تفاصيل قصة صناعة الأنيميشن «سليق» الذي افتتح «أفلام السعودية»
الدمام ـ «سينماتوغراف»
لم تعتد المهرجانات السينمائية العربية على أن يتضمن افتتاحها فيلم أنيميشن، إلا أن ذلك هو ما حدث في الدورة التاسعة من مهرجان أفلام السعودية، الذي يقام في الظهران بتنظيم جمعية السينما بالتعاون مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء”، وبدعم من هيئة الأفلام التابعة لوزارة الثقافة، حيث يستمر لمدة ثمانية أيام خلال الفترة من 4 – 11 ( مايو) الجاري.
كاتبة ومخرجة “سليق” أفنان باويان كشفت أن سبب اختيارها عنوان الفيلم، هو الطبق السعودي المصنوع من الرز والحليب، في وصفة نالت استحسان الجمهور.
وحكت أن فيلمها يدور حول السيدة هاجر، التي تطبخ السليق لأحفادها الذين تنتظرهم ولا يأتون، حتى يدخل طائر إلى المطبخ، ويسقط الأرز في قدر السليق، مسبباً كارثة، حيث يأخذ السليق بالتمدد ويتزايد حجمه شيئاً فشيئاً حتى يخرج من المطبخ ويملأ البيت كله، الأمر الذي يلفت الجيران، وتحديداً أم وطفلتها، لا تتحدثان اللغة العربية، فتتعاونان مع هاجر، بنوع من التعاون والمحبة والألفة.
الفيلم القصير الأول لباويان يصنف كفيلم دراما عائلي، مثل السليق الذي يحبه الصغار والكبار، على حد تعبيرها، وتشير إلى أن اختيارها طبق السليق سببه أنه معروف في المنطقة الغربية، والقصة تدور في منطقة البلد التاريخية بجدة، ولأكلة مناسبة لحبكة القصة والثقافة الموجودة، ويسهل حفظ اسمها.
وتضيف باويان أن أساس القصة هو عن أم كبيرة في السن، عنيدة ولا تحب كل ما هو جديد، وتشكل اللغة حاجزاً بينها وبين جيرانها، ليبرز الطعام كلغة تواصل عالمية.
وعن اختيار تقنية “ستوب موشن” لتصوير الفيلم، قالت أفنان باويان إن القصة حينما تؤدى بطريقة الأنيمشن يصدقها الجمهور بشكل أسرع وأقوى، كما أن تفاصيل البلد التاريخية من الرواشين الخشبية والطراز المعماري السائد لم تكن ستظهر بشكلها الجمالي إلا بهذه التقنية، مبينة في الوقت ذاته أن اختيارها لأغنية من كلمات الشاعر ياسين سمكري مرده إلى أن كلماتها تدور حول شخص يقف على الأطلال، ويفكر في الأيام الخوالي وما تحمله من قصص حلوة حينما كانت السيدة هاجر محاطة بمن تحب، وتعبر الأغنية تماماً عن هذه الحالة.
وفي هذه التقنية، يصنع الفنانون مواقع تصوير حقيقية مصغرة، ودمى حقيقية، يجري تصويرها بكاميرا عادية.
الكتابة والرؤية الإخراجية كانت لباويان، التي استغرقها الإعداد للفيلم نحو 4 أشهر، والتصوير 65 يوماً في هولندا، وما بعد الإنتاج استغرق مدة 3 أشهر أخرى، في مراحل طويلة تعرف بها الأفلام التحريكية.
وعن اختيارها استوديو محترف مملكة هولندا لتنفيذ الفيلم، اشارت أفنان أنه يعود لسببين؛ أولهما أنه لا توجد معامل واستوديوهات لتقنية الستوب موشن أنيميشن في السعودية، والسبب الآخر أن كلفة استوديوهات الولايات المتحدة الأميركية مرتفعة جداً، في الوقت الذي كانت فيه الجداول الزمنية والكلفة متباينة للاستوديوهات في مصر وغير مطمئنة، ولم تلمس فيها الجدية والمصداقية المطلوبة، موضحة أنها لا تفضل الأسلوب الأميركي في الأنيميشن “فالفيلم لو نفذ في الولايات المتحدة سيكون واضحاً جداً بطريقة مثالية للغاية، ليصبح قريباً من تقنية التصوير ثلاثية الأبعاد، ولا أحبذ ذلك، أحب أن تظهر الشوائب في التفاصيل وتكشف عن شغل اليد في الفيلم، مثل شعرة تبرز هنا أو هناك”.
وفضّلت باويان عدم الكشف عن ميزانية الفيلم الذي تبلغ مدته نحو 9 دقائق، ويأتي بتمويل من مسابقة ضوء التي أجرتها هيئة الأفلام التابعة لوزارة الثقافة، لكنها أكدت أن فيلم الأنيميشن البسيط يكلف 4 إلى 5 أضعاف من قيمة الفيلم التصويري العادي.