتجة البلجيكية صابرينا بفاف.
وكرم المهرجان في الافتتاح المخرجة بيتون، والممثل والمخرج المغربي عبدالكريم قيسي، والممثل المغربي المقيم في بلجيكا كمال كينزو، والممثلة المغربية المقيمة في إسبانيا ابتسام مكروني.
ويشمل برنامج الدورة التاسعة عشرة الممتد حتى السابع عشر من سبتمبر ورشة تدريب على الإخراج يقدمها المخرج بنسودة وورشة تدريب على التمثيل يقدمها الممثل كينزو.
كما يشمل البرنامج ندوة فكرية بعنوان “الهجرة والاندماج الثقافي” يتحدث فيها عبدالحق البكوري رئيس مركز الدراسات والهجرة بجامعة محمد الأول، وطايل المصطفى الباحث في شؤون الهجرة، ورحاب المتوكل الباحثة في جامعة محمد الأول بوجدة، بالإضافة إلى محاضرة عن “التجربة السينمائية للمغاربة عالمياً”.
ويعرض المهرجان عددا من الأفلام منها فيلم “صندوق الدنيا” للمخرج المصري عماد البهات، ويتناول الفيلم في إطار درامي قصة أسرة مصرية تهاجر من الريف إلى المدينة، لتواجه مجموعة من الأحداث المؤثرة.
كما يعرض فيلم “النزال الأخير” للمخرج المغربي محمد فكران، ويتناول الفيلم حكاية ثلاثة أطفال من مدينة الدار البيضاء، يراودهم حلم الهجرة إلى أوروبا. ومن خلال الفيلم وأحداثه سيكتشف المشاهد كيف سيحاولون تحقيق ذلك بعد أن يصلوا إلى مدينة طنجة.
ويعرض أيضا فيلم “بالميرا” للمخرج الروسي إيفان بولوتنيكوف، والذي يستند إلى قصة حقيقية للطبيب آرثر، وهو طبيب عسكري سابق يعيش حياة الأرمل الهادئة في قرية جبلية في داغستان إلى حين إبلاغه بأن ابنته الوحيدة مريم تم تجنيدها من قبل منظمة إرهابية وهربت إلى سوريا، ليقرر الأب الهجرة لإنقاذها مهما كلفه الأمر.
ويعرض المهرجان فيلما للمخرج المغربي المكرم في هذه الدورة عبدالكريم قيسي، بعنوان “مولوس” ويحكي قصة رجل يبلغ من العمر ستين عاما ويعاني من الاحتراق الوجودي، وهو الذي أطاع القواعد دائما وقام بدوره، وعمل بطريقته المتواضعة من أجل مجتمع أفضل. لكن وفقا له وصل هذا المجتمع إلى القاع ولم يعد السامري الجيد السابق في مزاج لتقديم تنازلات. مولوس هو اسمه ويذهب في حملة صليبية، في الواقع مهمته مقدسة. يجب عليه علاج العالم من أمراض بشرية للغاية لكن طريقته لا يمكن أن تختلف بعد الآن عن طريقة غاندي أو الأم تيريزا، من المؤكد أن مولوس لا يمد الخد الآخر.
يذكر أن المهرجان تنظمه جمعية التضامن للتنمية والهجرة بالشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل والمركز السينمائي المغربي وبدعم من مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج.
وكان الحدث السينمائي الذي يهدف إلى تسليط الضوء على الأفلام المعنية بقضايا الهجرة والمهاجرين ودعم مشاريع أفلام السينمائيين الواعدين قد تأسس بداية تحت اسم المهرجان المتوسطي للسينما والهجرة قبل أن يوسع دائرة نشاطه ويتحول إلى المهرجان الدولي للسينما والهجرة.
ويتناول المهرجان، الذي يقام منذ عام 2003، قضايا الهجرة كما يصورها مخرجون هم أيضا مهاجرون في بلدان إقامتهم. ويطمح منظموه إلى جعله فضاء “لترويج قيم التشارك والتسامح”.